خلقت صور ساحة التحرير الملحمية في الثورة المصرية مع هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام"، والنهاية السعيدة لهذا الاعتصام مخيلة للسوريين في الأشهر الأولى للثورة، وصار احتلال ساحة التحرير حدثاً ملهماً، اعتقد الكثيرون أن إنجاز احتلال لمركز المدن، وخصوصاً دمشق يمكن أن يؤدي بالفعل إلى النتيجة نفسها، تحفل شهادات الناشطين في الثورة السورية بسيطرة هذه المخيلة على أذهانهم خلال فترة المظاهرات السلمية.
جرت محاولات عديدة في شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو من عام 2011 للوصول إلى الساحات الكبرى والاعتصام فيها، لكن جميعها فشلت، إما انتهت بمجزرة مروعة كما حصل في اعتصام ساحة الساعة في حمص (18-4-2011) واعتصام ساحة البلدية في دوما (1-4-2011)، أو أن المتظاهرين لم يستطيعوا الاعتصام بسبب إطلاق النار وعمليات القنص والقتل كما هو الحال في الزحف من الغوطة إلى ساحة العباسيين (15-4-2011، و22-4-2011)، ومدينة حلب (30-6-2011). مدينة دمشق المدينة الوحيدة التي لم يجر فيها احتلال ساحة ومحاولة اعتصام.
ومع ذلك تكشف رسالة نادرة في أرشيف ناشطي حي المهاجرين خطة غير مكتملة وضعت أوائل أيار/مايو 2011 أي بعد فشل محاولة الزحف من الغوطة إلى ساحة العباسيين في "جمعة الإصرار" (15-4-2011)، وفي الجمعة العظيمة (22-4-2011)، مع ما كان يتخوف منه الجميع وهو أن الاعتصام في الساحة قد يؤدي إلى وقوع مجزرة في المتظاهرين على غرار ما حصل في ساحة الساعة بحمص (18-4-2011)، على شكل رسالة فردية تداولها الناشطون ضمن شبكات الثقة الخاصة بهم.
ورغم فشل كل المحاولات، فقد استمر المتظاهرون في كل المدن السورية بالمحاولة حتى نهاية كانون/ ديسمبر من عام 2011، عندما أطلق على جمعة اسم "جمعة الزحف إلى ساحات الحرية" والتي أطلقت آخر محاولة للزحف من الأطراف إلى مراكز المدن والاعتصام فيها، في وقت كانت فيه بعثة المراقبين العرب تقوم بمهمة التحقيق عن حقيقة الأوضاع على الأرض بقيادة الجنرال السوداني محمد الدابي، فقد حفز وجود البعثة على التجرؤ لاحتلال الساحات والاعتصام فيها.
ويعكس هذا الإصرار على الاعتصام في الساحات حجم الرهان على المجتمع الدولي وتدخله على النحو الذي رأيناه في حالة مصر، وقد كانت الخيبة في المجتمع الدولي مع العنف العاري الذي ارتكبته قوات النظام من دون رادع من الأسباب الرئيسية للتحول إلى السلاح، وعسكرة الثورة.
كانت تنسيقية المهاجرين في طور التشكل، كانت عبارة عن مجموعة من ناشطي الحي تربطهم صلات مع ناشطين آخرين، بينهم المجموعات التي قامت بالأنشطة قبل اندلاع الثورة.
ملاحظات على الوثيقة:
- ينسب نص الرسالة المتضمن الخطة الأفكار الواردة فيها لسيدة – كما تقول الوثيقة/الخطة - هي "ناشطة كان لها الشرف في أن تفجر الثورة السورية"، وتوحي هذه العبارة المبالغ بها بأن أفكار الوثيقة قد تكون لـمروة الغميان أو نورا الرفاعي اللتين ظهرتا في فيديو مظاهرة الحميدية 15 من آذار/مارس، إلا أنها في الواقع لم تكن كذلك، وعلى الأرجح أن هذا التنويه أول الرسالة كتب لغرضين: التمويه عن المصدر، وإثارة الحماسة.
- تعكس عباراتُ الخطة الحماسة المتقدة التي سادت بعد اندلاع المظاهرات، وحرارة المشاعر التي هيمنت على الناشطين في ذلك الوقت، ولكنها في الوقت نفسه تعكس السذاجة التي سادت تفكير قطاع واسع من الناشطين بسبب المخيلة التي ورثتها ثورة مصر واعتصام ساحة التحرير، وتنحي مبارك.
