انطلقت اليوم السبت العملية الامتحانية في محافظة إدلب وريف حلب الغربيّ، للشهادتين الإعدادية والثانوية بمختلف فروعها.
ورصد موقع تلفزيون سوريا الأجواء الامتحانية للطلاب داخل وخارج مراكزهم الامتحانية في ريف إدلب، وكان من اللافت الإقبال الطلابي الواسع، والذي تؤكدُه إحصاءاتٌ وأرقامٌ رسمية صادرة عن مديريات التربية.
وكان امتحان طلاب التاسع الإعدادي في اليوم الأول في مادة الاجتماعيات، أما طلاب الشهادة الثانوية - الفرع العلمي فتم امتحانهم بالفيزياء، والفرع الأدبي بالفلسفة.
أرقام وإحصاءات
بلغت أعداد الطلاب المتقدمين عبر مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب نحو 32065 طالباً وطالبة، وفقاً لما أشار مدير التربية في إدلب، حسن الشوا لموقع تلفزيون سوريا.
وتوزعت الأرقام، على الأقسام والأفرع بــ 4898 طالباً للثانوية العامة ـ الفرع الأدبي، و7463 طالباً - الفرع العلمي، و73 طالباً للثانوية الشرعية و90 طالباً لـ"تقنيات الحاسوب".
أمّا التعليم الأساسي فقد بلغت أعداد المتقدمين بين طلابٍ وطالباتٍ، نحوَ 19 ألفاً.
ويتوزع الطلاب ضمن تجمعات محافظة إدلب التعليمية على 237 مركزاً امتحانياً، بحسب "الشوا".
أما في ريف حلب الغربي، قال "أنس قاسم" مدير تربية حلب لموقع تلفزيون سوريا إنّ نحو 5 آلاف طالب وطالبة تقدموا لامتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية في ريف حلب الغربي موزعين على 47 مركزاً امتحانياً.
استنفار وإجراءات
يوازي العمليةَ الامتحانية استنفارٌ للكوادر في المديريتين بهدف إنجاح العملية التعليمية، ويوضح في هذا الصدد محدثنا "الشوا" أنّ المديرية اعتمدت أعلى معايير الجودة في الوثائق الخاصة بالطالب والتعليمات الامتحانية ورؤساء المراكز وأمناء السر والمراقبين.
ولفت في الوقت ذاته، إلى أنّ مديرية التربية بالتنسيق مع مديرية الصحة ومنظمات طبية جهزت نحو 30 سيارة إسعاف من أجل المراكز الامتحانية، إضافة إلى حقيبة إسعافية في كل مركز.
في ريف حلب، يوضح "قاسم" أنّ العملية الامتحانية تسير بشكل طبيعي وآمن وسليم وفتحت الأسئلة بحضور مندوبي التربية في الوقت المحدد، بالتزامن مع إجراءات احترازية ووقائية من خلال توزيع الكمامات والمعقمات على المراكز الامتحانية.
ويضيف: "تشكر مديرية التربية في حلب جميع الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني التي أسهمت مع مديرية التربية في تجهيز المراكز الامتحانية".
جدلية "الاعتراف"
مع تزايد أعداد المتقدمين هذا العام قياساً مع السنوات القليلة الماضية، أسهم في ذلك الهدوء الأمني وتراجع العمليات العسكرية من قبل النظام وروسيا، يمكن فهم أّنّ "جدلية الاعتراف" بالشهادات الصادرة في إدلب وريف حلب، تجاوزها عدد كبير من الطلاب، الأمر الذي يدفع بهم إلى إجراء عمليات امتحانية باطمئنان بالغ دون أي تحفظات.
محدثنا "قاسم" أكد أنّ الشهادات الممنوحة لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية في مناطق شمال غربي سوريا، معترف بها في معظم الجامعات التركية وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، حيث تمت معادلة هذه الشهادات في دول "تركيا، وفرنسا، وأمريكا وبريطانيا، وهولندا والسويد والنمسا وأستراليا وبلجيكا وإيطاليا وكندا والبوسنة" وغيرها من الدول، وفقاً لوثائق رسمية ومتوفرة تثبت ذلك.
ولفت في الوقت ذاته إلى أنّ الامتحانات مراقبة من قبل منظمات دولية تم بموجبها رفع عدة تقارير لدول أوروبية تشيد بهذه الامتحانات من جميع النواحي.
وتعليقاً على ذهاب طلاب إلى مناطق سيطرة النظام، اعتبر "قاسم" أنّ "الشهادة الصادرة في المناطق المحررة هي أقوى بكثير من مناطق النظام، بخلاف المعلومات الخاطئة التي يروّج لها عبر عملائه في المنطقة عن الشهادات الممنوحة في المنطقة هنا، الأمر الذي يدفع بعدد من الطلاب للذهاب إلى مناطق سيطرته لتقديم الامتحانات".
وكانت وكالة أنباء النظام "سانا"، أعلنت في وقت سابق عن وصول نحو 6 آلاف و829 طالباً إلى مدينة حلب عبر معبر "التايهة" الفاصل بين مناطق سيطرة النظام وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، لتقديم شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة.
وأضافت الوكالة أنّ "832 تلميذاً وتلميذة من أبناء محافظة إدلب تقدموا للامتحانات في مدينة حماة" على حدّ زعمها.
مدير تربية إدلب "حسن الشوا" رد على ذلك بالقول: "إنّ الشهادات الصادرة عن المديرية معترف بها، ونطمئن طلابنا أننا لن نوفر جهداً في تذليل كل التحديات أمامهم لتقديم امتحاناتهم في أفضل جو".
محمد الأطرش وهو طالب مهجر من قرية موقا جنوب إدلب، ومتقدم للشهادة الثانوية، يقول إنّ الطلاب وهو منهم تجاوزوا مشكلة الاعتراف، بسبب توافر الكثير من الفرص أمام الطالب لإكمال دراسته في جامعات محترمة.
ويعتبر "الأطرش" أنّ تقديم امتحانات في مؤسسات ثورية، مسألة مبدئية بصرف النظر عن مسألة الاعتراف التي لا يلقي لها بالاً، أمام اعترافه بمؤسسات الثورة والإيمان بها، على حدّ وصفه، وتقديم الامتحانات لدى مناطق سيطرة النظام هي نقطة مستبعدة ومرفوضة لدى كل من يحمل مبدأً ثورياً، فكيف بمن تهجّر وكان ضحية من ضحايا النظام؟.
"محمد فاتح علولو" وهو مدير مدرسة في ريف إدلب، يوضح أنّ الطلاب باتوا على اطمئنان حول مسألة الاعتراف والامتحانات في المنطقة، مؤكداً ألا مبرر لهم بالمغامرة بمستقبلهم وحياتهم للذهاب إلى مناطق سيطرة النظام، حيث سيكون مصيرهم التجنيد الإجباري أو السجون أو القتل بحال عبّروا عن آرائهم.
ويضيف لموقع تلفزيون سوريا: "جامعات المحرر تزداد فروعها يوماً بعد يوم وتتطور وتحظى باعتراف واسع وبمصداقية، الأمر الذي انعكس بصورة إيجابية على العملية الامتحانية لدى الطلاب".