icon
التغطية الحية

"ديالى الهنداوي".. صانعة أفلام وثائقية سورية تفوز بجائزة "بياريتز" الدولية

2024.02.16 | 11:32 دمشق

"ديالى الهنداوي".. صانعة أفلام وثائقية سورية تفوز بجائزة "بياريتز" الدولية
"ديالى الهنداوي".. صانعة أفلام وثائقية سورية تفوز بجائزة "بياريتز" الدولية
تلفزيون سوريا ـ بثينة الخليل
+A
حجم الخط
-A

ديالى الهنداوي، سينمائية شابة من درعا اقتحمت عالم السينما الوثائقية، حيث تتنقل بين فرنسا ولبنان لتروي قصصاً تتعلق بالحياة وصمود المجتمع السوري، في ظل الظروف القاسية التي يعيشها.

بدأت ديالى رحلتها في فرنسا، حيث سافرت للدراسة قبل سبع سنوات، فدرست السينما في جامعة باريس، ثم انتقلت إلى مدينة ليون وسط فرنسا لمتابعة تعليمها في مدرسة السينما "لا سينيه فابريك"، (المعهد العالي لصناعة السينما) حيث تخصصت في كتابة السيناريو.

استطاعت ابنة درعا أن تلفت انتباه الجمهور والنقاد من أول فيلم وثائقي قصير قامت بإنتاجه قبل سنتين، فيلم "قطعتان من الذاكرة"، والذي تناول قصة عائلتها وتأثير الثورة على حياتهم.

وبسرعة انتقلت الهنداوي إلى الفوز بالجوائز العالمية، ففازت أخيرا بجائزة الإبداع الشاب في مهرجان "بياريتز ـ فرنسا" الدولي للبرامج والأفلام الوثائقية السمعية والبصرية للعام 2024، والتي تُمنح للمواهب الجديدة وذلك عن فيلمها "فاطمة".

ماذا يروي فيلم "فاطمة" للهنداوي؟

من يشاهد أفلام ديالى الهنداوي لا يكاد يصدق أنها تعرض أحداثاً حقيقية، لأشخاص حقيقيين، يعيشون بيننا. وعن فيلم "فاطمة" تقول الهنداوي لموقع تلفزيون سوريا: "الفيلم يحكي قصة فتاة سورية تدعى فاطمة، تبلغ من العمر 11 عاماً، وهي فتاة صغيرة تمتلك طاقة كبيرة وكاريزما جميلة جداً، تمضي وقتها في المدرسة أو في اللعب مع أصدقائها وأخواتها، ولكن تصرفاتها التي تميل أكثر إلى تصرفات الصبيان، تجعلها عرضة لتساؤلات وأحيانا أيضا للتنكر في مجتمعها. من خلال الفيلم نفهم أن فاطمة أقوى من كل الادعاءات التي تحيط بها وبأنها تريد فقط أن تعيش بحرية".

"ديالى الهنداوي".. صانعة أفلام وثائقية سورية تفوز بجائزة "بياريتز" الدولية

وتكمل الهنداوي حديثها عن بطلة الفيلم: "فاطمة تصبح محل نقاش وتساؤلات من قبل من حولها، فمن الصعب عليهم فهم مظهرها القاسي وسلوكها القوي. تثير تلك النقاشات تساؤلات والدتها، التي تتساءل بينما تحاول فهمها: هل هي فتاة حقاً أم صبي؟ لكن رد فاطمة يأتي بثقة وابتسامة، تجيب بسعادة وهي تقول: أريد فقط أن أكون الأقوى".

ديالى واجهت تحديات عدة خلال عملية تصوير الفيلم، بدءاً من صعوبة الحصول على تأشيرة السفر، وصولاً إلى التحديات الفنية. ومع ذلك، وفقاً لتعبيرها، فإن الفريق الصغير والبقاء في خيمة العائلة المنعزلة، ساعدا في تسهيل عملية التصوير بشكل كبير، مما جعلها أكثر سهولة مقارنة بالتصوير في المخيمات الكبيرة التي كانت تمثل تحديات شبه مستحيلة.

