دان القضاء الأميركي عميلة فيدرالية خاصة في وكالة التحقيقات الجنائية البحرية بتهمة "عرقلة العدالة والإدلاء ببيانات كاذبة وقبول الأموال والهدايا مقابل أعمال رسمية".
وكانت العملية الفيدرالية ليتريس مليكا ديبروهل دانيلز، 48 عاماً، وكيلة خاصة لوكالة التحقيقات الجنائية البحرية تعمل في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، حيث التقت هناك برجل الأعمال السوري نادال ضياء (كما ورد اسمه في بيان وزارة العدل)، الذي كان يبحث عن مساعدة للحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة، رغم أنه كان هدفاً للعديد من التحقيقات الفيدرالية، وفق وزارة العدل الأميركية.
وبعد محاكمة استمرت لستة أيام، استمعت فيها هيئة المحلفين إلى 16 شاهداً حكومياً، من بينهم العديد من العملاء ورجل الأعمال السوري نفسه، كشفت الشهادات أنه في العام 2017، استخدمت ديبروهل دانيلز منصبها للحصول على مزايا من ضياء مقابل تزويده بمعلومات حول حالة تأشيرته، تضمنت حفلة عيد ميلاد باهظة الثمن في منزله، بالإضافة إلى نحو 1400 دولار نقداً، ووعد بوظيفة لابنها في شركة يملكها رجل الأعمال السوري.
علاقة عاطفية
وأوضح بيان صادر عن وزارة العدل الأميركية أن العلاقة بين العميلة الأميركية ورجل الأعمال السوري تحولت إلى علاقة عاطفية في النهاية، وخلال تلك العلاقة، كشفت العميلة الفيدرالية معلومات سرية لضياء، منها أنه كان هدفاً لتحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي كإرهابي محتمل، كما أخبرته أنه إذا جاء إلى الولايات المتحدة الأميركية فمن المحتمل أنه سيتم القبض عليه.
ونهاية العام 2017، استجوب عملاء اتحاديون ديبروهل دانيلز حول علاقتها مع رجل الأعمال السوري، حيث أخفت علاقتها الحميمة معه، والهدايا التي قدمها لها، والوظيفة التي قدمها لابنها، كما أخفت أنها كشفت له معلومات سرية.
كما زارت العميلة الفيدرالية ضياء بعد جلسة الاستجواب، ودربته على ما سيقوله في جلسة الاستجواب الخاصة به.
وفي أيار من العام 2018، غادرت ديبروهل دانيلز دبي إلى هاواي في وظيفة حساسة لشغل منصب جديد، إلا أنها سرعان ما علمت أنها لن تحصل على المنصب الجديد، عندها فقط اعترفت لرؤسائها والمحققين بشأن علاقتها غير المشروعة والأموال والحفل والهدايا التي تلقتها من رجل الأعمال السوري، بالإضافة إلى اعترافها بكشف المعلومات السرية له.
وفي شهاداتها التي أدلت بها دفاعاً عن نفسها في المحاكمة، زعمت ديبروهل دانيلز، من بين أمور أخرى، أن المعلومات السرية التي كشفتها لضياء كانت معلومات عامة، وحاولت إقناع هيئة المحلفين بأنه ليس من واجبها الكشف عن أي من تفاصيل علاقتها الشخصية معه.
إلا أن هيئة المحلفين لم تصدق ادعاءاتها ووجدتها مذنبة، وحكم عليها بالسجن 20 عاماً لكل من التهم الأربع المتعلقة بعرقلة العدالة، و5 سنوات لكل من الإدانات الست الواردة في بياناتها الكاذبة، و8 سنوات أخرى بسبب البيان الكاذب ودعم الإرهاب، بالإضافة إلى عامين للإدانة بالرشوة.
كفالة مليون دولار
التقت العميلة الفيدرالية ديبروهل دانيلز برجل الأعمال السوري نادال ضياء في مدينة دبي حزيران من العام 2016، حيث كانت تعمل كمسؤول اتصال في التحقيقات الجنائية ومكافحة التجسس والإرهاب في القنصلية الأميركية.
حينذاك كان ضياء يحاول الحصول على تأشيرة سياحية للولايات المتحدة، وأبلغ ديبروهل دانيلز أنه لا يعرف سبب رفض وزارة الخارجية الأميركية تجديد تأشيرته لدخول الولايات المتحدة، في حين استخدمت العميلة الفيدرالية تصريحها الأمني لسؤال المسؤولين عما يعيق تأشيرته.
وعلمت ديبروهل دانيلز أن المحققين الفيدراليين يعتقدون أن ضياء قد يكون على صلة بشحنة غير قانونية من معدات النفط من الولايات المتحدة قام بتصديرها إلى إيران، في تجاوز للعقوبات الأميركية المفروضة عليها.
كما أظهرت الوثائق أن المحققين أجروا مزيدا من التحقيقات، في شباط من العام 2017، حول تأشيرة حصل عليها ضياء إلى الولايات المتحدة، بعد أن استخدم وثائق هوية مزورة، ادّعى أنه حصل عليها من غواتيمالا والأرجنتين.
ونادال ضياء، 49 عاماً، الذي قالت وثائق المحكمة إنه المدير التنفيذي لشركة "الخليج العربي" التي تقدم الدعم لشركات النفط، تم اعتقاله، في مدينة تورنتو الكندية في أيلول من العام 2018 عندما كان قادماً من دبي، وتم تسليمه للولايات المتحدة حيث اتهم باستخدام جوازات سفر أجنبية مزورة، إلا أنه تم الإفراج عنه بكفالة قدرها مليون دولار، وينتظر حالياً النطق بالحكم عليه.