- واضعو الخطة كانوا قلقين جداً من ردة فعل قوات الأمن والشبيحة (البلطجية في نسخة مصر)، واحتمال ارتكاب مجزرة، ويظهر النص شكلاً من أشكال التردد والحماسة معاً.
- ترسم الخطة مناورة مع قوات الأمن والشبيحة المترصدة بالمتظاهرين، بناء على ما هو متوقع، وهي مناورة تجسد إلى حد كبير وقائع الأحداث اليومية في تلك الفترة المبكرة من عمر المظاهرات، وطرق القمع التي واجهتها.
- تستند الخطة إلى فكرة إنشاء نقطة ارتكاز للاعتصام في ساحة الأمويين، تفترض أن مرور وقت قصير (أربع ساعات كحد أقصى!) مع إعلام دولي مباشر سيؤدي إلى فرض واقعة "ميدان التحرير"، لكن المشكلة تكمن في كيفية الجمع بين هذه "الخطة السرية" وبين إفشائها للإعلام الدولي من دون أن تتسرب إلى أجهزة الأمن التي ستتخذ خطوات استباقية بطبيعة الحال لو علمت بها.
- تراهن خطة الوثيقة على الإعلام لجذب الانتباه الدولي، ومحاكاة ما حصل بالضبط في ميدان التحرير في مصر، ودفع المجتمع الدولي للضغط على الأسد للتنحي.
- على الرغم من أن الجيش حاصر درعا وارتكب فيها مجازر مع قوات الأمن والشبيحة، وعلى الرغم من ارتكاب قوات الأمن المجازر على مسافة كيلومترات قرب ساحة العباسيين بدمشق نفسها مرتين، فإن واضعي الخطة كانوا متفائلين بإمكانية انحياز الجيش وقوات الأمن إلى المتظاهرين في نهاية المطاف إذا ما استطاعوا احتلال الساحة والاعتصام بها، في مطابقة تامة لما حصل في مصر.
- أبعد من ذلك تراهن الخطة على أن احتلال ساحة الأمويين الهدف المفتاح لقلب مسار الأحداث بشكل درامي لصالح المتظاهرين، فبحسب الخطة سيؤدي الاعتصام في ساحة الأمويين إلى تغيير جذري في المجتمع والدولة، تقول الخطة: "عندما تستحلون الساحة فإنكم وقتئذ سترون أموراً كثيرة تغيرت؛ فوقتذاك سترون انحياز التجار لكم، والجيش، بل وربما القوى الأمنية. وسيعمد المثقفون ورجال السلطة المنشقون إلى الانضمام لكم في الساحة لدعم صمودكم وتفويت الفرصة على النظام في أن يستخدم لغة القمع ضدكم".
- أخيراً يعتقد معدّو الخطة أن الاعتصام سيؤدي إلى فك حصار المدن لأنه سيشكل أزمة سياسية كبرى في العاصمة، مما سيجعله مركزا على ساحة الاعتصام في دمشق!
الغرض من نشر مقاطع رئيسية من هذه الخطة (التي يمكن بشيء من التجاوز تسميتها وثيقة) هو رؤية أنفسنا في الذكرى الحادية عشرة للثورة، وكيف كنا نرى أنفسنا، وكيف كنا نحلم ونفكر، وكيف تختلط آمالنا بأحلامنا بالمخيلة، وبحرارة الحدث وسخونة التفاصيل الملحمية، وكيف كان تأثير ثورات الربيع العربي عميقاً فينا.
الخطة التي نستطيع من خلالها احتلال الساحة
[11 أيار/مايو 2011]
إخوتي الأعزاء، إن هذه الخطة ليست إلا مجموعة أفكار واقتراحات من عدة أشخاص، والأساس في الفكرة بهذه الخطة هي فتاة دمشقية كان لها الشرف في أن تفجر الثورة السورية.
.....
