انطلقت في العاصمة البلجيكية بروكسل، الأربعاء، الدورة السابعة من مؤتمر "دعم مستقبل سوريا والمنطقة"، والذي سيستمر لمدة يومين، لتقديم الدعم الأوروبي والدولي للشعب السوري واللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم.
ويعد الهدف الرئيسي للمؤتمر هذا العام هو جمع التبرعات لسوريا ودول الجوار المستضيفة للاجئين، وعلاوة على ذلك، سيمثل فرصة للمجتمع الدولي لتجديد الدعوة لحل سياسي للصراع، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، بحسب بيان للاتحاد الأوروبي.
"النظام السوري السبب في معاناة السوريين"
وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل: "في العام الثالث عشر لقمع النظام السوري التظاهرات السلمية بعنف متسبباً في صراع عنيف لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا، فإننا لم ننس الشعب السوري. إننا نؤمن بضرورة حل الأزمة السورية حتى يتمكن الشعب السوري مرة أخرى من العيش بسلام واستقرار".
وأضاف: "في مؤتمر بروكسل السابع لسوريا، يجب على المجتمع الدولي بأسره مضاعفة جهوده للضغط على النظام السوري لوقف انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي والالتزام بحوار سياسي يفضي إلى حل سياسي، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254 وبدعم كامل للمبعوث الخاص غير بيدرسن. سيواصل الاتحاد الأوروبي دعم جميع السوريين واللاجئين والدول المضيفة حتى يتم التوصل إلى حل سياسي دائم وشامل".
"15 مليون ونصف مليون سوري بحاجة إلى الدعم المنقذ للحياة"
ومن جهته، قال مفوض إدارة الأزمات، يانيز لينارتشيتش: "بعد أكثر من عقد من الصراع، لا تزال سوريا تمثل واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في عصرنا. هناك اليوم ما يقرب من 15 مليونا ونصف مليون شخص بحاجة إلى الدعم المنقذ للحياة داخل هذا البلد الذي مزقته الحرب، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال. يواجه هؤلاء يومياً عدداً متزايداً من التحديات تشمل الأعمال العدائية الجارية، وانتهاكات القانون الدولي الإنساني، ونقصا حادا في المياه والغذاء، وقضايا الوصول والحماية.
وتابع: "لقد فر الملايين من البلد، بشكل رئيسي إلى دول الجوار. بدون مساعدتنا الفورية، يواجه الشعب السوري مستقبلاً يائساً. قبيل مؤتمر بروكسل السابع"
ودعا المجتمع الدولي بأسره إلى "التعهد بسخاء بتقديم الدعم الإنساني للأشخاص في سوريا والمجتمعات المضيفة في المنطقة الذين هم في أمس الحاجة لذلك أكثر من أي وقت مضى".
ما حجم المساعدات الأوروبية المقدمة لسوريا؟
وأشار مفوض الجوار والتوسع، أوليفر فارهيلي، إلى أن الاتحاد الأوروبي كان شريكاً يمكن الوثوق به والاعتماد عليه في دعم اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في جميع أرجاء المنطقة؛ إذ قدم أكثر من 30 مليار يورو من المساعدات منذ عام 2011 استجابة للنزاع في سوريا.
وأوضح فارهيلي، أن الاتحاد الأوروبي بعد الزلزال المدمر في آذار بدأ على الفور بحشد المجتمع الدولي للمساعدة في جهود الإنعاش المبكر والإغاثة.
جدول أعمال دورة المؤتمر
خلال اليوم الأربعاء، سيتفاعل الاتحاد الأوروبي وجهات أخرى، مثل الشركاء التنفيذيين المشاركين في برنامج الاستجابة لسوريا، مع الفاعلين من المجتمع المدني من داخل سوريا والمنطقة والشتات والبلدان المضيفة، بهدف تعزيز الدعم السياسي من المجتمع الدولي لهؤلاء الفاعلين المهمين.
وفي اليوم التالي، يوم الخميس، سيجتمع المؤتمر الوزاري للدول الفاعلة، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي ودول الجوار لسوريا، بالإضافة إلى ممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، لمناقشة كيفية تعزيز الدعم الإنساني والمالي والسياسي لشعب سوريا. وسيتم في ختام المؤتمر الوزاري إعلان التعهدات لهذا العام.