icon
التغطية الحية

الغارات الإسرائيلية تعمق مخاوف سكان الساحل السوري ودمشق وسط أوضاع معيشية خانقة

2024.10.12 | 06:38 دمشق

الهجمات الإٍسرائيلية على دمشق (انترنت)
الهجمات الإٍسرائيلية على دمشق (انترنت)
تلفزيون سوريا ـ ولاء عواد
+A
حجم الخط
-A

"يومياً أشعر أننا لن نستيقظ مرّة أخرى، لدي ابنتان، أصبحتا تخافان من الليل، ومن النوم في الحمّام لكونه المكان الآمن الوحيد في منزلنا حالياً" يقول عامر المقيم في مصياف، التي شهدت عدّة غارات إسرائيلية مستهدفة مركز البحوث العلمية في المدينة، كان أكبرها في أيلول الماضي.

ويضيف عامر في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا: "كيف يمكنني أن لا أجُنّ حالياً؟ عانينا خلال سنوات من شبيحة النظام، ومن والفقر واستبداد عناصر حزب الله والميليشيات الإيرانية، والآن إسرائيل. كيف لنا أن نتحمّل كل هذا؟".

وبشأن الخيارات المتاحة أمام أهالي المدينة يقول عامر: "ليس لدينا خيارات، كنّا نظنّ أن دمشق منطقة آمنة، أفضل على الأقل، واليوم يلاحقنا الموت في كل مكان، حتى الحدود أُغلقت. نحاول أن ننجو بما لدينا من أدوات، والله هو الحامي". 

الساحل السوري .. ثقة معدومة بالنظام ولا خيارات متاحة

الخوف ذاته يسري في أوساط الساحل السوري الذي تستهدفه إسرائيل بين وقت وآخر. يقول بشّار أحد سكّان مدينة جبلة لـ موقع تلفزيون سوريا: "لدينا تخوّف مستمر من الضربات الجوية الإسرائيلية،  ولا أحد هنا يعتقد أن النظام قادر على حمايته، والشارع ينقسم حالياً بين من يتوقع حرباً إسرائيليةً شاملة ومن يرى في اغتيال حسن نصر الله صفقة أبرمها النظام للنجاة من المحرقة".

وعن الوضع المعيشي والفقر الذي تعيشه المنطقة يقول بشّار: "الناس يعيشون كل يوم بيومه، وطبعاً الثقة معدومة بالحكومة التي لن تستطيع تأمين احتياجات الناس أو الاستمرار بإعطاء الرواتب، والبعض ينتظر تدخّل إيران لتحسين الوضع مع غياب أي أمل أو خطط ضمن الوضع الراهن".

التخوّفات ذاتها تشاركه فيها يارا التي تعيش في طرطوس. وتقول يارا: "نأسف لكوننا محسوبين على جهات معيّنة، ومن بينها إيران، لم نستطع الخروج من مناطقنا ونواجه احتلالات عدّة".

وتضيف في حديثها لموقع تلفزيون سوريا: "لا أخفي بأن إسرائيل هي الأسوأ، كوننا نشاهد ما حصل في غزّة وفي لبنان حالياً، ونحن الآن منهكون لم يعد باستطاعتننا التحمّل، ومع كل تصعيد نواجه تشديدات أمنية وكفّ أفواه مضاعف".

دمشق بين نارين.. إيران وإسرائيل 

قبل عدة أيام، استهدفت غارة إسرائيلية مبنىً سكنياً في منطقة المزّة وسط دمشق، في استهداف وصفه سكّان العاصمة بأنّه الأعنف، سبقه عشرات الصواريخ التي سقطت في محيط العاصمة وكدّرت ليل سكّانها.

تقول لينا التي تعيش في جوبر على أطراف دمشق لموقع تلفزيون سوريا: "لم نعد نخاف من الموت، وإنما نخاف أن نشهد حرباً أخرى. لا دولة تحمينا ولا موارد كافية".

وتضيف: "بالطبع نرحّب بكل النازحين اليوم من لبنان تحديداً، ولكن فور وصولهم ارتفعت جميع الأسعار، وأصبحنا نخشى أن يكون لنا جار مُستهدف ونخسر المأوى الذي لا نملك غيره".

وتتابع لينا: "مع الحرب على لبنان اليوم اختنقت دمشق. كان هناك شباب يعملون في بيروت ويستطيعون مساعدة أهاليهم، وكنا إذا فكرنا في السفر فستكون وجهتنا بيروت، أما اليوم فقد أٌغلقت السبل في وجوهنا، وأصبحنا حبيسين مع نظام مجرم".

وتصف المدونة السورية سلوى زكزك الوضع الحالي فتقول: "الناس صارت تخاف تمشي بالشارع، فاليوم لا يتم استهداف المناطق العسكرية فقط. نشهد حالياً استهداف مناطق سكنية ذات كثافة سكانيّة عالية، وبات الناس يخافون من جيرانهم الغرباء، وبالطبع يجبرون على تأجير الإيراني وليس بيدهم حيلة".

وتضيف زكزك لموقع تلفزيون سوريا: "يسأل الناس من سيعوض الناس عن الأضرار، آخر شي يتم إنقاذ السوري والسؤال عن حياته وهذا أمر واقع اليوم في دمشق، ولا يوجد أي مخطط للنجاة، والجميع يحلم في السفر، ويقتصدون بالطعام والدواء والمواصلات حتى يستطيعوا العيش".

وتؤكّد زكزك على أن "اللبنانيين مرحب بهم، أمّا أولئك الذين شاركوا بهدر الدم السوري، فلا أحد يود استقبالهم، وبالطبع يجبرون على السكوت، وحرب لبنان أعادت إحياء صدمات الدمار في سوريا التي لم ننسها بعد، إضافة إلى التمييز بين استقبال السوري واستقبال اللبناني في سوريا، وأغلب الناس في دمشق نفسيتهم بالأرض، وليس لديهم أي أمل". 

وتشير مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا، إلى أن الإيرانيين يتّبعون خلال وجودهم في سوريا سياسة تغيير الأماكن بين الحين والآخر، وعدم البقاء في مكان واحد مدة طويلة، وخاصة في الآونة الأخيرة بعد الغارات الإسرائيلية التي طالت مقارهم في مختلف المحافظات، وخصوصاً في العاصمة دمشق.

وخلال الأيام الماضية، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 420 ألف شخص، بينهم أكثر من 310 آلاف سوري ونحو 110 آلاف لبناني، فروا من لبنان إلى سوريا نتيجة للهجمات الجوية والبرية التي تنفذها إسرائيل.