قال رئيس النظام السوري بشار الأسد إنَّ "المحافظة على نسيج المنطقة وهويتها المتنوعة هي ضرورةٌ يجب أن ندافع عنها"، متهماً كيان الاحتلال الإسرائيلي بالعمل على زعزعة هذا التنوع.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الأسد في المؤتمر الكنسي الذي أقامه النظام السوري خلال الأسبوع الماضي ودعا إليه عدداً من ممثلي الجمعيات والمؤسسات الإنسانية والاجتماعية والتنموية.
وزعم الأسد في كلمته أن جوهر الأعمال التنموية هو المحافظة على التوازن الاجتماعي مدعياً أن "تهجير المسيحيين هدف أساسي من أهداف المخططات الخارجية للمنطقة، لكنه بشكلٍ أساسي هدف إسرائيلي، وأنّ المحافظة على نسيج المنطقة وهويتها المتنوعة هي ضرورةٌ يجب أن ندافع عنها".
وتابع أن "المواطن المسيحي في سوريا ليس ضيفا، ولا مواطنًا عابرا وإنما هو شريك، وعنوان هذه الشراكة هو العمل والإنتاج"، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة أنباء النظام سانا.
نصف المسيحيين السوريين فروا من البلاد
يشار إلى أنّ أكثر من نصف المسيحيين السوريين فروا من البلاد، منذ عام 2011، بحسب تصريحات بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذوكسية إغناطيوس أفرام الثاني، بمقابلة مع مؤسسة "هانز سايدل- Hanns Seidel" الألمانية في أيار الماضي.
وذكر إغناطيوس أنّ أقل من 800 ألف مسيحي سوري، يعيشون اليوم في سوريا، مردفاً: "كثير منهم يحاول مغادرة البلد بسبب الظروف الصعبة".
كما أعرب عن شكّه في عودة أعداد كبيرة من السوريين إلى سوريا، مشيراً إلى أنّه "لم يعد يؤمن بعودة ملايين المواطنين السوريين الذين هربوا من الحرب"، لافتاً إلى أنّ أكثر من 50 في المئة من مسيحيي سوريا غادروا، منذ 2011، مشيراً إلى أن سبب هروب عدد كبير من مسيحيي سوريا، هو تدني مستوى المعيشة الناتج عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة فضلاً عن "نقص الأمن والأمان"، مردفاً "الذين غادروا سوريا، فقدوا كلّ شيء فيها ولن يعودوا إليها".
ويعدّ "إغناطيوس" من أبرز رجال الدين المسيحيين الموالين لرئيس النظام في سوريا بشار الأسد، ومن المقرّبين جدّاً إلى روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، وكان أحد أبرز الموقّعين على رسائل وجّهتها شخصيات سوريّة وعربية وأجنبيّة إلى أميركا وبريطانيا، للمطالبة برفع عقوباتهما عن نظام الأسد.