يستعد الملايين حول العالم لمشاهدة ظاهرة فلكية "نادرة" من المتوقّع أن تحدث، الأسبوع المقبل، حيث سيمر كويكب "ليونا" أمام النجم الساطع "منكب الجوزاء"، مما سينتج كسوفاً فريداً من نوعه.
ويقع نجم "منكب الجوزاء" أو (يد الجوزاء) في كوكبة الجبار، وهو أقرب نجم أحمر عملاق إلى الأرض وألمع نجومها في سماء الليل، ومن المفترض أن يمرّ أمامه كويكب "ليونا"، وهو صخرة فضائية مستطيلة تدور ببطء في حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري.
أين ومتى ستحدث؟
في وقت متأخر بين يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين، من المتوقّع أن يؤدّي مرور كويكب للحظات أمام النجم إلى حدوث كسوف فريد من نوعه، ويشهده ملايين الناس من طاجيكستان وأرمينيا في آسيا الوسطى، وفي تركيا واليونان وإيطاليا وإسبانيا، وصولاً إلى ميامي وأرخبيل جزر فلوريدا كيز، وحتى بعض مناطق من المكسيك.
ومن المحتمل أن يستمر الكسوف المذكور آنفاً لأكثر من 15 ثانية، كما أنه من غير الواضح ما إذا كان الكويكب سيحجب النجم بأكمله، ممّا يؤدي إلى حدوث كسوف كلي، أو أنه قد يتمخض عن "حلقة نارية" مع حدود مشتعلة صغيرة حول النجم.
وفي حال كان الكسوف كلياً، فإن علماء الفلك لا يمكنهم الجزم بعدد الثواني التي سيستغرقها النجم حتى يختفي تماماً، والتي ربما تصل إلى عشر ثوان.
من جانبه، قال مؤسس مشروع التلسكوب الافتراضي، والذي سيوفر بثاً مباشراً عبر الإنترنت من إيطاليا، عالم الفلك "جيانلوكا ماسا"، إن الحدث مثير للاهتمام بشكل كبير كون الجميع ما زال غير متأكد مما سيحصل، مضيفاً: "ما زلنا غير متأكدين ممّا سنراه".
نجم "منكب الجوزاء"
الجدير بالذكر أن نجم "منكب الجوزاء"، الذي لا يتجاوز عمره عشرة ملايين عام، هو أكثر إشراقاً من الشمس بآلاف المرات وأكبر منها بنحو سبعمائة ضعف ويمكن رؤيته بالعين المجردة، غير أن عمره لا يقارن بالشمس التي تجاوز عمرها 4,6 مليارات سنة.
ويبعد "منكب الجوزاء" عن الأرض بنحو 700 سنة ضوئية، ويرجع العلماء قصر عمره إلى كتلته والسرعة التي تحترق بها مادته، كما يرجّحون أن يتحوّل إلى مستعر (انفجار مفاجئ في الفضاء ينجم عنه سطوع ضوء شديد يتكوّن على إثره نجم جديد) أعظم في انفجار عنيف خلال مئة ألف عام.