تعرضت مواقع أثرية وتاريخية عديدة في محافظة حماة، على مدار السنوات الـ12 الأخيرة، لأضرار جسيمة جعلتها مهددة بالانهيار والدمار نتيجة التشققات والتصدعات التي ضربت أساساتها، وجدرانها وأبراجها الخارجية، وقاعاتها وأقواسها وزخارفها.
صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، زعمت عبر تقرير أوردته اليوم الإثنين أن زلزال الـ6 من شباط الذي ضرب شمال غربي سوريا والجنوب التركي، ألحق أضراراً خطيرة بالمواقع التاريخية والأثرية المتوزعة داخل مدينة حماة، وفي مناطق مختلفة من ريف المحافظة.
وبحسب التقرير، فقد اقتصرت المواقع المتضررة داخل مدينة حماة على متحف التقاليد الشعبية في قصر "أسعد باشا العظم"، في حين اشتملت المواقع المتضررة في ريف المحافظة على: متحف مدينة طيبة الإمام، وقلعة شيزر وقلعة المضيق وأفاميا، وكنيسة وقصر ابن وردان، وغيرها من المواقع.
دمار النظام أم أضرار الزلزال؟
وباستثناء قصر أسعد باشا داخل المدينة، فإن بقية المواقع المذكورة والمنتشرة بريف المحافظة، كانت قد تعرضت لأضرار مدمّرة بفعل غارات النظام والقصف الصاروخي والمدفعي المستمر من قبل قواته، منذ أواخر عام 2011 وصولاً إلى تاريخ سيطرة النظام السوري على المناطق التي تضم تلك المواقع الأثرية بين عامي 2016- 2019.
إلا أن تقرير الصحيفة الموالية أغفل تلك الحقيقة، مستغلاً كارثة الزلزال ليحمّلها مسؤولية ذلك الدمار والتخريب، كما حصل تماماً مع المباني المدرسية التي زعم نظام الأسد بأن الزلزال دمّر الآلاف منها في محافظات اللاذقية وحلب وحمص وحماة، بل وريف دمشق أيضاً البعيد نسبياً عن مركز الزلزال وتأثيراته. كل ذلك بهدف الاستيلاء على المعونات والأموال المخصصة لإعادة إعمار المناطق المتضررة بالزلزال.
حصة أسماء الأسد!
ونقل التقرير عن مدير دائرة الآثار بحماة حازم جركس قوله إن العديد من المواقع الأثرية تعرضت لأضرار بسبب زلزال الـ6 من شباط الماضي. وأوضح أن فريقاً من مديرية الآثار و"الأمانة السورية للتنمية" التي تترأسها أسماء الأسد، و"الأمانة العامة" للمحافظة، كشف على المواقع المهددة بالانهيار والأكثر خطورة، وأعدَّ مذكرة بها ليصار لمعالجة وضعها الخطر، من الجهات المعنية.
وأوضح جركس أن متحف التقاليد الشعبية في قصر أسعد باشا العظم بحماة، تأثر بشكل كبير بالزلزال، حيث أصيبت جدرانه الخارجية بتشققات وتصدعات، وتسربت المياه أسفلها ما أدى لهبوط في الأساسات وأضرار داخل قاعات القصر.
متحف طيبة الإمام
أما متحف مدينة طيبة الإمام بريف حماة الشمالي، الذي أمطرته قوات النظام بعشرات القذائف أواخر عام 2016، متسببة بانهيار جزء كبير من جدرانه؛ فقد زعم جركس أن جداره الشرقي قد انهار بسبب الزلزال، وبات يشكل خطراً على السلامة العامة بسبب تصدعه وميوله نحو الشارع.
قلعة شيزر
وأضاف مدير الآثار بأن قلعة شيزر الأثرية في شمال غربي حماة، أصيبت هي الأخرى بتشققات وتصدعات خطيرة في واجهة مدخلها من الشمال وفي سقف الأقواس فوق ممراتها، وفي البرج الثامن (من جراء الزلزال)، بالإضافة إلى حدوث تصدعات كبيرة في مبنى المسجد العثماني وأجزاء من سور القلعة وبعض أبراجها.
ومنذ عام 2012، تعرضت القلعة لقصف شديد من قبل النظام. بلغ القصف ذروته عام 2017 حين أمطر النظام القلعة الأثرية الحصينة بوابل من القذائف لإجبار الثوار المتحصنين فيها على الانسحاب.
قلعة المضيق
وعن قلعة المضيق بيَّنَ جركس أنها تعرضت لتشققات شاقولية ولانهيار بعض الحجارة في الواجهة الغربية لأحد أبراجه، ولواجهته العلوية الجنوبية، وتهدمت أجزاء من السور فوق القناطر والأقواس الحاملة له. فيما تهدم القسم العلوي من برج آخر، وكذلك الأجزاء العلوية للسور الجنوبي بالقلعة، وانهيار جزء واسع من البناء العثماني فيها، إضافة لتصدع في أجزاء أخرى من القلعة ما يشكل خطراً على السكان والسلامة العامة.
أفاميا وابن وردان
وعن موقع أفاميا، أفاد جركس بانهيار العديد من الأعمدة في المدينة الأثرية مع تيجانها وسواكفها، وسقطت حجارة ضخمة من ساكف المدخل الشمالي للمسرح الروماني وتضرر السفح الذي يستند إليه.
أما قصر ابن وردان في منطقة "الحمراء" بريف حماة، فقد تصدعت واجهاته بشكل كبير، نتيجة تخلخل في أساساته، فيما تصدعت سواكف الأبواب والنوافذ المبنية من البازلت، وتعرضت جدران القاعة الشمالية الغربية لتهدم وانهيار، وحدثت تشققات في الطابق الثاني للقصر، وتصدع وهبوط في معظم القناطر والأقواس داخله.
في حين تعرضت كنيسة ابن وردان لأضرار جسيمة في واجهاتها وفي قبوات السقف المتبقية، وتصدعت جميع سواكف الأبواب والنوافذ والقبوات والقناطر، وانهار قسم من الآجر الذي يستند عليه القوس الحامل لكتلة السقف في الرواق الشمالي من الكنيسة.
دمار النظام وبراءة الزلزال
كل ذلك الدمار كان قد حصل خلال الفترة التي ذكرناها سالفاً من جراء القصف الوحشي لقوات النظام، وفق ما أوضح تقرير لقناة "فرانس 24". أما الزلزال، فتعتبر محافظة حماة من أقل المناطق تأثراً بالزلزال، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة التي أكّدت على أن محافظات حلب واللاذقية وإدلب هي الأكثر تضرراً بالزلزال المدمّر .