البث المباشر
كشف تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن التغيرات المناخية الحاصلة وارتفاع درجات الحرارة في مزرعة "باث سيتي" بجورجيا، أدّى إلى ظهور عشرات الأنواع الجديدة من الحشرات.
وبحسب الصحيفة، أظهر المسح الذي أجري على المزرعة ظهور كائنات جديدة مثل العنكبوت الدبور والعثة السمورية الملونة، وحتى الصراصير التي "تغرّد" في المروج، فضلاً عن عنكبوت الشبك الأخضر، ونحلة اللبلاب، وذبابة الدبابير الصغيرة.
وأوضحت أن مزرعة "باث سيتي" المناخية في جورجيا، والتي تبلغ مساحتها 37 فداناً، تعتبر مبادرة حديثة للحفاظ على البيئة، حيث تُسلّط الضوء على الكائنات التي لم يكن يعرف عن وجودها في المنطقة قبل حدوث حالات الطوارئ المناخية.
وبيّنت أنه على مدى السنوات الثماني الماضية، سجل المتطوعون 1250 نوعاً في "باث سيتي"، وقد تفاجأ الخبراء وشعروا بالقلق بعد العثور على نحو 30 نوعاً انتقلت إلى هناك أو ازداد وجودها خلال فصل الشتاء، حيث كانت في السابق تظهر فقط في فصل الصيف.
"الحشرات والعناكب تساعد علماء البيئة على فهم تأثير تغير المناخ"
من جانبه، أوضح عالم البيئة والقيِّم مايك ويليامز، والذي قاد عملية تسجيل الحياة البرية، أن الحشرات والعناكب تعد من الأنواع المهمة التي تساعد علماء البيئة على فهم تأثير تغير المناخ على العالم الطبيعي، وقال: "العناكب هي مثال تقليدي لأنها بسبب عمرها القصير وقدرتها على الحركة تتفاعل مع التغيرات في الطقس".
وبيّن "يليامز" أنه منذ 3 سنوات، تم رصد وجود عنكبوت الدبور في المزرعة للمرة الأولى على الإطلاق، وأصبح الآن شائعا بشكل متزايد في المنطقة، مشيراً إلى أن هذه التغيرات تذكر بضرورة فهم تأثير تغير المناخ على البيئة والاستجابة له.
وأضاف: "في أوائل التسعينيات، لم نر قط العنكبوت الدبور سوى على الساحل الجنوبي لإنجلترا، في دورست.. كان ذلك في أقصى شمال نطاقهم لأن الطقس كان بارداً جداً بالنسبة له.. ولم أكن لأتخيل آنذاك أنه سوف يُعثر عليه في يوم من الأيام في أقصى الشمال مثل مدينة (باث سيتي)".
وأكّد أن هذا الواقع يحزنه ويبهره في الوقت نفسه، مؤكداً أن دراستهم للحياة البرية أظهرت أن تغير المناخ ليس شيئاً سيحدث في المستقبل البعيد، وأن الحشرات هي المؤشر الفعّال لهذا التغير، مردفاً: "أنا أقول للناس في مجالي الذين يتجولون في أرجاء المزرعة بأنهم يستمعون إلى صوت تغير المناخ عندما يسمعون أصوات هذه الحشرات".
