يهدد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي العديد من اللاجئين السوريين المنتقلين إلى المملكة المتحدة بتشتيت عوائلهم إذا لم يتمَّ لم شملهم قبل 31 من كانون الأول الحالي.
ووفقاً لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن 20 طفلاً مؤهلاً للالتحاق بأقاربهم في المملكة المتحدة، مازالوا ينتظرون استكمال قضاياهم في اليونان، في وقت تستعد فيه حكومة المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي مع نهاية العام الحالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الداخلية البريطانية لن تمدد الموعد النهائي للسماح للأطفال الذين قدموا طلبات في اليونان للالتحاق بذويهم في المملكة المتحدة.
وتقول منظمة "الممر الآمن" غير الحكومية، إن البعض منهم بلا مأوى حالياً، وإنَّ العديد من الحالات تعاني من تأخيرات في الوصول إلى نظام اللجوء اليوناني في الوقت المحدد.
ومن أجل التقدم بطلب للحصول على نقل لم شمل الأسرة بموجب قانون "دبلن" في الاتحاد الأوروبي، يجب على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً التقدم بطلب للحصول على اللجوء في بلد دخولهم، وبمجرد معالجة هذا الطلب، يتم إرسال مستنداتهم إلى البلدان المراد الذهاب إليها بحسب قانون "دبلن"، حيث يتم تقديم طلب إلى المملكة المتحدة لقبول التحويل في هذه الحالة.
ونقلت صحيفة "الغارديان" قصة لاجئ سوري في المملكة المتحدة، لديه ابن أخت وابن أخ في اليونان، وقد تقطعت السبل بهم للسفر للملكة المتحدة.
اللاجئ السوري، الذي تحدث للصحيفة البريطانية باسم علي، ينحدر من منطقة عفرين بسوريا، ويشعر بقلق بالغ على سلامة أقاربه في اليونان وإمكانية إعادتهم إلى عفرين.
يقول علي "الوضع هناك ليس سيئاً فقط، إنه سيء جداً، دُمرت حياتنا ولا يوجد مستقبل ولا تعليم".
ويوضح علي أن "مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي يعقد وضعنا، نأمل أن تساعد الحكومة البريطانية جميع الأطفال الذين هم بمفردهم ولديهم أسرة تنتظر رعايتهم. لدي حياة رائعة وهادئة هنا. أريد أن تكون ابنة أخي وابن أخي جزءاً منها"، مناشداً الحكومة البريطانية "رجاءً ساعدونا".
بعد مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي، سيتم تطبيق قوانين لم شمل الأسرة البريطانية المحدودة، وهي تسمح فقط للأطفال بالانضمام إلى الأشقاء أو العمات أو الأعمام في ظروف محدودة جداً، فيما أغلب حالات اللاجئين لا تحقق معايير القوانين البريطانية.
وقالت المحامية البريطانية إيريس بابا "لدينا أطفال في سن 15 أو 16 عاماً مع عائلة في المملكة المتحدة، وليس لديهم أحد في اليونان، إذا أوقفت المملكة المتحدة قانون لم شمل الأسرة، فسيكونون محاصرين هنا وحدهم وغير محميين".
وينتظر هؤلاء طلب النقل بموجب قانون "دبلن" من الدولة المرسلة، وهي اليونان في هذه الحالة، التي يجب عليها تقديم الطلبات لهذه الحالات قبل انقضاء العام الحالي وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
يذكر أنه في مطلع كانون الأول الجاري، التمست مجموعة ضمت 75 نائباً في مجلس العموم من مختلف أحزاب الحكومة البريطانية عبر رسالة وجهت إلى وزارة الداخلية حتى تقوم بمواجهة هذه الحالة العاجلة التي يواجهها لاجئون أطفال في اليونان، وذكروا في تلك الرسالة "يوجد حالياً 4253 طفلاً بلا مرافقة في اليونان، يعيش بينهم 1873 طفلاً فقط في مكان آمن تتوفر فيه كل وسائل العيش على المدى البعيد".
وأكد النواب البريطانيون على أن "أكثر من 1000 طفل دون مرافقة يعيشون في ظل ظروف سكن غير آمنة، ما يعني أنهم باتوا مشردين يتعرضون لخطر حقيقي ويومي يتمثل باستغلالهم من قبل تجار البشر والمهربين".
ورداً على ذلك قال الناطق باسم وزارة الداخلية البريطانية إن "المملكة المتحدة توفر الملاذ الآمن على الدوام لمن هربوا من القمع والاضطهاد أو الاستبداد والطغيان، وتقدم الكثير لدعم الأطفال الذين أتوا بلا مرافقة، مقارنة بأي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي".
وأشار إلى أنه خلال السنة الماضية وصل عدد طلبات اللجوء للأطفال دون مرافقة إلى نحو 20% من كل الطلبات التي تم تقديمها في الاتحاد الأوروبي، موضحاً أن حكومته قامت "بإصلاح نظام تقديم طلبات اللجوء بعد تعطله وذلك لنجعله ثابتاً ونزيهاً، ويشمل ذلك إعادة النظر بالطرق الآمنة والقانونية للوصول إلى المملكة المتحدة بالنسبة للفئات الأكثر حاجة، ومن بينهم الأطفال الذين أتوا دون مرافقة".
اقرأ أيضاً: طفل سوري يلتقي بأعمامه في بريطانيا بعد فقدانه والديه | فيديو