icon
التغطية الحية

تصنيف المناطق حسب البرودة.. اعتماد معيار جديد لتوزيع مازوت التدفئة في سوريا

2024.09.30 | 17:51 دمشق

آخر تحديث: 30.09.2024 | 17:51 دمشق

صورة أرشيفية - إنترنت
صورة أرشيفية - إنترنت
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • النظام السوري اعتمد معياراً جديداً لتوزيع مازوت التدفئة يقوم على تصنيف المناطق حسب درجة البرودة.
  • وزير النفط دعا إلى البدء بتوزيع المازوت اعتباراً من الأول من تشرين الأول مع إعطاء الأولوية للمناطق الباردة.
  • أزمة تأمين مازوت التدفئة تتكرر سنوياً مع شح في التوزيع واتهامات بالفساد واستغلال السوق السوداء.
  • التمييز الجغرافي ظهر سابقاً في توزيع المازوت بين المناطق الموالية والمعارضة سابقاً، مما يزيد الشعور بالظلم.
  • العديد من الأسر تلجأ إلى وسائل بديلة للتدفئة مثل الحطب وحرق الملابس والإطارات بسبب نقص المازوت.

اعتمد النظام السوري معياراً جديداً لتوزيع مازوت التدفئة لفصل الشتاء القادم، يقوم على تصنيف المناطق حسب درجة البرودة، وهو ما يفتح الباب أمام التمييز بين المدن والبلدات. 

وجرى الكشف عن هذا المعيار خلال اجتماع لوزير النفط في حكومة النظام، فراس قدور، مع إدارة "شركة محروقات" وفروعها في المحافظات لبحث واقع عملها، ومناقشة الحلول لمشكلة أجهزة التتبع الإلكتروني GPS في آليات النقل العام وتوقف عمل هذه الأجهزة. 

وخلال الاجتماع، دعا قدور إلى البدء بتوزيع مادة مازوت التدفئة اعتباراً من الأول من شهر تشرين الأول القادم، ووجه بإعطاء الأولوية في عمليات التوزيع للمناطق الباردة، وفقاً لما نقلته صحيفة "الوطن" المقربة من النظام. 

وتحدث قدور عن "أهمية تحقيق العدالة في توزيع المازوت بين مختلف القطاعات"، وضرورة متابعة تركيب أجهزة التتبع الإلكتروني على الآليات، وأتمتة عمليات التوزيع المباشر "لضمان الدقة في حركة المشتقات". 

كما شدد على ضرورة استكمال تركيب أجهزة التتبع الإلكتروني للمركبات العامة والحكومية، وللمولدات الكهربائية لدى المؤسسات العامة، بهدف ضمان توزيع عادل ومنع أي تلاعب بالمشتقات النفطية. 

تأمين مازوت التدفئة أزمة تتكرر كل عام في سوريا

باتت مشكلة تأمين مازوت التدفئة للأسر في سوريا أزمة تتفاقم مع حلول فصل الشتاء من كل عام، إذ تعاني الأسر من عدم الحصول على مستحقاتها من المادة الأساسية للتدفئة بسبب الشح المستمر في توفر المازوت وعدم العدالة في توزيعه. 

ورغم أن حكومة النظام تعد بتوفير الحصص اللازمة لكل عائلة، إلا أن التنفيذ على الأرض يعكس واقعاً مختلفاً، حيث لا تصل الكميات المخصصة إلا إلى نسبة ضئيلة جداً من الأسر. 

ومن أبرز أسباب هذه الأزمة هو سوء توزيع مادة المازوت على المحافظات المختلفة، والذي يترافق مع انتشار الفساد في مؤسسات النظام، حيث يتم توزيع الحصص بطريقة غير شفافة، كما يتهم العديد من المواطنين المسؤولين بالتلاعب في الكميات المخصصة لصالح الأسواق السوداء، مما يزيد من معاناة السكان ويجبرهم على دفع مبالغ باهظة للحصول على المازوت من مصادر غير رسمية. 

إضافة إلى سوء التوزيع، يبرز التمييز الجغرافي في تأمين المازوت بين المناطق الموالية للنظام والمناطق التي كانت معارضة خلال سنوات الثورة، ويعمق هذا التمييز الفجوة بين تلك المناطق ويخلق شعوراً بالظلم لدى المواطنين الذين يعيشون في المناطق المستعادة من قبل النظام. 

ويُلاحظ أن المناطق الموالية تحصل على حصصها بشكل أفضل، بينما تُترك المناطق الأخرى في مواجهة النقص الحاد دون حلول واقعية. 

وأمام هذه التحديات، تلجأ العديد من الأسر إلى استخدام وسائل بديلة للتدفئة، مثل الحطب الذي بات سعره مرتفعاً بشكل كبير بسبب تزايد الطلب عليه، كما يلجأ البعض إلى حرق الملابس القديمة أو القطع البلاستيكية، وحتى الإطارات المطاطية، رغم إدراكهم للأضرار الصحية والبيئية الناتجة عن هذه المواد، إلا أن الحاجة إلى التدفئة تجعلهم يتجاهلون المخاطر في ظل غياب البدائل المناسبة. 

وتبقى أزمة مازوت التدفئة في سوريا واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الأسر، خاصة في ظل غياب الحلول الجذرية من قبل النظام، كما أن الأزمات الاقتصادية المستمرة، وانتشار الفساد، والتفاوت في التوزيع يفاقم من معاناة الناس ويتركهم أمام خيارات خطيرة لا توفر لهم الأمان الصحي أو البيئي المطلوب.