علقت منظمات إغاثية وطبية عملها في مخيم الهول الذي تديره "الإدارة الذاتية" في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بعد ازدياد حالات الاغتيال وتردي الوضع الأمني في المخيم في الآونة الأخيرة.
مصادر محلية من المخيم قالت، لـ موقع تلفزيون سوريا إن بعض المنظمات العاملة في المخيم بدأت بسحب كوادرها وتعليق عملها بعد تردي الوضع الأمني في المخيم، وازدياد حالات إطلاق النار من قبل مجهولين في المخيم.
حالات وفاة لأطفال خدج بسبب نقص الرعاية الطبية
تسبب نقص الرعاية الطبية في مخيم الهول بالحسكة، بوفاة أكثر من 700 طفل (رضع وخدج) بعد انعدام وسائل الرعاية الطبية في المخيم ونقص الأطباء، ويقول أحد ساكني القسم الخامس في المخيم (فضل عدم الكشف عن هويته) في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا إن العناية بالأطفال الرضع معدومة نهائياً إلا الحالات التي تحول إلى مدينة الحسكة، مع عدم توفر الحليب والأدوية، هذا فضلاً عن احتياجات أخرى لأصحاب الأمراض المزمنة، كالسكري والضغط وإصابات الحرب.
وأضاف النازح أن المخيم يعاني من ضعف عام بالكوادر الطبية، ويقتصر وجود الكوادر الطبية على الممرضين، وعدد من النقاط الطبية للهلال الأحمر الكردي. تنتشر في عدة أقسام بالمخيم.
ويشتكي العديد من ساكني المخيم من نقص الأدوية والوقوف بشكل طابور طويل أمام النقاط الطبية للحصول على الدواء اللازم إلا أن النقاط لا تحتوي إلا على مسكنات آلام.
وبحسب مصدر إداري في مخيم الهول قال لـ موقع تلفزيون سوريا، إن المخيم يحتوي على تسع نقاط طبية ثلاث منها متوقفة عن العمل ويوجد نقطة طبية في القسم الخامس تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود لكنها لا تملك المعدات اللازمة أو أدوية يحتاجها المرضى.
وبحسب المصدر، يوجد عيادات طبية متنقلة تابعة للهلال الأحمر الكردي ولكن عددها قليل مقابل الطلب عليها، ويضطر المرضى لشراء الأدوية من حسابهم الخاص وبشكل غير قانوني عن طريق سماسرة يجلبون الدواء من خارج المخيم وتباع داخله.
نقص مياه الشرب وتلوثها والوضع الغذائي في المخيم
يعاني مخيم الهول من نقص في مياه الشرب وتلوثها، في حال وجودها، وازدادت المعاناة بعد بدء فصل الصيف، ووجود المخيم في منطقة صحراوية مكشوفة يزيد من الجفاف، واهتراء بعض الخيام إما نتيجة قدمها أو نتيجة العوامل الجوية المحيطة بها.
ويقول أحد سكان القسم الثامن وهو لاجئ عراقي إن المخيم يحتاج إلى تبديل الخيم المتضررة من الحرائق والعوامل الجوية، وزيادة عدد خزانات المياه الصالحة للشرب في المخيم.
الماء.. الكلمة الأكثر تردداً على لسان قاطني المخيم، وكذلك الخبز.. خاصة مع تقليص المساعدات المخصصة للمخيم بعد إغلاق روسيا معبر "تل كوجر" بعد الفيتو الروسي على آلية دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
ويقول نازح قاطن في المخيم في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا إن المواد الغذائية كانت تتوزع على سكان المخيم بشكل دوري ومواد متنوعة، إلا أنه بعد تقليص المساعدات لم يبق إلا الأرز والحمص والسكر وبكميات محدودة كل شهرين مرة واحدة، وتوقف توزيع البرغل والعدس الأحمر والعدس الكامل، والمعكرونة والمعلبات، والسكر.
استغلال "السماسرة" والمتنفذين لسكان المخيم
يستغل المتنفذون في إدارة المخيم والتابعون لـ "الإدارة الذاتية" أهالي المخيم بعدة أشكال، ومنها التواصل مع ذويهم خارج المخيم ويضطر السكان لدفع مبالغ مالية طائلة للتواصل مع الذين خارج المخيم.
وتقول نازحة في المخيم إنها تضطر لدفع جزء من قوت يومها للسماسرة للاتصال بذويها خارج المخيم وحصولها على الهاتف لإجراء مكالمة واحدة لا تتعدى الدقيقتين، في حين تأتي مساعدات مالية من الأقرباء والأهل للحصول على متطلبات معيشتها في مخيم الهول، عدا التشديد والتحقيق التي تتعرض له النساء لاستلام الحوالات المالية من خارج المخيم.
تعرف إلى القسم الخامس في مخيم الهول؟
يحوي مخيم الهول على العديد من الأقسام ويتوزع النازحون داخله بحسب الدولة والانتماء، إلا أن القسم الخامس الأكثر تداولاً في المواقع الإخبارية والأخبار الخارجة من المخيم، لاحتوائه على ما يقرب من ثلاثة آلاف عائلة من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الأجانب (من غير الجنسية السورية)، الذين نقلتهم "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، من الباغوز بعد معركة السيطرة على آخر معاقل تنظيم الدولة في محافظة دير الزور، ويحوي المخيم عائلات من جنسيات مختلفة منها روسية وطاجيكية وتركية ولبنانية وتركستانية وأخرى أذربيجانية، وجنسيات أخرى يصعب ذكرها لكثرتها.
ويقدر عدد الأطفال الأجانب بأكثر من ألف طفل منهم مع عائلته ومنهم تخلت عنه عائلته وخرجت من المخيم أو قتلوا أثناء المعارك، وساء وضعهم بعد حملات الاعتقال التي تنفذها أجهزة استخبارات "قسد" داخل المخيم وفصل من يزيد عمره على 13 عاماً عن ذويه، ووضعهم في سجون خارج المخيم، كما أظهرته الصور الأخيرة التي خرجت من سجن غويران خلال هجوم التنظيم عليه.