جاب مئات المحتجين والمحتجات، شوارع مدينة السويداء، جنوبي سوريا، اليوم الإثنين، مؤكدين على تضامنهم مع المفصولين تعسفياً على خلفية المشاركة بالانتفاضة ضد النظام السوري، منذ السادس عشر من آب/أغسطس 2023.
تصعيد بالطرق السلمية
ووفقاً لما رصده موقع تلفزيون سوريا في محافظة السويداء، فقد بدأت الجولة الاحتجاجية التي دعا لها التجمع المهني وفعاليات شعبية في السويداء؛ تجوب أحياء المدينة بداية من أمام الفندق السياحي، لتتوقف أمام مديرية التربية، حيث دخل وفد من المعلمين المشاركين بالمظاهرة، إلى مكتب مدير التربية في السويداء، لحثه على التراجع عن قرار كف يد المدرس صدام النجم؛ تلى خلالها أحد المعلمين بياناً باسم الحراك والفعاليات المشاركة طالب خلاله المحافظ ومدير التربية في السويداء بالتراجع عن قرار كف يد الأستاذ النجم الذي تم فصله تعسفيا، وإعادته إلى رأس عمله، محذراً من عدم الانصياع لرغبة الشارع، حيث سيتم التصعيد بالطرق السلمية خلال أسبوع.
وحذر البيان أيضاً، من تكرار قرارات فصل المعلمين بناءا على مواقفهم السياسية التي يكفلها الدستور، معتبراً أن تلك القرارات تصرف لا أخلاقي ولا تربوي، ومرفوض رفضاً قاطعاً لما له من تأثير على العملية التعليمية في المحافظة، والتي باتت تفتقر للكوادر التعليمية.
وأكد البيان أن أي خطوة تصعيدية من قبل المسؤولين في المحافظة ضد موظفي القطاع العام المشاركين بالاحتجاجات سيقابله تصعيداً من الحراك، وإن "الطاولة ستقلب على الجميع".
الضغط المدني على مؤسسات "الدولة"
كما وصل الوفد إلى نقابة المعلمين حيث طلبوا من النقيب إصدار بيان بالتراجع عن قرار كف اليد، كما أمهلوه أسبوع واحد لذلك، خاصة إن النقابة هي فعل مدني لصالح أعضائها وليس تنفيذ قرارات أمنية.
الناشطة الحقوقية سلام عباس، إحدى المشاركات في الاحتجاج، قالت في حديث لـموقع لتلفزيون سوريا، إن "النظام يحاول جاهداً إيهام الجميع أنه لا يرى ما يحدث في السويداء، وبأنه غير مهتم، بعد تعذر التعامل مع السويداء بالطرق التي تعامل بها مع باقي محافظات سوريا، لأسباب عديدة ولاعتبارات قد تودي به إلى التهلكة فوراً. ولكنه رغم ذلك لم يألُ جهداً ولو للحظة بمحاولة قمع التظاهرات إما عن طريق بعض مرتزقته من تجار الكيبتاغون وعصابات الخطف والتي فشلت مساعيها في ترهيب المحتجين، أو عن طريق فصل الموظفين من وظائفهم لمنع آخرين من المطالبة بحقوقهم في القادم من الأيام".
ومن جهته، يرى الصحفي حازم العريضي؛ أن المظاهرات بدأت تنتقل بجدية إلى الضغط المدني على مؤسسات الدولة، لاستعادة دورها في خدمة الناس، على اعتبار أنها مؤسسات للشعب. وأضاف العريضي: "هذه ليست أولى الخطوات وإن كانت الأكثر جدية ربما".
وأكد بعض المشاركين في المظاهرة؛ "أن هذا الضغط المدني لا يعني إطلاقاً التنازل عن سقف الحراك بالمناداة بتنفيذ القرار الأممي 2254 وإسقاط النظام".
يذكر أن النظام السوري أصدر منذ بداية الثورة قرارات بفصل عشرات المعلمين والمعلمات تعسفيا في محافظة السويداء، على خلفية مشاركتهم في الثورة السورية ومواقفهم السياسية المعارضة له.