وضع وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، يوم الأربعاء، حجر الأساس لمشروع الوحدات السكنية في جرابلس شمالي سوريا، والمدعوم من صندوق قطر للتنمية.
وأعلن صويلو عن مباشرة العمل في المشروع، الذي سيستقبل "العائدين طوعياً" من تركيا، على أن ينتهي بتجهيز 240 ألف مسكن لمليون شخص خلال 3 سنوات على أبعد تقدير.
وأضاف، في خطابه الذي سبق وضع حجر الأساس، أن الوحدات السكنية ستتوزع على 9 مناطق مختلفة، مثل رأس العين وتل أبيض وجرابلس والباب.
المرحلة الأولى
وقال صويلو إن 5 آلاف مسكن بدأ العمل على إنشائها، ضمن المرحلة الأولى من المشروع التي انطلقت اليوم الأربعاء، مشيراً إلى أن هذه الوحدات ستُسلّم قبل انتهاء العام الحالي 2023.
وأفاد بأن الشقق ستنقسم إلى 3 مساحات، شقق بمساحة 60 متراً مربعاً، وشقق بمساحة 80، وأخرى بمساحة 100 متر مربع.
وأشار الوزير التركي إلى أن المشاريع لن تقتصر على وحدات سكنية، بل "هو مشروع متكامل سيضم مناطق زراعية ومنشآت صناعية وتجارية، إضافة إلى إنشاء بنى تحتية".
ووجه صويلو شكراً لدولة قطر وللشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدعمه اللامحدود للمشروع، وأضاف: "بفضل أشقائنا سنرى أن الحياة ستعود إلى المنطقة مجدداً، هذه المناطق ستكون مناطق أمل وليست مناطق فوضى وحرب".
وتابع: "ما تقوم به دولة قطر هو رسالة للعالم أجمع مفادها أن المغدورين والمظلومين ليسوا وحدهم".
"قطر أبدت أفضل استجابة للمشروع"
وذكر صويلو، في لقاء صحفي مشترك مع المدير العام لصندوق قطر للتنمية خليفة بن جاسم الكواري عقب وضع حجر الأساس، أن تركيا دعت جميع دول العالم للمشاركة في مشروع الوحدات السكنية إلّا أن قطر أبدت أفضل استجابة.
وتابع: "الكلام سهل ولكن العمل ليس كذلك، نشهد اليوم زمن الأقوال والأفعال".
وأكّد أن "جلب الأمن لهذه المنطقة يُعد أمراً هاماً"، مشيداً بصندوق التنمية القطري الذي "وضع بصمته أمام العالم وأظهر مثالاً عن كيفية الدعم الإنساني (..) لديه مشاريع مشابهة في كثير من دول العالم، في يوم الزلزال لم يتركنا (الصندوق) وحدنا دون مساعدة، وكانت قطر من أوائل الدول التي هرعت للمساعدة".
"مشروع نوعي"
من جانبه قال المدير العام لصندوق قطر للتنمية خليفة بن جاسم الكواري إن المشروع "نوعي يختلف عن الكثير من المشاريع الإنسانية التي نقوم بها".
وأضاف أن المشروع هو عبارة عن "مدينة متكاملة تعطي حياة كريمة لسكانها من حيث تجهيز الحدائق والمنشآت التعليمية والصحية وغيرها"، مشيراً إلى أنه سيكون نواة لمشاريع أكبر.
وبحسب بيان سابق لصندوق قطر للتنمية فإن المدينة، التي يجري تنفيذها خلال المرحلة الأولى، ستضم، إلى جانب الشقق الـ 5 آلاف، مرافق عامة ومسجدا ومركزا تجاريا ومدرسة ابتدائية ومدرسة ثانوية ومركزا صحيا، إضافة إلى تطوير البنية التحتية للمدينة عبر إنشاء طرق وحدائق عامة وشبكة كهرباء وخزانات مياه.
وسبق أن زار صويلو الشمال السوري عدة مرات خلال عامي 2021 و 2022، لتفقد مشاريع منازل مؤقتة تبنى من الإسمنت للنازحين.