[ملخص الخطة]:
إن ما يلزمنا أولاً هو عدد من سيارات الركوب الصغيرة بعدد ليس بقليل فلنقل بما يعادل خمسين سيارة من السيارات السياحية المهم نحاول أن ندس في السيارات أكبر عدد من الشباب، فلنقل كل سيارة فيها خمسة أشخاص. فلو كان لدينا خمسون سيارة فسيكون عدد الأشخاص 250 شخصاً، هؤلاء الـ 250 شخصاً، قادرون على أن يصنعوا نواة الاعتصام في ساحة الأمويين، ويكون الاعتصام على الشكل الآتي:
فلنقل بأننا 500 شخص نقسم أنفسنا إلى قسمين؛ قسم يذهب بالسيارات إلى الساحة [ساحة الأمويين]، وقسم يركب السرافيس دوار شمالي ليحدث أزمة بحيث تذهب كل السرافيس مجتمعة إلى ساحة الأمويين، [و] أصحاب السيارات يسيرون خلف السرافيس أو فلنقل يكون وصولهم متزامناً مع وصول الشباب الذين سيصلون بالسرافيس، وقتئذ ستقوم السيارات بالتحشد إلى جانب بعضها بعضاً على مداخل الساحة وينزل منها الشباب ويقومون مباشرة بثقب الدواليب لسياراتهم لتتوقف في الطريق وتحدث أزمة مرورية داخل دوار الساحة طبعا هنا سيكون لدينا 500 شاب في الساحة هم خميرتنا.
وأما بالنسبة لمن احتجزوا بالساحة فهم مجبرون على أن يبقوا محصورين، ومن ثم سيضطرون إلى أن يخرجوا إلى الساحة ولو مكرهين، لأن الطرق مغلقة، والإخوة الشباب يقسمون أنفسهم إلى قسمين مباشرة:
القسم الأول يقوم بحماية مداخل الساحة ويضع العوائق على الطريق، ويكونون مسلحين بالمولوتوف والعصي والحجارة على مداخل الساحة ويحاولون أن تكون السيارات هي درعهم لحماية أنفسهم من طلقات الرصاص. [القسم الثاني هم المتظاهرون].
....
باحتلالكم للساحة، فإنكم ستكونون دققتم أول مسمار حقيقي في نعش النظام، وسيضطر إلى فض حصار المدن والاتجاه إلى العاصمة ليفك الاعتصام وهنا نكون فككنا الحصار عن المدن المؤيدة للثورة ليقوم سكانها أيضاً بالزحف إلى دمشق وإلى ساحة الأمويين للمساهمة مع إخوانهم في سبيل إسقاط النظام.
...
عندما تحتلّون الساحة فإنكم وقتئذ سترون أموراً كثيرة تغيرت؛ فوقتذاك سترون انحياز التجار لكم والجيش بل وربما القوى الأمنية. وسيعمد المثقفون ورجال السلطة المنشقون إلى الانضمام لكم في الساحة لدعم صمودكم وتفويت الفرصة على النظام في أن يستخدم لغة القمع ضدكم.
هي مجموعة أفكار اجتهد بعض الإخوة في اقتراحها لتكون خريطة طريق لاحتلال الساحة ولكن يبقى المخطط الرئيس هو للذين يعملون على الأرض، فانضباطهم وتركيزهم على التوقيت والترتيب والتنسيق وتخديم المعتصمين هو ركيزتهم فهي أرضهم وهم من سيستطيعون أن يقودوا المعركة ضد قوات الأمن.
والأهم الأهم هو الصمود، الصمود، الصمود! فستكونون في معركة تشبه معركة الخندق، ستكونون في القلب والقوات الأمنية تحاول وباستماتة أن تخترقكم من كل جانب حتى ولو من الجو ولكن الاتكال على الله أولا وآخرا هو الطريق للنصر بإذن الله.
........
يجب أن تركزوا على أن تطرحوا موضوع الساحة واحتلالها ضمن أشخاص ثقة، وتعتقدون بأنهم غير مخترقين، وحاولوا أن تنشروا معلومات مغلوطة بين المجموعات بأنكم ستذهبون إلى احتلال ساحة العباسيين ليظن الأمن بأن مخططكم يستهدفها ولا تصرحوا بأنكم ستستخدمون سيارات أو ما شابه أبداً، بل ستستخدمون أرجلكم للزحف إلى الساحة، ليعتقد الأمن بأن لديه الوقت لامتصاصكم وقمعكم قبل وصولكم إلى ساحة العباسيين ويركز على ساحة العباسيين وينسى ساحة الأمويين ولا يشعر بعدها إلا أن ساحة الأمويين عادت لأحفاد الأمويين.
