تستمر معاناة الأطفال في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سوريا، بين ممارسة الأعمال والمهن الخطرة، والتجنيد في صفوف "قسد".
مصادر خاصة أفادت لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّ ما يزيد على 40% مِن الأطفال في مناطق سيطرة "قسد" هم خارج المدارس، ويعملون في مهنٍ خطيرة، رغم إصدار "قسد" تعاميم تكافح عمالة الأطفال.
وأضافت المصادر أنّ "يوم الثلاثاء الفائت وصلت تعاميم إلى جميع مؤسسات الإدارة الذاتية تسمح بعمالة الأطفال مِن 15 إلى 18 عاماً في الأعمال الإلكترونية والصحية التي لا تتطلب مجهوداً عضلياً وبما لا يتعارض مع الدراسة",
وأشار التعميم أيضاً إلى "مكافحة عمالة الأطفال دون الـ 15 عاماً بمختلف أشكالها، وإلزامهم بالتعليم الأساسي، خاصةً مع ارتفاع معدلات عمالة الأطفال بشكل كبير وخطير بلغ 65%".
ولكن رغم هذه التعاميم التي أصدرتها "الإدارة الذاتية" - العاملة في مناطق سيطرة "قسد" - فإنّ "الإدارة" لم تتقيّد بها إطلاقاً، ولم تعمل على الحدِّ مِن عمالة الأطفال أو منع تجنيدهم في صفوف "قسد"، خاصّة مع اضطرار الأطفال إلى العمل مِن أجل إعالة عائلاتهم، في ظل الظروف المعيشية المترديّة بالمنطقة.
"قسد" تواصل تجنيد الأطفال
وأكّدت المصادر أنّ "قسد" ما تزال تواصل تجنيد الأطفال، وقد جندت قرابة 412 طفلاً قاصراً دون الـ 18 عاماً، خلال عامي 2019 و2020، كما جندت 113 قاصراً، منذ بداية العام الجاري 2021.
ويتزامن تجنيد "قسد" للأطفال - وفق المصادر - مع "تسويقها إعلامياً" مسألة مكافحتها عمالة الأطفال وتسليم القاصرين - الذين كانوا يرغبون بالانضمام إليها - إلى ذويهم.
وأشارت المصادر إلى وجود معسكرين لتجنيد الأطفال (ذكور وإناث) في صفوف "قسد"، أحدهما في منطقة المالكية شمال شرقي الحسكة، والثاني في قرية "تل معروف" بمنطقة القامشلي.
وبحسب المصادر فإنّ إنشاء "قسد" مكتباً لـ"حماية الطفل في النزاعات المسلّحة" ليس أكثر مِن غطاءٍ قانوني لدحض الاتهامات والدعاوى التي تزايدت ضد "قسد"، فيما يتعلّق بتجنيدها للأطفال.
يشار إلى أنّ المجلس التنفيذي في "الإدارة الذاتية" أنشأ، أواخر آب 2020، مكاتب لـ"حماية الطفل في النزاعات المسلحة" في جميع مناطق سيطرة "قسد"، وذلك بناء على اتفاقية وقعها القائد العام لـ"قسد" مظلوم عبدي، مع الأمم المتحدة لمنع تجنيد الأطفال وتجنيبهم الحروب، إلّا أنّ وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أعلنت، أواخر العام المنصرم، أنّ "قسد" تواصل عملية تجنيد الأطفال عن طريق اختطافهم،