نظّم المجلس الأعلى لإدارة الكوارث والطوارئ السورية، التابع للحكومة السورية المؤقتة، المؤتمر الختامي لمشروع "تمكين المجتمع للاستعداد للاستجابة للكوارث"، بالتعاون مع عدد من الشركاء، وذلك في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي.
ويهدف المشروع إلى تعزيز قدرة المجتمع السوري على إدارة مخاطر الكوارث، وتعزيز التعاون بين مختلف مكونات المجتمع، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، والقطاع الإعلامي، مع توسيع نطاق التعاون الدولي، لتحقيق تكامل فعّال يسهم في تحسين الاستجابة للكوارث عند حدوثها.
يشرف على المشروع، المجلس الأعلى لإدارة الكوارث والطوارئ، بالتعاون مع منظمة مضمار، ومؤسسة IDEA 2020، وفرع حلب في نقابة المهندسين السوريين الأحرار، ومؤسسة قيم، ونقابة المقاولين السوريين للإنشاءات.
المجلس الأعلى لإدارة الكوارث
أسس المجلس الأعلى لإدارة الكوارث والطوارئ السورية في 9 شباط من العام الجاري، بعد ثلاثة أيام من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بقرار من مجلس الوزراء في الحكومة المؤقتة، ويتبع مباشرة لرئيس الحكومة، ويقع مقره الرئيسي في مدينة اعزاز.
وقال رئيس المجلس، المهندس علاء الدين الجابري إن رسالة المؤسسة قائمة على دعم قدرة المجتمع السوري على الصمود في وجه الكوارث عبر حشد وتنسيق الجهود الوطنية قبل وخلال الكوارث بإدارة رشيقة وتقنيات متطورة.
ومن القيم المؤسسية للمجلس، قيادة جهود التنسيق بين الجهات المعنية، والتعاون والتكامل مع جميع الجهات المعنية العاملة بكفاءة وفعالية، والمبادرة في إيجاد وتطبيق حلول وممارسات جديدة لتطوير العمل ومواجهة التحديات، وإشراك المجتمع في المبادرات والبرامج التوعوية والتطوعية لرفع مستوى جاهزيته.
وأضاف الجابري في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن مهام المجلس تتمثل في وضع خطط الاستجابة للكوارث، وتنسيق وتنظيم أدوار الشركاء، وحشد كافة الجهود والإمكانيات وتنظيم وسائل الإنذار، وعمليات الإحصاء، وعمليات الكشف والإعلام عن المخاطر، وتأمين وتخزين المواد، وإعداد فرق المتطوعين، ونشر التوعية للسكان، وتوجيه وسائل الإعلام.
10 أهداف استراتيجية للمجلس
وفقاً لـ الجابري، هناك 10 أهداف استراتيجية للمجلس الأعلى لإدارة الكوارث والطوارئ السورية، وهي:
1. إعداد قاعدة بيانات شاملة لمواجهة الكوارث: يتضمن جمع المعلومات المتعلقة بالكوارث الماضية والحالية، وتحليلها وتوثيقها في قاعدة بيانات تمكّن من استخلاص الدروس المستفادة وتوجيه الاستجابة المستقبلية.
2. بناء بنية تحتية قوية لإدارة الكوارث: يتعلق بتطوير البنية التحتية الضرورية للتصدي للكوارث مثل إنشاء وتطوير مراكز القيادة والتحكم الطوارئ، وتعزيز الاتصالات والتكنولوجيا لضمان تدفق المعلومات السريع والفعّال.
3. تأهيل وتدريب قوة عاملة ذات كفاءة للطوارئ المتنوعة: يتضمن تطوير برامج تدريبية شاملة للفرق العاملة في مجال إدارة الكوارث والطوارئ بما في ذلك التدريب على تقييم المخاطر والتخطيط الاستراتيجي والاستجابة الفورية.
4. تطوير آليات وأدوات فعالة لتقييم ومراقبة وتحليل الكوارث: يتعلق بتطوير أدوات تقييم متقدمة لتحليل المخاطر وتقييم التأثيرات البيئية والاجتماعية والاقتصادية للكوارث، وتطوير نظم مراقبة وتحليل البيانات لمتابعة الأوضاع الطارئة بشكل مستمر.
5. تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية: يشمل تعزيز آليات التنسيق والتعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الدولية، من خلال إقامة آليات ومنصات لتبادل المعلومات والخبرات وتنسيق الجهود في حالات الطوارئ.
