icon
التغطية الحية

حصدت جوائز عالمية.. طفلة في إدلب تتميز بالحساب الذهني| فيديو-صور

2020.12.26 | 07:54 دمشق

1608817275134.jpg
الطفلة سارة كيالي - تلفزيون سوريا
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

أصبحت الطفلة السورية سارة كيالي (8 سنوات)، حديث السوريين ومحطّ احتفائهم، بعد حصولها على الجائزة الكبرى في مسابقة دوليّة للحساب الذهنيّ بمشاركة طلاب من عدة دول أجنبية وعربيّة.

وحصدت سارة خلال أقل من شهرٍ على الجوائز الكبرى في مسابقتين نُظمتا على مستوى دوليّ، بمشاركة عدد من الدول منها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا واليابان.

وتنحدر كيالي من بلدة حزانو شمالي إدلب، وتقيم فيها حتى اليوم، وشاركت في المسابقات عبر خدمة الإنترنت (أون لاين)، وهي في الصف الرابع.

 

 

اكتشاف الموهبة

منذ صغرها، وفي سن الأربع سنوات تمكنت "سارة" من حفظ جدول الضرب، وكان ذلك أولى إرهاصات تميزها وعبقريتها في الرياضيات، ولاحقاً الحساب الذهني، الأمر الذي حفّز عائلتها على زيادة الاهتمام فيها وتحديداً في مجال العمليات الحسابية المعقّدة، بحسب والدها عبد الجبار كيالي.

وقال لموقع "تلفزيون سوريا" إن والدة سارة "بدأت بتدريبها في سن مبكر على عمليات الضرب، مثلاً رقم برقمين، ومن ثم رقم بثلاثة أرقام ذهنياً"، وبقيت العائلة تواظب على تدريب سارة وتعليمها وتقديم الرعاية الكاملة لتطوير مهارتها في الحساب إلى أن وصلت لطريق مسدودة، فهي بحاجة إلى أكاديمية أو مركز مختص في الحساب الذهني يقدم لها مستويات متقدمة في هذا المجال، وهو ما تفتقر إليه المناطق المحررة.

بعد ذلك، لجأت والدة سارة إلى جمع المعلومات والتدريبات والمراجع عبر الإنترنت في ظل غياب المراكز التخصصية في مجال الحساب الذهني، وشرحها لطفلتها، معتمدة على تخصصها في مجال الهندسة، كما ساعد في ذلك سرعة الاستيعاب والإدراك لدى "سارة" وقدرتها على تطوير المعلومة.

وفي سبيل الخوض بغمار مسابقات عالميّة ومعايشة أجوائها، انضمت سارة إلى فريق (BRAINY KIDS) عبر مدربتها، السورية المختصة تهاني عساف، لتتمكن من المشاركة في المسابقات المعقودة في مجال الحساب الذهني، وخضعت لعدد من التدريبات في الحساب في صفوف الفريق والذي يتخذ من لبنان مقراً له، وهو أيضاً ممثل للمسابقتين اللتين شاركت بهما سارة وحصلت على المراكز الأولى فيها.

 

اقرأ أيضاً: نظام الأسد هو الأسوأ على مستوى العالم في الاعتداء على المدارس

 

يشتكي والد سارة من ضعف الإمكانيات في إدلب، في ظل غياب الدعم بشكل واسع عن القطاع التعليمي، ويوضح أنّ "التعليم بحاجة إلى أدنى الاحتياجات، وسط تزايد في نسب الأمية والتسرب المدرسي"، متمنياً "تجاوز هذه المحنة التي تعيشها المنطقة لتنتقل إلى مرحلة الاستثمار في العقول المتميزة".

 

 

ويشير والد سارة إلى أنّ "الظروف هذا العام في ظل تفشي فيروس كورونا، كان مساعدةً لها، إذ مكنتها من الانضمام إلى المسابقة (أون لاين) وهذه الفرصة لم تكن لتتوفر في الظروف الطبيعيّة".

ويضيف أن المسابقات من هذا النوع، وخاصةً اللتين شاركت فيهما، ينظمان فيزيائياً، وهو ما لا يتوافق مع ظروف سارة في القدرة على السفر والخروج من إدلب، أمام افتقداها جواز سفر وإغلاق الحدود.

 

اقرأ أيضاً: منظمة إغاثية تحذر من تعرض 700 ألف طفل للجوع في سوريا

 

ماهيّة المسابقتين

حصلت الطفلة سارة، في الـ 7 من كانون الأول الجاري، على الجائزة الكبرى في مسابقة للحساب الذهني منظمة من قبل شركة (ACIDA) الصينيّة وهي شركة خاصة مرخّصة في إقليم هونغ كونغ، بمشاركة نحو 6000 طالب وطالبة من دول أستراليا والولايات المتحدة الأميركية وسنغافورة وأوزبكستان ومصر ولبنان وسوريا.

 

 

يقول والدها لموقع "تلفزيون سوريا" إنّ سارة حصلت على الجائزة الكبرى مع مجموعة من الطلاب، وفقاً لقواعد الشركة المنظّمة، ولم تكن وحيدة، وما يهمنا هو إبداع سارة وتميزها وشغفها في هذا المجال وتطوّرها السريع.

وشاركت سارة في الـ 20 من الشهر الجاري أيضاً، بمسابقة للحساب الذهني من تنظيم منظمة (AIAMA) مقرها جمهوريّة تايوان بمشاركة زهاء 400 طالب وطالبة، من 19 دولة بينها اليابان والصين والولايات المتحدة الأميركية وروسيا والهند وماليزيا وجنوب أفريقيا وإيران ومصر وسنغافورة.

ودعت سارة في حديثها مع موقع "تلفزيون سوريا"، جميع الأطفال إلى "تطوير أنفسهم للارتقاء في البلد، والتحلي بالصبر رغم المصاعب التي يعيشونها، وكذلك إلى المثابرة والعودة إلى مقاعد الدراسة مهما كانت الظروف".

عانت سارة، وفقاً لما أشارت، من صعوبات في تأمين المركز المختصّ لتطوير نفسها في البداية، إلا أنها قادرة على تجاوز الصعوبات تباعاً من أجل تحقيق طموحها.  

واستطاعت المشاركة في مسابقتها الثانية خلال تقديم الامتحانات الفصلية الأولى في مدرستها، ووفقت بينهما، وهي من الصعوبات البسيطة التي اعترضتها، على حدّ تعبيرها.

عائلة سارة تأمل أن يوفق لأطفال سوريا الظروف المناسبة لإكمال تعليمهم، واستثمار العقول المميزة والعمل على تطويرها، رغم الظروف المأساوية التي يعيشها السوريون.

 

 

اقرأ أيضاً: اثنان من كل ثلاثة أطفال في شمالي سوريا خارج التعليم

كلمات مفتاحية