أفادت مصادر طبية في مدينة تدمر شرقي حمص لـ موقع تلفزيون سوريا، اليوم الثلاثاء، أنّ أمراض "السل والجرَب" تفّشت في معتقلات الميليشيات الإيرانية بالمدينة، في ظل تردّي الأوضاع الصحيّة في المنطقة.
وأضافت المصادر أنّ عشرات المعتقلين أصيبوا بـ"السل والجرَب" في سجون ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني، خلال أشهر تشرين الثاني وكانون الأول 2020 وكانون الثاني 2021، مشيرةً إلى أنّ أهالي المعتقلين يطالبون "الجهات المختصة" بالتدخل لـ إنقاذ المصابين.
وآخر إحصائية وصلت مِن سجون الميليشيات الإيرانية في تدمر - وفق المصادر - تفيد بإصابة أكثر مِن 40 معتقلاً بعدوى "السل"، خلال شهر كانون الثاني الفائت، إضافةً لـ عددٍ مِن حالات "الجرَب".
ولا توجد أي إجراءات وقائية في سجون الميليشيات تحمي بقية المعتقلين مِن عدوى "السل" القاتل، في ظل انعدام اللقاحات والعزل للمصابين، وتردّي الأوضاع الصحيّة والطبيّة في عموم مناطق سيطرة الميليشيات ونظام الأسد، وعجز المنظمات الصحية عن الوصول إلى واقع الحال.
وسبق أن توفي اثنان مِن المعتقلين، يوم الجمعة الفائت، بعد تدهور حالتهما الصحيّة بسبب مرض السل الذي كانا يعانيان منه، منذ شهرين، علماً أنّهما كانا سليمين حين اعتقالهما مِن قبل ميليشيا "الحرس الثوري" وزجّهما في السجن، مشيرةً إلى أنهما دفنا في منطقة البساتين بمدينة تدمر.
وحسب المصادر فإنّ انعدام الرعاية الصحيّة وضيق السجون التي تُقام داخل أبنيّة سكنيّة عالية الحراسة تتبع لـ"الحرس الثوري"، سمح بانتشار العديد مِن الأمراض - منها معدية - مثل فيروس كورونا والتهاب الكبد الوبائي والجرَب.
ولدى ميليشيا "الحرس الثوري" العديد مِن السجون في مدينة تدمر، أبرزها سجن في مدرسة "أذينة" وسجن آخر قرب "مسجد رقية" في حي الجمعيات الغربية، إضافةً لـ سجون في مدينة البوكمال - الحدودية مع العراق - والتي تسيطر عليها بشكل شبه كامل شرقي دير الزور.
اقرأ أيضاً.. انتشار مرض الجرب بين عناصر النظام والميليشيات في البوكمال
الجدير بالذكر أنّ مرض السل ينتشر "بكثافة" أيضاً في سجون ومعتقلات نظام الأسد بمدينة دير الزور وريف الرقة، حيث توفي عدد مِن المعتقلين نتيجة إصابتهم بالمرض، في ظل غياب الرعاية الصحية داخل تلك السجون.
اقرأ أيضاً.. دير الزور.. وفاة معتقلين في سجون النظام بمرض السل
اقرأ أيضاً.. الرقة.. وفاة معتقلين في سجون النظام بسبب مرض السل
والسُّل مرض معدٍ خطير يُصيب الرئتين في الأساس، حيث تنتقل البكتيريا التي تتسبَّب في الإصابة بالمرض مِن شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ الذي يخرج في الهواء بعد حالات السعال والعطس، والجَرَب هو حكّة في الجلد ناجمة عن سُوس ناقب صغير يُسمّى "القارمة الجَرَبيّة"، وهو مرض معدٍ أيضاً وينتشر بسرعة عن طريق الاتصال الجسدي، ويكثر تفشيّه في المدارس والسجون.