يعتقد مسؤولون أوروبيون أن خبراء في صناعة البراميل المتفجرة، التي استخدمها النظام السوري لتدمير معظم البلاد وقتل آلاف السوريين، جرى نقلهم مؤخراً إلى روسيا، للمساعدة في التجهيز لحملة مشابهة في أوكرانيا.
ووفق ما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن ضباط مخابرات، أمس الأحد، فإنّ أكثر من 50 خبيراً في صناعة المتفجرات من النظام السوري، يعملون منذ عدة أسابيع مع مسؤولين من الجيش الروسي.
وكان وصول خبراء نظام الأسد إلى روسيا، قد دفع بالولايات المتحدة الأميركية وأوروبا إلى التحذير من استعداد الجيش الروسي لاستخدام السلاح الكيماوي في حربه ضد أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى شهرة النظام السوري باستخدام براميل محشوة بالمتفجرات بشكل بدائي وإلقائها من الطائرات المروحية، لإلحاق أضرار تدميرية كبيرة بالأحياء السكنية، فضلاً عن استخدامه للأسلحة الكيماوية (الكلور بشكل خاص)، التي قتلت وحدها مئات الأشخاص في مدن وبلدات خارجة عن سيطرته.
هل يمكن تطبيق سياسة النظام السوري في أوكرانيا؟
تمكّن جيش النظام السوري من استخدام البراميل المتفجرة بأريحية في حربه على المناطق الخارجة عن سيطرته، بسبب ندرة الأسلحة المضادة للطائرات لدى المعارضة، ما منحه تفوقاً عسكرياً كبيراً، كان العامل الأساسي لاستعادته أجزاء واسعة من البلاد بعد مرور عقد على الثورة.
لكن بخلاف المعارضة السورية، فإن أوكرانيا تمتلك أسلحة مضادة للطائرات وأخرى مضادة للدروع، وهو ما يعطيها فرصة كبيرة لردع القوات الروسية ومنعها من التقدم، بحسب "الغارديان".
ويشير مسؤولون أوروبيون إلى علمهم بوجود المقدرة لدى روسيا على استخدام أسلحة من هذا النوع، لكن استخدامها سوف يؤدي إلى خسارة الروس، وسيكون بإمكان الأوربيين التأكّد من هوية الجهة التي تقف وراء سلاح من هذا النوع.
تورط النظام السوري بالحرب في أوكرانيا
تشير التقديرات إلى تطوع ما بين 800 إلى 1000 جندي سوري، للمشاركة في الحرب الروسية الأوكرانية، برواتب من الكرملين تصل إلى 20 ضعف ما قد يتلقونه في سوريا، تتراوح بين 1500 إلى 1400 دولار، وفق الغارديان.
ولهذه الغاية أنشأ النظام السوري أربع نقاط من أجل التجنيد لصالح الروس، في دمشق واللاذقية وحماة وحمص، ويتم التجنيد بموجب عقد مع مجموعة "فاغنر"، وهي منظمة عسكرية تجنّد المرتزقة لصالح روسيا حول العالم، ومتهمة بارتكاب جرائم حرب في سوريا وأوكرانيا ودول أفريقية عدة.
ويعدّ إرسال خبراء البراميل المتفجرة، أولى المساعدات التي قدمها النظام السوري إلى روسيا في حربها ضد أوكرانيا، بعد مساعدة موسكو لـ"الأسد" في الاحتفاظ بالسلطة، عقب تدخلها العسكري المستمر في سوريا، منذ أيلول 2015.