حقق الشاب السوري يمان طيار إنجازاً لافتاً في المجال العلمي، إذ فاز بلقب "أفضل مبتكر عربي" خلال الموسم السادس عشر من البرنامج العلمي "نجوم العلوم"، الذي تنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
وتمكن طيار من كسب إعجاب وتصويت كل من أعضاء لجنة التحكيم وجمهور البرنامج الذي يُعنى بتشجيع الابتكارات العلمية، ما أهّله لنيل الجائزة الكبرى بكل استحقاق.
جاء ابتكار طيار تحت اسم Geno (جينو)، وهو يقدم حلاً مبتكراً في مجال الطب الجيني عبر خلاط موائع دقيقة يعمل على تصنيع الجسيمات الدهنية النانوية، التي تعتبر حيوية لتخليق وتوصيل العلاجات الجينية. الجهاز، الذي يتمتع بكلفة منخفضة نسبياً، يفتح آفاقاً جديدة لعلاج الأمراض الجينية بطريقة أكثر فعالية وسهولة.
في تعليقه على الفوز، أعرب يمان طيار عن سعادته بتحقيق هذا اللقب، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز لا يمثل فقط تقديراً لجهوده، بل يعد بداية لمسيرة حافلة بالابتكارات. وأضاف أن برنامج "نجوم العلوم" قدم له دعماً كبيراً مكنه من تحقيق ابتكاره في فترة زمنية قصيرة تقدر بثلاثة أشهر فقط، بينما كان من المتوقع أن يستغرق الأمر عاماً كاملاً.
ولم يسلّط البرنامج الضوء على يمان طيار فقط، بل كرم أيضاً مبتكرين آخرين؛ حيث حصد التونسي هيثم يحياوي المركز الثاني بابتكاره تطبيق نيوروفوكس، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن مرض الزهايمر عبر تحليل السمات اللغوية والصوتية. بينما جاءت الأكاديمية المصرية ندى الخراشي في المركز الثالث بابتكارها "بيوفولت" الذي يستخرج الطاقة من رطوبة الهواء.
وقال رئيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، جاك لاو، معلقاً على نتائج البرنامج: "إن المبتكرين الثلاثة الذين وصلوا إلى النهائيات قدموا ابتكارات رائدة تبرز الموهبة والرؤية المتقدة للشباب في المنطقة". وأكد أن هذه الابتكارات "تدل على الإمكانات اللامحدودة للعلوم والتكنولوجيا في العالم العربي".
ويحثّ البرنامج، الذي أغلق موسمه السادس عشر، الراغبين في المشاركة بالموسم القادم على تقديم طلباتهم قبل نهاية كلنون الأول القادم، مواصلاً رحلته في دعم وتشجيع العقول العلمية الشابة في العالم العربي.
نبذة عن يمان طيار
ينحدر يمان من خلفية متعددة الثقافات، حيث عاش في سوريا، فرنسا، الأردن، وأستراليا والآن في قطر، وصنع لنفسه مكانة مميزة في مجال البحوث الطبية وتكنولوجيا الجينات وطب النانو.
حصل يمان على شهادة الصيدلة من جامعة الإسراء بالأردن، ليدفعه طموحه إلى تحقيق مزيد من التقدم والحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة جريفيث في أستراليا، التي أسهم فيها بمشاركته في تأسيس المختبر الحيوي للطب النانوي في أستراليا (The Nanomedicine Biofoundry)، حيث أسهم بتطوير علاج مضاد لفيروسات كوفيد، بوساطة علاجات الحمض النووي الريبوزي (RNA)، ليتمكن لاحقًا من الحصول على الموافقة على إجراء التجارب السريرية.
واستكمالًا لمسيرته العلمية أسس يمان مركز Prorenata Biotech لبحث وتطوير العلاجات القائمة على الجينات، وتحسين توصيل الأدوية باستخدام الجسيمات النانوية، وحصل مركزه على تمويل ضخم، كما وقع شراكات استراتيجية لمشاريعه الرائدة.