......
و[سينشغلون] ولا يهتمون للساحة؛ لأنهم يعلمون بأننا لن نباغتهم بهذه الطريقة، لاعتقادهم بأننا لا نملك الأرضية لتكوين لجان فيما بيننا للاتفاق على احتلال الساحة، وهنا مكمن القوة؛ فبمجرد أن نكون قد احتللنا الساحة فالقوات الأمنية ستترك المساجد وستهرع إلى أن تفك الاعتصام في الساحة، وهنا المتظاهرون في المساجد سيجدون الفرصة سانحة في أن يذهبوا في مظاهرة باتجاه الساحة؛ لأنه سيصلهم الخبر بأن البث يعمل من الساحة، وبأن المتظاهرين احتلوا الساحة، وعندما تأتي قوات الأمن لفض الاعتصام ستفاجأ بالأزمة المرورية الخانقة، وستضطر إلى أن تسير راجلة إلى الساحة مما سيتسبب في إرهاقها وتعطيل حركتها. وبعد وصولها ستصدم بمواجهة من شبابنا الموجودين على المداخل يصدون تقدمها بالحجارة، ويحمون أنفسهم بالسيارات كدروع واقية وعلى مرحلتين.
طبعا هنا الأمن لن يستطيع استخدام الرصاص في البداية؛ كونه سيستقلل [يستصغر] عددكم، وسيعمد إلى استخدام المسيل للدموع بشكل مكثف، وعليه فالإخوة المتظاهرون يجب أن يكونوا متحصنين لهذا الموضوع في أن يكونوا مجهزين أنفسهم بالسطول [الأواني] التي يضعونها فوق المسيل للدموع فتنطفئ وحدها دون أن تسبب الضرر لأحد، وطبعا الكولا أيضا لتمسحوا بها وجوهكم؛ لتزيلوا أثر المسيل للدموع.
ولا ننسى أن نرتدي أكياس النايلون بأرجلنا تحت الجراب، لنجعل فاصلاً بيننا وبين الأرض؛ لكيلا تؤثر بنا العصي الكهربائية.
وأهم ما نريد أن نقوله هو محاولة التصدي لقوات الأمن أكبر وقت ممكن، وإرهاقهم والاستبسال في وجههم وعدم التراجع مهما بلغت الضحايا، ويجب أن ينصب مشفى ميداني فوراً يقوم هذا المشفى بتطبيب الحالات التي تصاب بأعيرة نارية وخلافها، ويكون المشفى الميداني مستعداً لاحتمالات الإصابة بالرصاص، وبكمٍّ كبير، ويكون متمكناً من نفسه لتموين المواد الطبية والدم اللازم في حالة الإسعاف حتى يتم تأمين نقل المصابين إلى المشفى.
المهم أن ما يهمنا هو توزيع كاميرات بشكل مكثف وبأكثر من اتجاه تراقب الساحة ومداخلها، بحيث نحرم الأمن من أن يستخدم الرصاص، لأنه سيكون مكشوفاً للعالم كله، فسيضطر وقتئذ إلى أن يستخدم البلطجية والمسيل للدموع بشكل لا هوادة فيه.
وهنا سيكون الحمل الأكبر على شبابنا الذين هم في خط الدفاع الأول على مداخل الساحة لصد الهجمات التي تأتيهم من الشبيحة، ويجب أن يستبسلوا لأكثر من ثلاث ساعات أو أربع ساعات، ويجب أن يكونوا مجهزين للحجارة ولو اضطروا لنقلها بالسيارات.
من خلال صمودكم لأربع ساعات بعد خروج المظاهرات من المساجد فستتجه المظاهرات إليكم، ووقتئذ سيُفاجأ الأمن بأنه محاصر من الخلف والأمام؛ فلن يجد مفراً من أن يكشر عن أنيابه ويطلق الرصاص بشكل جنوني، وهنا فقط وفي هذه اللحظة الإخوة المتظاهرون الزاحفون إلى الساحة سيستبسلون في الوصول إلى الساحة؛ لأنهم يعلمون بأنها قد احتلت من قبل المتظاهرين.
