أفاد مصدر من معمل غاز السويدية بريف الحسكة، بجني "الإدارة الذاتية" أكثر من 3 ملايين دولار أميركي شهريا من بيعها الغاز المنزلي المنتج في المعمل بسعر 10 دولارات، على إنه مستورد من إقليم كردستان العراق.
وكشف مصدر فني من معمل غاز السويدية لموقع تلفزيون سوريا عن ارتفاع كمية تعبئة أسطوانات الغاز إلى أكثر من 10 آلاف أسطوانة يومياً مع استمرار عمليات صيانة وحدات التعبئة.
وقال المصدر إن الإدارة الذاتية "توقفت عن استيراد الغاز من إقليم كردستان العراق بعد إعادة تشغيل معمل السويدية بشكل جزئي منذ منتصف شهر أيار الفائت"، مضيفاً أن الإدارة "تجني أرباحاً كبيرة تصل إلى أكثر من 100 ألف دولار يومياً من بيع أسطوانة الغاز الواحدة بسعر 150 ألف ليرة سورية (10 دولارات أميركية) بحجة أنها مستوردة من إقليم كردستان".
ورجّح المصدر أن ترتفع كمية الإنتاج في المعمل إلى أكثر من 13 ألف أسطوانة يوميا خلال شهر كأقصى تقدير مع استمرار الفرق الفنية في صيانة وحدات تعبئة الغاز بعد أن انتهت من صيانة الخزانات والشبكة بشكل كامل.
وفي شهر أيار الفائت كشف مصدر مطلع عن إعادة "الإدارة الذاتية" تشغيل وحدة تعبئة الغاز المنزلي في محطة غاز السويدية بريف الحسكة، بعد توقفها منذ مطلع العام الجاري، بينما تواصل بيع أسطوانة الغاز بسعر المستورد.
وقال المصدر حينها في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا، إن "الفرق الفنية أعادت تشغيل وحدة تعبئة الغاز منذ عدة أيام، وباستطاعة تصل إلى تعبئة 8 آلاف أسطوانة يومياً".
وكانت محطة غاز السويدية قد تعرضت لدمار كبير أدى إلى خروجها عن الخدمة بشكل كامل، نتيجة قصف تركي مكثّف استهدف في منتصف كانون الثاني الفائت عشرات المواقع التابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" في شمال شرقي سوريا.
بعد سنوات من الأزمة.. غاز وفير بـ 10 دولارات
يقول "فواز الخضر" من مدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إنه "قبل الهجمات التركية على محطة السويدية كنا ننتظر لثلاثة أشهر أحيانا للحصول على مخصصاتنا الشهرية وهي أسطوانة غاز واحدة بسعر 10 آلاف ليرة بحجة عدم توفر الغاز".
ولفت إلى أنه "بعد رفع سعر أسطوانة الغاز إلى 10 دولارات أصبح متوفرا حتى من دون تسجيل ويمكنك الحصول على الكمية التي تريدها ومن دون بطاقة المحروقات وذلك خلال يومين أو ثلاثة أيام من تاريخ التسجيل".
ويرى الخضر أنه "في الأساس لا يوجد نقص في كمية الغاز المنتجة في الحسكة وإنما كانت الإدارة الذاتية تبيع الكمية الأكبر من إنتاج معمل السويدية للتجار والسماسرة في السوق السوداء ومع رفعها لسعر الغاز بحجة أنه مستورد أصبح متوفرا حتى على البسطات والأرصفة".
ويوضح أن "سعر الغاز مرتفع جدا ولا يتوافق مع الوضع المعيشي والاقتصادي لسكان المنطقة، فراتب موظف الإدارة الذاتية لا يتجاوز مليون و50 ألف ليرة والعائلة تحتاج لأسطوانة غاز واحدة على الأقل شهريا بسعر 150 ألف ليرة أي نحو 14 بالمئة من قيمة الراتب".
"الإدارة الذاتية" تدرس تسعيرة جديدة للغاز
مصدر من مديرية المحروقات، أفاد بدوره لـ موقع تلفزيون سوريا بأن "الإدارة الذاتية تدرس رفع سعر أسطوانة الغاز قبل الإعلان عن إعادة تشغيل محطة غاز السويدية"، مرجحاً رفع سعر الأسطوانة إلى 5 أضعاف سعرها القديم قبل خروج المحطة عن الخدمة "ليصبح 50 ألف ليرة سورية بذريعة تغطية تكاليف صيانة المعمل وارتفاع تكاليف الإنتاج".
وكانت أسطوانة الغاز تُباع بـ10 آلاف ليرة قبل خروج محطة غاز السويدية عن الخدمة. وبعد توقفها عن الإنتاج في مطلع هذا العام، بدأت لجان الأحياء التابعة لـ "الإدارة الذاتية" في محافظة الحسكة بتسليم أسطوانة الغاز بسعر 10 دولارات (150-155 ألف ليرة) لسكان المنطقة.
وفي حين خصصت "الإدارة الذاتية" أسطوانة غاز واحدة لكل عائلة شهرياً وفق بطاقة المحروقات بسعر 10 آلاف ليرة سوريّة، كان سعر الأسطوانة في السوق الحرة يتراوح بين 80 و90 ألف ليرة في ذلك الوقت.
معمل غاز السويدية
يقع معمل غاز السويدية في منطقة المالكية بريف الحسكة، ويتجاوز إنتاجه 14 ألف أسطوانة غاز يومياً، تُسلّم إلى لجان المحروقات التابعة لـ "الإدارة الذاتية".
ويعد معمل السويدية من أكبر معامل الغاز وتوليد الكهرباء في الحسكة. وإلى جانب ذلك المعمل، تسيطر "قسد" على بقية حقول الغاز في المحافظة كحقل رميلان، وحقل الجبسة بمنطقة الشدادي جنوبي الحسكة البالغ إنتاجه 1.2 مليون متر مكعب يومياً، والذي يُرسل إلى مناطق النظام السوري عبر أنبوب يمتد من الحسكة -عبر دير الزور- إلى محطة الريان في ريف حمص.