يواجه سكان مدينة حمص شتاء قاسياً هذا العام في ظل النقص الحاد في الوقود، إذ تتأخر رسائل الغاز عبر "البطاقة الذكية" حتى ثلاثة أشهر، كما لم تُسلم مخصصات المازوت ويغيب عن الأسواق.
وبحسب عضو "المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية والثروة المعدنية" في حمص، عمار داغستاني، فإن نسبة توزيع مازوت التدفئة في المحافظة بلغت 13.3%، حيث يبلغ عدد البطاقات المسجلة نحو 432 ألف بطاقة، منها نحو 58 ألف بطاقة تم تنفيذها حتى الآن.
وأوضح داغستاني أن عملية توزيع المازوت مستمرة وفق الحصة المقررة للقطاع بنحو مليون ليتر شهرياً، مع إمكانية زيادة الكمية مستقبلاً من خارج مخصصات المحافظة، بحسب ما نقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري.
وأشار داغستاني إلى أن المحافظة تستقبل نحو 17.5 طلباً يومياً موزعة على مختلف القطاعات مثل الصحة، والأفران، والنقل، والزراعة، والتدفئة، مضيفاً أن توزيع هذه الطلبات "يتم وفق الجداول المحددة من قبل لجنة البنى التحتية في رئاسة مجلس الوزراء".
أزمة الغاز والبنزين تتفاقم في حمص
فيما يتعلق بتوزيع أسطوانات الغاز المنزلي، ذكر داغستاني أن وحدة تعبئة الغاز في المحافظة تنتج حالياً نحو 4 آلاف أسطوانة يومياً، مشيراً إلى تعرض الوحدة لحريق سابق مما استدعى عمليات صيانة.
وأضاف أنه يتم الاستعانة بـ4 آلاف أسطوانة إضافية يومياً من حماة لتعويض النقص لحين إتمام الصيانة وإعادة الوحدة إلى وضعها الطبيعي.
وتتراوح مدة انتظار رسالة الغاز في حمص بين 80 و85 يوماً، ومن المتوقع أن تنخفض هذه المدة مع تحسن التوريدات وعودة وحدة الغاز إلى العمل، وفقاً لداغستاني.
أما بالنسبة للبنزين، فقد أشار داغستاني إلى أن المحافظة تستقبل 9.5 طلب يومياً بمتوسط 24 ألف ليتر لكل طلب، وتستغرق مدة تسلم الرسالة ما بين 12 إلى 14 يوماً.
سوريا تحت وطأة أزمة المحروقات: معاناة مضاعفة في مواجهة برد الشتاء
تشهد سوريا أزمة محروقات خانقة تزداد تعقيداً مع دخول فصل الشتاء، حيث يعاني الأهالي من ارتفاع أسعار الحطب وغياب المازوت المخصص للتدفئة، وسط تأخر حكومة النظام في توزيع المخصصات.
ويضع هذا التأخير السكان في مواجهة برد قارس، حيث يضطرون إلى البحث عن بدائل قد تكون غير آمنة أو مكلفة، ومن بين هذه البدائل، يلجأ البعض إلى التدفئة باستخدام الإطارات القديمة وقطع البلاستيك، ما يزيد من المخاطر الصحية والبيئية.
وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر، وارتفاع أسعار الغاز، تتفاقم معاناة المواطنين الذين يعجزون عن تلبية احتياجاتهم الأساسية.
ويزداد الوضع صعوبة مع تفشي الفقر وقلة الموارد، مما يجعل الحصول على وسائل تدفئة آمنة من أولويات المواطنين في العديد من المناطق. أما في الريف والمناطق النائية، فالأمر أشد قسوة، حيث يجد السكان أنفسهم في عزلة تامة عن الدعم الحكومي، ما يضاعف معاناتهم في موسم الشتاء.
وتبدو الخيارات محدودة للغاية أمام الأهالي في هذا السياق، وسط فقدان الثقة في الجهات الحكومية التي لا تقدم حلولاً حقيقية للتخفيف من الأزمة.