وعندما يرى الأمن بأن التصميم أكبر من قمعه، والحجارة تأتيه من الخلف والأمام، سيضطر إلى رمي سلاحه الذي ربما سيكون فَرغَ من الرصاص، وسيهرب إلى أي مكان يجد فيه أمنا، أو سيرمي نفسه بين أقدام المتظاهرين القادمين إلى احتلال الساحة ودعم من احتلها.
فقط هنا، وفي هذه اللحظة، سيعلم العالم كله بأننا احتللنا الساحة، ورغما عن أنف القوات الأمنية، وسيفاجأ بشار الكلب بما حصل، لن يستطيع استخدام الدبابات في القمع؛ لأنها ستكون نهايته بكل تأكيد. كل ما سيفعله هو أن يحاول قطع الماء والكهرباء عن المتظاهرين وتجويعهم؛ فقط كي يفض الاعتصام، ولكن ولأن المتظاهرين سيكونون "ممّوني" أنفسهم جيداً لمدة لا تقل عن أربعة [أيام] أو أسبوع على الأقل، فوقتئذ النظام المجرم سيسلم بالأمر الواقع.
.......
على الإخوة المحتلين للساحة استخدام بطاريات السيارات لإضاءة الساحة ولاستخدامها لتشغيل الكاميرات ليضمنوا أن لا يباغتهم النظام المجرم ليلا أو نهارا، والأهم الأهم استخدام الشموع بشكل كبير، وتنظيم حراسة المعابر المؤدية إلى الساحة بشكل منتظم ومن كل الاتجاهات فالأمن خبيث وسيناور كثيرا لإرهاق المعتصمين، وما على المعتصمين إلا الصمود فقط، فقط الصمود والاستبسال في وجه القوات الأمنية، بمجرد أن يكثر العدد بالساحة فلن يستطيع أي نظام أن يقتلع معتصمين باعوا دنياهم بالآخرة، وبالوقت نفسه لرد الهجمات التي سيقوم بها الشبيحة لقمع المتظاهرين.
طبعا في بداية لحظة الاعتصام لدى الإخوة المتظاهرين ما يقارب الساعتين من الزمن حتى تصل إليهم القوات الأمنية، وفي خلال هاتين الساعتين سيكون أول ما ينصب هو كاميرات ذات تصوير جيد، تعمل على نقل مباشر إلى القنوات الإخبارية العربية والعالمية ونخص بالذكر العالمية.
طبعا والبث يكون عن طريق الإنترنت كما هو معلوم. يجب مباشرة أن تنصب إذاعة تكون محمولة بالسيارات في وسط الساحة، بالإضافة إلى إحضار براميل أو صهاريج مياه لتأمين المياه اللازمة للمتظاهرين؛ دورات مياه خفيفة تنقل باليد، وكلما خف وزنها كان أفضل، تنصب إلى جانب أو طرف من أطراف الساحة.
[ و ] أشخاص يقومون مباشرة بتعليق اللافتات في الساحة ويجب أن يكونوا محضري أنفسهم جيداً بحيث تكون موجودة لديهم سلالم للصعود إلى الأعمدة الكهربائية، أو يفضل أن يكون بينكم عدة أشخاص يعملون بالكهرباء يقومون هم بتعليق اللافتات والأعلام مباشرة في الساحة.
والأهم الأهم يجب أن تظل كل السيارات الموجودة مع الإخوة المتظاهرين، وأيضا تعطيل حركة مرور السرافيس، وتعطيل كل السيارات الموجودة في الساحة، ويقوم أشخاص بالكتابة على السيارات شعارات تهتف بنصرة الثورة وفك الحصار وإسقاط النظام.
يا إخوة! هذه المسألة يجب أن تكون منسقة بحيث تحتلون الساحة في يوم الجمعة وقبل صلاة الجمعة بساعتين؛
لأنكم أولاً ستضمنون بأن الأمن والقوات الأمنية مشغولة بتأمين عدم خروج متظاهرين من المساجد".
لم تأخذ هذه الخطة طريقها للتنفيذ؛ لأسباب عديدة، منها التراجع عنها بسبب الشعور بأنها مكلفة بشرياً وليست كما تصورها الخطة المتحمسة، ووجود مكثف للأمن في ساحة الأمويين دفع الناشطين المنخرطين فيها للاعتقاد بأنها قد "كشفت" من قبل الأمن! وعند صلاة الجمعة بدأ هؤلاء الناشطون بتبليغ بعضهم بعضاً بإلغائها.