ذكرت شبكة الراصد المحلية أن فصل الصيف لم يبدأ فعلياً ولم ترتفع درجات الحرارة إلى معدلاتها السنوية إلا وبدأت أزمات مياه الشرب تنذر بصيف كارثي تلوح في أفقه معاناة طال أمدها دون أي أمل بالإصلاح.
وأفادت الشبكة أن عشرات الآبار معطلة وأخرى في طريقها للتعطل، لافتة إلى مئات ملايين الليرات التي جُمعت من المواطنين للخطوط الكهربائية "الذهبية" لاستمرار عمل الآبار، لكن الأهالي دائماً ما يجدون الآبار معطلة ومتوقفة عن العمل. في حين تستطيع آبار المياه الخاصة العمل ليلاً نهاراً دون توقف ودون خطوط ذهبية وأعطال يومية.
ولفتت إلى مشكلة في قرية سليم شمالي مدينة السويداء، التي يلجأ سكانها لشراء الماء عبر الصهاريج الخاصة على الرغم من وجود بئرين تابعين لمؤسسة مياه الشرب، ويضخان نحو 700 متر مكعب يومياً في ساعات وصل التيار الكهربائي بحسب مصادر في القرية.
وأكدت الراصد أن ساعات التقنين الطويلة والانقطاع المتكرر للتيار؛ سبب أزمة العطش التي لم تستطع مؤسسة المياه التابعة للنظام حلها منذ سنوات. رغم وجود مولدة تعمل على المازوت ''إن وُجد" في كل بئر مياه.
مبادرات أهلية لسد الفراغ الحكومي
دفع تخلي المؤسسات التابعة للنظام السوري عن مسؤولياتها، الأهالي إلى إطلاق مبادرات محلية لسد الفراغ وتأمين الخدمات الأساسية كتشغيل آبار المياه والأفران.
ومن ضمن تلك المبادرات قيام أهالي بلدة نمرة شهبا شمالي السويداء، بتجهيز خط ذهبي للكهرباء لتغذية فرن وآبار المياه لخدمة منازل البلدة.
وأواخر آذار/ مارس الماضي، قالت شبكة "السويداء 24" إن "المجتمع الأهلي نجح في إنشاء وتجهيز بناء مخصص لفرن خبز، وذلك من خلال بيع سيارة وقطعتي أرض تابعتين لوقف البلدة، إضافة إلى تبرعات من أهالي البلدة ومن المغتربين".
كما اتفق الأهالي على التكفل بمد خط كهرباء ذهبي من المنطقة الصناعية في مدينة شهبا إلى بئري البلدة، وذلك لمواجهة أزمة تشغيل آبار المياه التي تعاني منها كل مناطق المحافظة.
الجدير بالذكر أن مناطق سيطرة النظام السوري تشهد أزمة كهرباء ومحروقات خانقة، الأمر الذي انعكس على مختلف مناحي الحياة بما في ذلك الخدمات الأسياسية والفعاليات الاقتصادية والصناعية، وسط فشل حكومي في إيجاد حلول وتأمين الحد الأدنى من الاحتياج.