صدر حكم بالسجن لمدة 12 عاماً على أميركي أدين بالتخطيط للقتال إلى جانب تنظيم الدولة في سوريا بعد توجيه تهمة الإرهاب له يوم الخميس الماضي، وقد خفف الحكم بعد مطالبة النيابة بتشديد الحكم عليه لأنه يمثل خطراً على المجتمع.
وأصدر قاض من محكمة بولاية كونيتيكت الأميركية حكمه على كيفين ماكورميك، 30 عاماً، بعدما طالب مكتب النائب العام الأميركي بسجنه لمدة عشرين عاماً، غير أن القاضي كاري دولي أمر بإطلاق سراح ماكورميك بشكل مشروط مع مراقبته عبر وسائل تحديد الموقع الجغرافي طوال حياته بعد انتهاء فترة سجنه خلف القضبان.
"السقوط الحر"
وفي مذكرة رفعها مساعد النائب العام الأميركي، ذكر بأن: "رغبة المتهم بالقتال إلى جانب تنظيم إرهابي أجنبي عنيف وعزمه على قتل الناس، ومحاولاته المتكررة للسفر إلى الشرق الأوسط لتحقيق ما تصبو إليه نفسه، إن دلت على شيء فإنما تدل على أنه يمثل خطراً جسيماً".
ألقي القبض على ماكورميك في تشرين الأول من عام 2019 في أثناء محاولته السفر إلى كندا جواً لينتقل من هناك إلى الشرق الأوسط، ثم أدين في شهر كانون الأول بمحاولة تقديم دعم مادي لتنظيم أجنبي صنف كتنظيم إرهابي، ومنذ إلقاء القبض عليه وهو محتجز في السجن.
وطالب محامي المتهم القاضي بالإفراج عن موكله مع وضعه تحت المراقبة، وذكر بأن العقوبة أمر غير واجب في هذا المقام، وكتب في مذكرة الدفاع عن المتهم: "إن إطالة فترة الحبس على شخص مثل السيد ماكورميك لديه احتياجات خاصة على المستوى النفسي والعقلي وخلال فترة انهياره لن تزيد من احترام القانون ولن تمثل عقوبة رادعة لأي أحد".
وفي وثائق المحكمة، أعلن المحامي العام بأن صحة ماكورميك النفسية وصلت إلى مرحلة وصفها بالسقوط الحر لحظة إلقاء القبض عليه، وقال بأنه شخص لديه اضطراب ثنائي القطب وانفصام الشخصية إلى جانب معاناته من مضاعفات حادة بسبب الأدوية التي يتناولها، ونوبات ذهان وغيرها من الأمور التي أدت إلى إيداعه في المشفى.
وهذا ما دفعه محاميه للقول: "حتى يتأقلم مع وضعه بمرور السنين، وخلال محاولته التعامل مع أمور أخرى، بحث ماكورميك في الدين الإسلامي عمّا بوسعه أن يوجه حياته، إلا أن ذلك جعله يغرق أكثر فأكثر في المعلومات المنشورة عبر الإنترنت والتي اعتقد بأنها تدعم دينه الجديد إلا أنها زادت من عزلته وهوسه بالسعي للتعرف إلى ما ظنه معتقدات سامية يتبناها هذا الدين.. وبوسع أي شخص أن يدرك كم عانى ماكورميك وهو يحاول الوصول إلى الطريق الصحيح، على الرغم من أنه لا أحد يدرك حجم التشوش الذي انتاب حياته وتفكيره خلال تلك المرحلة".
في أثناء المحاكمة الجنائية، حكم على ماكورميك في البداية بأنه غير مؤهل للمثول أمام المحكمة، ثم اعتبر مؤهلاً لذلك بعد تلقيه للعلاج الطبي.
من جانبها، أعلنت السلطات الفيدرالية بأن ماكورميك، الذي كان يعمل في السابق سائقاً لدى شركة كبيرة، ذكر أمام عدد من الناس بأنه يود أن يحارب إلى جانب تنظيم "داعش" في سوريا، ولهذا بايع التنظيم وزعيمه أبا بكر البغدادي الذي قتل في 27 تشرين الأول عام 2017، إثر عملية اقتحام نفذتها قوات المغاوير الأميركية بالشمال السوري.
وأمام أحد المخبرين التابعين لواشنطن، قال ماكورميك: "يجب أن تصبح الأمور كما هي عليه في سوريا.. حيث يوجد تنظيم الدولة.. لذا إن وجدت أسهل وأسرع طريق لأصل إلى هناك، حيث يمكنني أن أحصل على بندقية وبعض الأتباع، فسأفعل ذلك يا أخي".
خطة السفر الفاشلة إلى سوريا
في أيلول من عام 2019، حاول ماكورميك شراء سلاح ناري وسكين في ولاية واشنطن، غير أن الموظف رفض أن يبيعه لأن ماكورميك تصرف بشكل غريب حسبما وصفت السلطات. وفي 12 تشرين الأول من عام 2019، حاول ماكورميك السفر من كونيتيكت إلى جامايكا، حيث خطط لركوب طائرة أخرى متوجهة إلى سوريا، إلا أن المسؤولين عن أمن البلد منعوه من ركوب الطائرة بحسب ما أوردته النيابة العامة.
ألقي القبض على ماكورميك بعد بضعة أيام في أثناء وجوده في مطار صغير خاص بولاية كونيتيكت حيث عزم على ركوب طائرة متوجهة إلى كندا ومنها إلى الأردن.
ذكرت النيابة العامة بأن ماكورميك لم يتبرأ قط من دعمه لتنظيم الدولة وتأييده له كما أخبر طبيبه النفسي منذ فترة قريبة بأنه ليس مريضاً ولذلك فهو ليس بحاجة للدواء، وخلال فترة احتجازه، ارتكب ماكورميك انتهاكات في السجن منها الهجوم والاعتداء والتهديد إلى جانب تهجمه على ضابط متخصص بأمور الإصلاح.
يذكر أن تنظيم الدولة سيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في عام 2014 ثم أعلن عن تأسيس دولة "الخلافة" فيها، في الوقت الذي كانت فيه سوريا تشهد حالة حرب. وقد تسبب القتال بتدمير عدد من المدن وذلك قبل أن يعلن رئيس الوزراء العراقي عن دحر دولة الخلافة وانتهائها في عام 2017، ثم خسر تنظيم "داعش" آخر معاقله بعد عامين، على الرغم من استمرار هجماته على فترات متقطعة حتى الآن.
في ذروة العمليات القتالية، انضم للتنظيم نحو 40 ألفاً قدموا من 120 دولة وذلك بحسب ما أعلنته الأمم المتحدة، إلا أنه لا توجد إحصائية أميركية شاملة بعدد المقاتلين الأميركيين الذين انضموا لهذا التنظيم، ولكن في تقرير صادر عن البرنامج المعني بالتطرف في جامعة جورج واشنطن، ورد بأن 64 أميركياً على أقل تقدير انضموا للقتال إلى جانب هذا التنظيم في العراق وسوريا منذ عام 2011.
المصدر: abc News