قال الناشط في مجال توثيق انتهاكات حقوق الإنسان تامر تركماني عبر حسابه على تويتر، إنه أرشف مليوناً و850 ألف تسجيل مصور نُشر عن الثورة السورية .
وأضاف عبر حسابة على تويتر، أنه يفتخر بهذا العمل الذي وهب نفسه له، وأنه مستمر في توثيق فيديوهات الثورة حتى آخر مقطع مصور.
وقال تامر تركماني لموقع تلفزيون سوريا، إن "فكرة أرشفة فيديوهات الثورة السورية بدأت عندما كنت أعمل في العام 2014 على توثيق شهداء الثورة السورية، حيث كنت أُرفق فيديو وصورة لكل شهيد".
وأكد أنه "اكتشف خلال عمله على توثيق الشهداء، بحذف موقع يوتيوب بعض صورالشهداء، بسبب مخالفتها لسياساته ومعاييره، وفق ما أعلن عنه الموقع، وهنا بدأت بتحميل الفيديوهات المنشورة على القنوات الثورية والمختصة في توثيق الشهداء".
"وأدركت أن كل ما يمت للثورة بصلة يتم حذفه من موقع يوتيوب، لذلك بدأت في العمل على أرشفة جميع فيديوهات الثورة بكافة تفاصيلها ومحتوياتها من أيامها السلمية إلى يومنا هذا، بهدف حمايتها من الحذف والاحتفاظ بها بعيدا عن الشبكة العنكبوتية".
وعن آلية عمله التي اتبعها في أرشفة المواد المصورة للثورة السورية أجاب قائلاً، "في المرحلة الأولى جمعت أسماء القنوات، ثم بدأت بتحميل محتوى كل قناة مع الإشارة إليها بالنسبة للقنوات التي توقفت عن العمل، أما القنوات التي ما زالت مستمرة في عملها، أزورها بشكل أسبوعي بهدف تحميل الفيديوهات الحديثة التي تنشرها مع الإشارة إليها أيضاً".
اقرأ أيضاً: منظمة توثق أبرز انتهاكات نظام الأسد بحق المدنيين منذ 2016
اقرأ أيضأ: قضية المعتقلين السوريين.. ثمانية أعوام والموت مستمر
وأشار إلى " أنه أرشف جميع الفيديوهات والأحداث عبر تحميل أي فيديو يراه على اليوتيوب يتعلق بالثورة السورية في كافة مناطق البلد، واستهدفت أيضاً قنوات التنسيقيات، والإعلاميين ،والناشطين في الداخل السوري، بالإضافة إلى القنوات الإخبارية والتقارير التلفزيونية المصوّرة على اليوتيوب".
ونوه تركماني، أنه وثق فيديوهات الثورة السورية بشكل فردي وعبر حاسوبه الخاص في منزله، ولضخامة مساحة الفيديوهات "كنت بحاجة إلى ذواكر خارجية للتخزين، الأمر الذي دفع بعض الأصدقاء لمد يد العون إلي وجلب هذه الذواكر".
وعن عدم تواصله مع منظمات مختصة لتمويل مشروعه أفادنا، أنه" لم يلجأ إلى طلب الدعم من المنظمات أو المؤسسات الثورية، لأن معظمهم يشترط الحصول على نسخة من الملفات قبل تقديمه الدعم"، مؤكدأ، أنه لن يبيع أو يتاجر بجهده وبأرشيف الثورة السورية مقابل أي مبلغ مالي، وأن ما أوصله إلى هذا التقدم في العمل وتطويره هو استقلاليته.
وتابع قائلاً "هدفي من أرشفة المواد المصورة للثورة السورية، هو إنقاذ مايمكن إنقاذه من ملفاتها المرئية، ومحاولة مني للاحتفاظ بها بعيداً عن العبث والحذف والبلاغات التي يفعلها النظام، بهدف محو جرائمة ومجازرة التي ارتكبها بحق المدنيين، وأنها ستكون متاحة للجميع عبر موقع خاص أعمل عليه لنشرها".
وعن الموقع الذي سيكون أرشيفاً للمواد المصورة للثورة السورية، قال تركماني، إن "الموقع قيد التطوير حالياً" ويعمل عليه بشكل مُكثف مع أخيه الذي أوكل إليه برمجة الموقع بطريقة يمكن من خلالها للأشخاص الوصول إلى المواد المصورة بتاريخها ومكان حدوثها دون جهد كبير.
أرشفة صحافة الثورة السورية
لم يقتصر نشاط تامر تركماني على أرشفة المواد المصورة للثورة السورية فقط، بل أفاد لموقع تلفزيون سوريا، أنه أرشف 370 كتابا صدر منذ بداية الثورة السورية إلى يومنا هذا، واتبع آلية خاصة بأرشفتها، عبر كتابة اسم الكاتب، ونبذة عنه، وتاريخ صدوره، مع ملف للكتاب بصيغة PDF لتحميله وقراءته بسهولة، وذلك عبر قناة أنشأها على التيلغرام تحمل أسم أرشيف الثورة السورية.
ليس هذا فحسب، عمل تركماني على أرشفة ما يزيد عن 12 ألفا و 500 مقال صحفي خاص بالثورة السورية ، وهي مقالات صادرة عن المؤسسات الإعلامية، ووكالات الأخبار المختصة في الثورة السورية، بحسب ما صرح به لتلفزيون سوريا، موكدأ "أنه مستمر في عمله على توثيق المقالات، وأنها ستصل نهاية العام الجاري إلى أكثر من 100 ألف مقال وتقرير صحفي مكتوب".
وأضاف، أنه "أرشف تقارير، وأبحاث، ودراسات صادرة، عن المنظمات العربية، والسورية، والدولية بما يخص سوريا والثورة السورية، بالإضافة إلى تحميل أكثر من 11 ألفا و500 مجلة وصحيفة خاصة بالثورة السورية، أكثرمن 90 بالمئة منها توقفت إصداراتها، لأسباب خاصة بالتمويل".
وسبق لتركماني أن صمم لوحة تضم 50 ألف صورة لشهداء الثورة السورية، عرضت بذكرى الثورة في الأردن عام 2015 ، وأيضاً في واشنطن أمام البيت الأبيض كتكريم للشهداء.
تامر تركماني من أبناء مدينة حمص، انشق عن النظام نهاية العام 2011 خلال تأديته الخدمة الإلزامية، وتوجه إلى مدينة درعا في شباط من العام 2012، وعمل فيها كمصور ميداني لمدة سبعة أشهر، ثم توجه إلى الأردن بعد إصابته بطلق ناري خلال تغطيته الميدانية، وانتقل بعدها إلى تركيا بداية العام 2015 ومازال مقيما فيها يعمل على أرشفة الثورة السورية.