نشطت ظاهرة بيع الشعر بين الفتيات في دمشق بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، في ظل تزايد المعاناة الاقتصادية وسوء الواقع المعيشي وفقدان معظم المواطنين، لا سيما النساء لمصادر الدخل.
ووفقاً لما نقل موقع "غلوبال" المقرب من النظام، فإنه تواصل مع أحد المراكز الذي يضع إعلاناً على وسائل التواصل الاجتماعي لشراء الشعر، فأجاب أن السعر يتراوح ما بين 800 ألف إلى 3 ملايين ليرة سورية بحسب طول وكثافة الشعر وطبيعته.
وترغب المراكز بشراء الشعر الذي يفوق طوله 60 سم، وعند سؤال المركز عن السعر في حال رغب الشخص في الشراء، أوضح أنه يبيعيه لتاجر محدد ولا يقوم بتركيبه في المركز، فهو مجرد وسيط، حسب وصفه.
تجارب عدة نساء وفتيات
من جهتها، قالت السيدة "روعة" (أرملة وأم لثلاثة أطفال)، إنها أقدمت على بيع شعر ابنتها هبة (16 عاماً) تحت ضغط الحاجة في مركز لشراء الشعر الطبيعي في حي المزة 86 بدمشق، مضيفة أنها ستعتني به حتى تبيعه مستقبلاً فالطول المطلوب في السوق يجب ألا يقل عن 60 سم.
ولفتت السيدة إلى أنها تشعر بالحسرة، كونها لم تكن لتفكر يوماً بهذا الأمر، لكن الغلاء وقلة الدخل دفعاها إليه بعد أن باعت مصاغها وبعض الأجهزة الكهربائية لتطعم أولادها.
أما الطالبة الجامعية "أميرة"، فقد قالت: "رأيت إعلانا على صفحة فيس بوك يطلب شعراً للبيع بشروط محددة، وعندما وجدت أن مواصفات شعري تنطبق على المطلوب تواصلت معهم، وطلبوا مني القدوم إلى الصالون لمعاينة شعري، لتخبرني الكوافيرة بأنهم سيدفعون لي مبلغ 3 ملايين ليرة، ومن دون أي تفكير وافقت على العرض، ولم أشاور والدتي".
وأضافت: "كانت والدتي تسرّح لي شعري وتتباهى به أمام الجميع ولو سألتها عن رأيها قبل قصه لكانت عارضت بشدة، فشعر المرأة هو رمز للجمال والأنوثة، وبالفعل عندما ذهبت إلى المنزل وشاهدت منظري الجديد وعلمت بالسبب انفجرت بالبكاء ولامتني كثيراً، لكن بالمحصلة اقتنعت طالما أن هدفي تأمين احتياجات دراستي".
الفقر وضيق الحال هو الدافع
وأدّى انهيار الأوضاع الاقتصادية وتردي الظروف المعيشية لدى المواطنين السوريين المقيمين في مناطق سيطرة النظام، إلى ظهور حالات لم تكن مألوفة داخل المجتمع السوري، إلا أن فقر حال شريحة واسعة من أبنائه أجبرهم على اتّباع كثير من الأساليب لضمان لقمة العيش.
من بين تلك الحالات تبرز ظاهرة بيع الشعر لدى بعض النساء السوريات، وذلك من خلال عرض شعرهن أو شعر بناتهن للبيع عبر منشور على موقع فيس بوك، مرفقين صوراً تظهر "ضفائرهن" بهدف توضيح شكل الشعر وطوله ولونه للزبائن.
وباتت فكرة قص الشعر وبيعه لصالونات الحلاقة رائجة في الفترة الأخيرة من قبل الفتيات خاصة ممن يواجهن ظروفاً اقتصادية سيئة، مثلهم مثل العديد من الأسر ممن باتوا غير قادرين على سد احتياجاتهم، ولذلك لا يجدن حلاً سوى أن يقصصن شعرهن ويبعنه لصالونات الحلاقة بعد الاتفاق معهن.