أرسلت ميليشيا "حزب الله" اللبناني تعزيزات عسكرية إلى مدينة القامشلي في ريف الحسكة الشمالي، بالتزامن مع التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمالي سوريا.
وقالت مصادر مطلعة لموقع "باسنيوز" المقرب من حكومة إقليم كردستان العراق، إن 46 عنصراً من ميليشيا "حزب الله" بينهم ضباط وصلوا إلى مدينة القامشلي عبر مطارها، وذلك بعد أيام من وصول مئات الجنود الروس إلى المدينة.
وأضافت المصادر، أن هؤلاء المسلحين انتشروا في مقار جديدة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في القامشلي.
النفوذ الإيراني في شمال شرقي سوريا
وكانت سكينة حسن، عضو المكتب السياسي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" (البارتي)، قالت في وقت سابق لـ "باسنيوز" إن "الدور الإيراني رئيسي في سوريا إلى جانب النظام من خلال الحرس الثوري وحزب الله والميليشيات الطائفية، ولها وجودها في محافظة الحسكة بالتنسيق مع "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD).
وتنشط ميليشيات "الحرس الثوري" الإيراني في القامشلي والحسكة حيث أنشأت مقار لها في جبل كوكب والمربع الأمني في مدينة الحسكة، إضافة إلى أنها تنتشر ضمن حي زنود، ومنطقة خلف السكة، ومساكن الضباط ووسط شارع البانوراما، حيث تمتلك 4 مقار ضمن المنطقة ويتمركز فيها 190 عنصراً و20 مسؤولاً، ونقطة طبية خاصة تابعة لهم ضمن المربع الأمني في مدينة القامشلي، وفقاً للموقع.
العملية التركية في الشمال السوري
ويواصل الجيش التركي استقدام مزيد من الأرتال العسكرية إلى ريف حلب، تزامناً مع استهدافه مواقع ونقاط "قسد" في المنطقة.
ويأتي ذلك عقب تزايد الحديث عن معركة عسكرية تركية مقبلة في الشمال السوري، إذ أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أسابيع أن "أنقرة تخطط لتطهير تل رفعت ومنبج من الإرهابيين".
ومن المتوقع أن تشمل العملية التركية عدة مواقع ذات أولوية كبيرة وتنطلق منها هجمات تسببت خلال الأشهر الماضية بمقتل وإصابة العديد من جنود الجيش التركي، مثل عين العرب (كوباني) شرقي حلب، وتل تمر بريف الحسكة وعين عيسى شمالي الرقة.
وفي الوقت ذاته فإنه من المستبعد أن تطول العملية المرتقبة مدينة القامشلي "لأن لها حساسية خاصة"، بحسب ما ذكر كبير مراسلي وكالة الأناضول للشأن السوري في تصريح سابق لتلفزيون سوريا، حين أشار إلى أن "هذه العملية أمنية بحتة أكثر منها عملية طرد للتنظيمات الإرهابية وإنما لحماية المنطقة الآمنة وتأمين حدودها بشكل كامل مع اتباع أنقرة سياسة جديدة بما يسمى العودة الطوعية للاجئين".
ورغم تصاعد التهديدات واستمرار الحشود والتعزيزات، قال أردوغان، مطلع تموز الجاري، إنه لا داعي للاستعجال فيما يتعلق بالعملية المرتقبة، مضيفاً أنّ "العملية الجديدة في سوريا ستجري حينما يحين الوقت المناسب".