السوريون قادرون على صناعة سينما خاصة

وعن الرسالة التي تحاول إيصالها تقول: "ليست هناك رسالة محددة أو معينة في أعمالي. أسعى فقط إلى خلق أعمال تعبر عن تجاربي الشخصية وتشبهني، على أمل أن تلقى استحساناً وتأثيراً في قلوب الآخرين".

وتواصل ديالى الهنداوي: "أحاول أيضا القول إن الفنانين العرب قادرين على رواية قصصهم وبأننا كسوريين قادرين على صنع سينما خاصة بنا بعيدة عن المؤسسة العامة للسينما في سوريا الواقعة تحت تحكم النظام..".

تعتقد ديالى أن الفن "لا يمكنه تغيير الواقع بشكل مباشر، إلا أنه يستطيع توثيق المشكلات والحالات، وتجارب الأشخاص، وهذا التوثيق بذاته يحمل أهمية كبيرة". وتعتبر أن الفن "يفهم جميع فئات المجتمع، ويجب أن يكون بسيطاً وصادقاً ليحقق الهدف المرجو، وليفهمه الجميع".

حالياً، تعمل ابنة درعا على كتابة فيلم طويل يروي قصة أطفال سوريين يعيشون في لبنان، إلى جانب فيلم آخر يتناول قصة طفلة صغيرة تواجه مشكلات التعليم في المدارس السورية.

وتوضح لموقع تلفزيون سوريا "أريد خاصة التركيز على قضايا تتعلق بسوريا، وبالأطفال خاصةً. أحب أيضا التحدث عن مشاكل اللاجئ ولكن بصيغة مختلفة أحاول فيها الابتعاد عن القوالب والأنماط السائدة".

وتختم ديالى الهنداوي حديثها لموقع تلفزيون سوريا بالتعبير عن إصرارها على "الاستمرار في التركيز على قضايا تتعلق بسوريا عموماً، والأطفال خصوصاً، والسعي لتجاوز النماذج النمطية المعتادة واستكشاف مواضيع مختلفة".

الفنان صاحب موقف

عقب فوزها بالجائزة، قالت الهنداوي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إنها تهدي إنجازها إلى جميع الأطفال المظلومين في سوريا وغزة ودول العالم.

وتابعت: "أهدي هذه الجائزة لجميع أطفال بلدي، سوريا وصولاً حتى غزة، وكذلك السودان والكونغو، وجميع الأشخاص الآخرين الذين يعانون حالياً بسبب الإفلات من العقاب، وعدم المساواة، والمعايير المزدوجة التي لا يمكننا التعبير عنها بحرية اليوم، كفنانين… آمل أن يستعيدوا الحرية التي لا نملكها".

وعلقت حول ذلك: "إهدائي كان يتعلق خاصةً بالوضع الحالي في أوروبا فيما يتعلق بقضية فلسطين، وعن عدم قدرتنا عن التعبير عن رأينا بحرية، حيث أن هنالك العديد من الفنانين الذين حرموا من جوائز بسبب موقفهم من القضية الفلسطينية.. أظن أنه علينا كفنانين الإيمان بقدرتنا على إيصال رسائلنا وليس فقط من خلال مواضيع أفلامنا ولكن أيضا من مواقفنا السياسة الواضحة. لا يمكن بالنسبة لي فصل رأي الفنان السياسي عن فنه".

مهرجان بياريتز

مهرجان بياريتز أميركا اللاتينية (بالفرنسية: Festival Biarritz Amérique Latine ) هو مهرجان سينمائي دولي يقام سنوياً في مدينة بياريتز الفرنسية، منذ عام 1979 للترويج للسينما والثقافة الأميركية اللاتينية في فرنسا، وإتاحة فرص توزيع وإنتاج مشترك لأفلام أميركا اللاتينية.