اعتبر وزير الإعلام اللبناني المستقيل، جورج قرداحي، أن استقالته التي جاءت بعد وساطة فرنسية "فتحت له أبواب العمل السياسي"، معبراً عن أمله في أن تسهم الاستقالة في استعادة العلاقات بين لبنان ودول الخليج.
وفي مقابلة مع قناة "الحرة" الأميركية، قال قرداحي إن "الأزمة أعطت أبعاداً أخرى، كنت نجماً تلفزيونياً يحبني الملايين ولا تزال هذه المحبة موجودة وتعززت، لأن العرب واللبنانيين اكتشفوا صفات أخرى منها التمسك بالسيادة وحرية الرأي".
وأضاف أن "الأزمة فتحت أبواباً عريضة للعمل السياسي"، مشيراً إلى أن "الأبواب مفتوحة، المستقبل مفتوح، سوف نرى ما تخبئه لنا الأيام، سوف أدرس الموضوع مع من وقفوا معي".
تعرضت للظلم
وعن الظروف التي رافقت تقديم استقالته، أوضح قرداحي أنه تعرض "للظلم" عندما طلب منه الاستقالة، مؤكداً على أن تصريحاته بشأن اليمن كانت قبل شهرين من تعيينه وزيراً، موضحاً أنها "لم تحمل أي إساءة، وقلت بحسن نية ومحبة لكل دول الخليج أن هذه الحرب كان يجب أن تتوقف".
وكشف قرداحي أن رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، دعاه بشكل غير مباشرة للاستقالة، مضيفاً أنه "خرج أربعة وزراء وطالبوني علناً بالاستقالة، وهذا الأمر أزعجني، لأنه وجدت أنه لم يعد هناك تضامن داخل الحكومة".
كما كشف أن البطريرك الماروني، بطرس الراعي "طلب مني أيضاً هذا الطلب، وقلت له إنني مستعد، لكن أرغب ألا تكون هباء وطلقة في الهواء، وأن تضمن عودة الأمور لمجاريها مع السعودية".
لا أقبل التدخل في شؤون لبنان الداخلية
وعن رفضه الاستقالة بعد انفجار أزمة التصريحات، ثم الموافقة على ذلك بعد مرور نحو 40 يوماً، أوضح قرداحي "في البداية رفضت الخضوع للمطالبين بذلك، لأنني اعتبرت أن هذا الطلب تدخل في شؤون لبنان الداخلية، وأنا كمسؤول لا يمكن أن أقبل بهذا الأمر".
وأضاف أنه "بينما كانت الاستعدادات تجرى لزيارة ماكرون للرياض، أبلغني ميقاتي بأن ماكرون يرغب أن يكون في يده استقالتي ليبدأ الحوار مع السعودية بها الشأن".
وأشار قرداحي إلى أنه "وقع تحت ضغوط متعددة من المسؤولين اللبنانيين والجاليات اللبنانية في الخليج التي كانت تخشى على أوضاعها هناك"، مؤكداً على أنه "عوَّل على زيارة ماكرون للرياض، وملاقاة ولي العهد السعودي محمد ين سلمان، لاستعادة العلاقات مع السعودية".
وأكد الوزير المستقيل بقوله "قدمت استقالتي وتوقعت أن تؤدي إلى انفراجة في العلاقات مع الخليج، لكن هذا لم يحدث، لكن لنأمل وننتظر".