ربما من غير المعروف أن فستان إليزابيث الثانية في ليلة زفافها على دوق إدنبرة فيليب مونتباتن عام 1947 قبل أن تصبح ملكة لبريطانيا، نُقل من دمشق إلى لندن.
وأرسل القصر الملكي طلباً خاصاً إلى السفارة السورية في لندن بعهد الرئيس شكري القوتلي للحصول على ثوب من البروكار الدمشقي وعليه رسم لـ "عصفوري حب" يقبلان بعضهما وهو ما يعرف اليوم بنقشة الملكة، أرضيته بيضاء وأجنحة العصافير من الذهب عيار 12 قيراط.
أجمل فستان مصنوع
وبعد وصول القماش إلى إنكلترا قام المصمم نورمان هارتنيل بتحويل القماش إلى فستان الزفاف الذي ترونه في الصور المحفوظة حالياً في المتحف الملكي في قصر باكنغهام.
وجاء الفستان بياقة على شكل قلب وخصر منخفض من دون أحزمة، وتنورة بطول الأرض، مع تطريزات رائعة من الورود، قيل إن هارتنيل استوحاها من رسومات الرسام بوتيتشيلي في لوحة بريمافيرا الشهيرة، والتي تعبر عن استقبال الربيع، وكأن إطلالة الملكة في حفل الزفاف تبث البهجة والأمل.
وتم تزيين الثوب بالكريستال و10 آلاف حبة لؤلؤة مستوردة من الولايات المتحدة الأميركية.
وقد قال هارتنيل، الذي كان مصمم البلاط منذ عام 1938، عن فستان الملكة إليزابيث "أجمل فستان صنعته حتى الآن"، بحسب مجلة تايم الأميركية.
ومن الشائع على ألسنة الدمشقيين خصوصاً تجار القماش أن السوريين أرسلوا الفستان هدية للأميرة البريطانية التي توجت بعد 6 سنوات ملكة.
ما هو البروكار الدمشقي؟
ويعتبر المُدَمْشَق أو قماش البروكار الدمشقي أشهر وأفخر أنواع الأقمشة والمنسوجات في العالم.
ويصنع القماش الذي يعد معقداً ويتطلب حرفية عالية، من خيوط الذهب والفضة والحرير الطبيعي. وتنفرد به مدينة دمشق في سوريا منذ القدم وله حرفيوه وصُنَّاعه المتخصصون والمشهورون. ويقترن البروكار عالمياً باسم "دمشق".
ويتم استخدام خيوط الذهب أو الفضة لرسم أشكال ورموز حيوانية أو نباتية أو حتى هندسية، بشكل معقد وأحيانا بسيط.