صرّح السفير الأميركي الأخير في دمشق روبرت فورد، أمس الأربعاء، أن بلاده تتجاهل مخاوف تركيا الأمنية إزاء وجود "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" في الشمال السوري.
ونقلت وكالة الأناضول عن فورد قوله، إن الولايات المتحدة "لا تأخذ مخاوف تركيا الأمنية في سوريا على محمل الجد. وعندما تكون هناك قضية سياسية تميل إلى النظر للوضع على أنه قضية أمنية".
وأضاف: "أعتقد أن واشنطن بشكل عام والعديد من المحللين هناك لا يدركون مدى امتعاض أنقرة من علاقة الولايات المتحدة مع (YPG). ويرون أن على الأتراك التوقف عن القلق فيما يتعلق بهذا الشأن، وهذا يعني أن الولايات المتحدة تتجاهل بطريقة ما مخاوف تركيا".
وكانت واشنطن قد أعلنت عن إغلاق سفارتها في دمشق في شباط 2012، وسحبت كل الموظفين بمن فيهم السفير روبرت فورد، بالتزامن مع اندلاع الحرب هناك.
وعن الدعم الأميركي المُقدّم لـ "قوات سوريا الديمقراطية" بذريعة هزيمة تنظيم (داعش)، قال فورد إن "فائدته كانت فورية وقصيرة المدى" ما بين عامي 2015 – 2019.
وأردف: "هل بمقدور (قسد) في 2023 منع الشباب التعساء من الانضمام إلى (داعش) في أماكن مثل دير الزور والحسكة؟ لا يمكنهم ذلك". ولفت إلى وجود استياء بين المجتمعات العربية المحلية من "قسد".
إيران والولايات المتحدة
ورداً على سؤال حول التوترات العسكرية الأخيرة بين الولايات المتحدة والميليشيات الإيرانية شرقي سوريا، أوضح فورد أن التوترات ستستمر بين الجانبين. وقال: "سيكون هناك المزيد من الهجمات الإيرانية، وعندما يسقط قتلى، فمن المحتمل أن يرد الأميركيون بشدة، لا أستطيع أن أرى نهاية لذلك"، مضيفاً أن الجانبين لا يريدان "حرباً كبيرة".
الوجود الأميركي في سوريا
ويرى فورد أن المهمة الأميركية في سوريا ستستمر "إلى أجل غير مسمى" وأنه "ليس لها نهاية واضحة".
وقال: "سقط آخر معقل لـ (داعش) في الباغوز منذ أكثر من أربع سنوات، وما يزال الأميركيون هناك، وليس لديهم فكرة واضحة بشأن ما يجب عليهم سحبه من هناك".
وتابع فورد: "يجب أن تعود القوات الأميركية إلى ديارها"، مشيراً إلى أنه "لا توجد حتى الآن أغلبية حاسمة في واشنطن تدعم انسحاب القوات الأميركية من شرقي سوريا"، وفق ما نقل المصدر.