وجّهت الولايات الأميركية المتحدة رسالة إلى الحكومة العراقية عقب سيطرة "الحشد الشعبي" (المرتبط بإيران) على المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد.
ونقل موقع قناة "روسيا اليوم" عن مصدر عراقي فحوى رسالة السفارة الأميركية في بغداد إلى الحكومة العراقية، والتي عبّرت فيها عن قلقها وانزعاجها مِن سيطرة "الحشد" على المنطقة الخضراء ووصوله إلى مسافات قريبة مِن مقرّها.
وجاء في رسالة السفارة الأميركية إلى حكومة العراق بأنّه "في حال لم تتعامل الحكومة وتتصرف مع الحشد والفصائل التي انتشرت في محيط المنطقة الخضراء، فإنّ السفارة ستتصرف".
وأضاف المصدر العراقي أنّ "الرسالة كانت عبارة عن مخاطبة رسمية خلال الساعات التي سيطر فيها الحشد على المنطقة الخضراء"، مشيراً إلى أنّ الحكومة العراقية لم ترد على الرسالة حتى اللحظة، دون معرفة أسباب عدم الرد.
وكان "الحشد الشعبي" قد انتشر وأحاط، الأسبوع الفائت، بالمنطقة الخضراء وسط بغداد وحاصر منزل رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، بعد اعتقال قاسم مصلح، قائد عمليات الأنبار في "الحشد الشعبي".
ويعدّ "مصلح" مِن القيادات البارزة في "الحشد الشعبي"، وكان مقرباً مِن "أبو مهدي المهندس" - نائب رئيس "الحشد" - ومِن قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" الإيراني، وقد اعتقله الأمن العراقي بتهمة "الإرهاب".
وأعلن برلماني عراقي، في وقتٍ سابق، أنّ الحكومة العراقية أطلقت سراح "مصلح" بعد ساعات من توقيفه، إلّا أنّ وسائل إعلام عراقية قالت إنّه لم يُطلق سراحه بعد.
ولم توضح وزارة الدفاع العراقية التهمة المنسوبة لـ"مصلح" على وجه الدقة، إلا أنّ وسائل إعلام محلية أفادت بأنه "متهم بقتل ناشطين في الاحتجاجات" بينهم إيهاب الوزني رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء جنوبي العراق.
وكان "الكاظمي" قد شكّل، في 27 من آب 2020، لجنة خاصة للتحقيق بملفات الفساد الكبرى، وأوكل مهام تنفيذ أوامر الاعتقالات إلى قوة خاصة تابعة لرئاسة الوزراء.
المنطقة الخضراء و"الحشد الشعبي"
المنطقة الخضراء الاسم الشائع للحي الدولي وسط العاصمة بغداد، الذي أنشأته قوات التحالف الدولي بعد غزوها العراق عام 2003، وتقع على مساحة تقارب الـ10 كم مربع.
وتعدّ مِن أكثر المواقع العسكرية تحصيناً في العراق، وتضم مقارَّ الدولة ومنازل المسؤولين البارزين، إلى جانب احتوائها على مقر السفارة الأميركية ومقارّ البعثات الدبلوماسية الأجنبية ومنظمات ووكالات دولية.
أمّا "الحشد الشعبي" فهو مؤسسة تتبع للقوات المسلحة العراقية، وترتبط مباشرة برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إلّا أنّ مراقبين يرون أنّ "الحشد" زاد نفوذه على نطاق واسع وبات أقوى من مؤسسات الدولة، ولا يخضع قادته لأوامر الحكومة العراقية بل لـ قادتهِ المقرّبين من إيران.