حذّر وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، من أن كل من يشارك في نقل ومبيعات الحبوب التي استولت عليها روسيا في أوكرانيا "سيواجه عواقب قانونية"، مشيراً إلى أن جهوداً دبلوماسية بُذلت لرفض شرائها في مصر ولبنان.
وقال كوليبا إن "روسيا مجرمة ثلاث مرات، قصفت سوريا وحولتها لأنقاض، احتلت جزءاً من أوكرانياً، والآن تبيع حبوباً أوكرانية مسروقة إلى سوريا"، مشيراً إلى أن كل من يشارك في بيع أو نقل أو شراء الحبوب المسروقة شريك في الجريمة"، وفق ما نقلت الخدمة الصحفية لوزارة الخارجية الأوكرانية.
وكشفت مصادر ملاحية ومواقع متخصصة بالشحن البحري أن سفينة تجارية روسية محمّلة بالحبوب المسروقة من أوكرانيا، تم إبعادها من ميناء واحد على الأقل في البحر الأبيض المتوسط، وهي الآن في ميناء اللاذقية على الساحل السوري.
وأكد المسؤولون الأوكرانيون أن سفينة "ماتروس بوزينيتش" محمّلة بنحو 27 ألف طن من القمح الأوكراني، وتعد واحدة من 3 سفن تشارك في تجارة الحبوب المسروقة، ترسو على السواحل السورية بانتظار إعادة توزيعها في مناطق أخرى في الشرق الأوسط، وفق موقع "Business Insider".
ورست السفينة "بوزينيتش" قبالة ساحل شبه جزيرة القرم، في 27 من نيسان الماضي، وأوقفت جهاز التتبع الملاحي، وفي اليوم التالي شوهدت في ميناء سيفاستوبول، الميناء الرئيسي في شبه جزيرة القرم، وفق بيانات "marinetraffic".
من الساحل السوري نحو دول أخرى
ووفقاً للصور الفوتوغرافية وصور الأقمار الصناعية وبيانات التتبع، التي نقلتها شبكة "CNN"، تحركت السفينة الروسية من ميناء سيفاستوبول وعبرت مضيق البوسفور وشقت طريقها نحو ميناء الإسكندرية المصري، وحاولت تسليمها إلى مشترٍ هناك.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إنهم "سبقوا بخطوة، وأرسلوا وناشدوا السلطات المصرية بأن الحبوب مسروقة، ما أدى إلى رفض السماح للسفينة بالدخول وإبعاد الشحنة"، موضحين أن السفينة انتقلت بعد ذلك نحو العاصمة اللبنانية بيروت، حيث واجهت النتيجة نفسها.
وتشير بيانات التتبع البحرية أن السفينة "ماتروس بوزينيتش" أوقفت جهاز الإرسال والاستقبال في 5 من أيار الجاري، في حين تُظهر الصور الفضائية من "Tankertrackers" و"Maxar Technologies" أن السفينة بعد توقف قصير في بيروت ترسو الآن في ميناء اللاذقية على الساحل السوري.
وقالت الاستخبارات الأوكرانية إن الحبوب المسروقة من أوكرانيا "موجودة على متن سفن تبحر تحت العلم الروسي في مياه البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى أن سوريا هي الوجهة الأكثر احتمالاً لهذه الشحنات، ويمكن تهريبها من هناك إلى دول أخرى في الشرق الأوسط".
وأكد رئيس تحرير موقع "Maritime Bulletin"، المتخصص بالنقل البحري، على أنه يمكن إعادة تحميل الحبوب على متن سفينة أخرى في ميناء اللاذقية لإخفاء أصولها"، مشيراً إلى أنه "عندما يتغير ميناء الوصول دون أي سبب جدي، فهذا دليل واضح على التهريب".
ونقلت شبكة "CNN" عن الصحافية في مشروع "جرائم البحر"، كاترينا بارسكو، قولها إن المشروع "لاحظ زيادة حادة في صادرات الحبوب من ميناء سيفاستوبول، إلى نحو 100 ألف طن في شهري آذار ونيسان الماضيين".
أوكرانيا تحذّر
وتتهم كييف موسكو بسرقة مئات الآلاف من الأطنان من الحبوب من مناطقها الشرقية التي تحتلها روسيا، في حين قال نائب وزير الزراعة الأوكراني إن 1.5 مليون طن من الحبوب الأوكرانية في روسيا.
وطالبت وزارة الخارجية الأوكرانية روسيا، في تغريدة عبر "تويتر"، بـ "وقف سرقات الحبوب غير القانونية، وإلغاء حظر الموانئ الأوكرانية والسماح للسفن بالمرور"، داعية المجتمع الدولي إلى "تشديد العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، من أجل وقف عدوانها المسلح على أوكرانيا، وتجنب المزيد من الكوارث الإنسانية وتدهور الأمن الغذائي العالمي".
A Russian ship carrying stolen Ukrainian grain docked off the coast of Syria on May 11th, according to international media reports. We strongly oppose Russiaʼs activities in disposing of food unlawfully seized from the Ukrainian farmers.
— MFA of Ukraine 🇺🇦 (@MFA_Ukraine) May 12, 2022
🔗https://t.co/Fc4pnhCKyj pic.twitter.com/S2jYq3Svf6