6. توعية المجتمع والاستعداد لمواجهة الكوارث: يتضمن تطوير برامج توعية مستمرة للجمهور، تشمل التعريف بأنواع الكوارث وطرق الاستعداد والاستجابة السليمة، وتعزيز الوعي بالمخاطر وتوفير التوجيهات اللازمة للتصرف الصحيح.
7. توزيع الموارد بشكل عادل للمجتمعات المتأثرة: يتعلق بضمان توزيع الموارد والمساعدات بشكل عادل على المجتمعات المتأثرة بالكوارث، مع التركيز على تحقيق التكافؤ وتقليل الثغرات الاجتماعية والاقتصادية.
8. تقييم وتطوير استراتيجيات الاستجابة للطوارئ: يتضمن تقييم وتطوير استراتيجيات الاستجابة المستخدمة في التعامل مع أنواع مختلفة من الكوارث، مع التركيز على التحسين المستمر والتكيف مع المستجدات والتقنيات الحديثة.
9. تعزيز البحث والابتكار في مجال إدارة الكوارث: يتعلق بدعم الأبحاث العلمية والابتكارات التكنولوجية في مجال إدارة الكوارث، بما في ذلك تطوير أدوات وتقنيات جديدة لتعزيز الكفاءة والفعالية في التصدي للكوارث.
10. بناء شراكات قوية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي: يشمل تعزيز التعاون والتبادل مع الجهات المعنية على مستوى محلي وإقليمي ودولي وإقامة شراكات استراتيجية لتعزيز قدرات الاستجابة.
ممن يتألف المجلس؟
يتألف المجلس الأعلى من وحدة تنسيق الدعم، ووحدة دعم الاستقرار، وممثل عن نقابة المهندسين، وممثل عن نقابة الأطباء، وممثل عن نقابة المحامين، وممثلين عن المنظمات، ومدير الشرطة العسكرية، وممثل عن الوزارات (وزارة الداخلية - وزارة العدل - وزارة الصحة - وزارة التربية - وزارة الاقتصاد - وزارة الإدارة المحلية).
مؤتمر ختامي وخطة عمل
أقام شركاء مشروع "تمكين المجتمع للاستعداد للاستجابة للكوارث" المؤتمر الختامي للمشروع، الأربعاء، داخل "جامعة حلب في المناطق المحررة" بمدينة اعزاز، بحضور ممثلين عن الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة والمجالس المحلية والمنظمات والنقابات.
ونتج عن المؤتمر مخرجان رئيسيان، الأول تمثل بتشكيل شبكة "ساند من أجل سوريا"، وتتألف من 85 متدرباً ومتدربة في مناطق الباب واعزاز وعفرين بريف حلب.
ومن أهداف ورسالة الشبكة، الالتزام والتماسك والتعاون من خلال التشبيك الجغرافي والتخصصي والتدريب والنمو المستمر، لمساندة المؤسسات والمجتمع، لتحقيق تأثير إيجابي يساهم في تقليل مخاطر الكوارث وتعزيز مسارات التنمية، ونشر الوعي في المجتمع، وتحسين التنسيق والتكامل، ورفع القدرات التطوعية، وتعزيز دور المرأة والشباب، والمساهمة في جمع بيانات، والاستعداد والتأهب للكوارث، والسعي لتأمين الموارد.
والمخرج الثاني للمشروع، تمثل في الإعلان عن الإطار التكاملي للحد من مخاطر الكوارث، وتوقيع ميثاق الإطار من قبل إدارة المشروع مع 26 جهة من مختلف القطاعات.
لهذا الإطار 7 خطوات ذات أولوية، هي: تحديد الأدوار الرئيسة للأطراف المعنية، وبناء منظومة الاتصال والتواصل، وتشبيك وتوسعة الشبكات الاجتماعية كأساس لإشراك المجتمع في المشروع، وبناء وتحليل البيانات الوطنية لفهم مخاطر الكوارث، وتعزيز دور الإعلام في عمليات التخطيط والاستعداد والاستجابة للكوارث، وتحسين هيكلة الموارد وتطويرها لاستثمارها بفعالية، وتطوير آلية اتخاذ قرارات متكاملة واعية بالمخاطر.
تأتي هذه الخطوة بعد مرور نحو 10 أشهر على كارثة الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في 6 شباط الماضي، وأودى بحياة الآلاف ودمّر آلاف المباني في سوريا وتركيا، علماً أن القائمين على المشروع، أفادوا بأن الخطط الموضوعة تراعي التعامل مع مختلف الكوارث، سواء كان زلزالاً، أو كارثة من نوع آخر، كالفقر، والحرائق الممتدة، وانقطاع المياه.