ملخص:
- ارتفعت نسبة تعاطي المخدرات في سوريا من 3% قبل 2011 إلى 8% بعدها، بزيادة قدرها 167%.
- يقدر عدد المتعاطين في مناطق النظام بـ 840 ألف شخص (9% من السكان)، مما يجعل سوريا في مقدمة الدول العربية في تعاطي المخدرات.
- 50% من السوريين يعرفون شخصا واحدا على الأقل يتعاطى المخدرات، مع تفاوت بين المناطق.
- أكثر المواد انتشارا هي الحشيش (66%)، الترامادول (64%)، والكبتاغون (56%).
- استخدام الأدوية الموصوفة تضاعف من 3% قبل 2011 إلى 6% بعده.
كشفت دراسة حديثة بعنوان "تحت السطح: عقد من الصراع وانتشار تعاطي المخدرات داخل سوريا"، تفاقم أزمة تعاطي المخدرات في سوريا بعد عام 2011، حيث ارتفعت النسبة من 3% قبل عام 2011 إلى 8% بعدها، مما يعكس زيادة بنسبة 167% في استخدام المواد المخدرة.
أعدت الدراسة منظمة "مد غلوبال" بالتعاون مع "مركز الحوار السوري"، وأشارت إلى أن عدد المتعاطين في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري يقدر بنحو 840 ألف شخص، أي ما يعادل 9% من السكان. وتجعل هذه النسبة سوريا في مقدمة الدول العربية من حيث انتشار تعاطي المخدرات، متفوقة على مصر التي تبلغ نسبة تعاطي المخدرات فيها 6.24%.
ازدياد تعاطي المخدرات في سوريا
زاد استخدام المواد المخدرة بنسبة 167% وإساءة استخدام الأدوية الموصوفة بنسبة 150% بعد عام 2011. وتم تسجيل هذه الزيادة بشكل رئيسي في مناطق سيطرة النظام، حيث استخدم 10% من السكان المزيد من المواد غير المشروعة، و4% استخدموا الأدوية الموصوفة بشكل أكبر.
وكانت الزيادة بين الرجال أكثر وضوحا (+8%) مقارنة بالنساء (+4%). وظهرت هذه التغيرات بوضوح أكبر في الفئة العمرية بين 18-29 عاما، مع زيادة استخدام المواد بنسبة 6% والأدوية الموصوفة بنسبة 4%.
كما أفادت الدراسة أن 50% من السوريين الذين تم استطلاع آرائهم يعرفون شخصا واحدا على الأقل يتعاطى المخدرات، مع وجود تفاوت بين المناطق. ففي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، أفاد 63% من المشاركين أنهم يعرفون متعاطين، مقارنة بـ 45% في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وفي مناطق اللجوء، بلغت النسبة 54%.
من بين المواد الأكثر انتشارا، تصدرت مادة الحشيش بنسبة 66%، تليها الأدوية الأفيونية مثل الترامادول بنسبة 64%، والكبتاغون بنسبة 56%.
نسبة التعاطي تزداد بين الشباب
وأشارت الدراسة أيضا إلى أن 23% من المستجيبين يرون أن الحصول على المخدرات أصبح سهلًا جدا، مع تزايد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتلغرام وواتساب للترويج وبيع المخدرات.
كما تطرقت الدراسة إلى الاستخدام المتزايد للأدوية الموصوفة بشكل غير قانوني، حيث تضاعفت نسبة استخدامها من 3% قبل 2011 إلى 6% بعد 2011. وفي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، بلغ معدل تعاطي هذه الأدوية 8%، مقارنة بـ 4% في المناطق الخاضعة للمعارضة.
وقبل عام 2011، أفاد 3% من المشاركين في الاستطلاع باستخدام المخدرات، وكان معظمهم يستخدمها بشكل محدود وفي بلدان اللجوء. بعد عام 2011، زاد هذا الرقم إلى 8%، حيث أفاد 5% باستخدام المخدرات بشكل غير محدود. كانت الزيادة الأكبر بين اللاجئين بنسبة 20%، تليها المناطق التي يسيطر عليها النظام بـ11%، ثم مناطق المعارضة بـ5%. ارتفعت نسبة الاستخدام بين الذكور بنسبة 266%، في حين زادت بين الإناث من 2% إلى 4%. وشهد الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29 و30-40 زيادات بنسبة 300% و150% على التوالي.
النظام السوري وتجارة المخدرات
تشير التقديرات إلى أن النظام السوري يكسب ما بين 3 ـ 5 مليارات دولار سنوياً من التجارة في إنتاج وتصدير الكبتاغون، ويقدر البنك الدولي بأن قيمة صادرات المخدرات تعادل ضعف قيمة كل صادرات المواد المشروعة مجتمعة في سوريا.
ويعتبر النظام السوري والميليشيات المدعومة من إيران، وعلى رأسها "حزب الله"، من أبرز الأطراف المسؤولة عن جميع عمليات تهريب المخدرات، بعد أن حولت الجنوب السوري إلى بؤرة لتصنيع المخدرات، ومركز انطلاق لعمليات التهريب إلى الأردن ومنطقة الخليج العربي.