icon
التغطية الحية

الرياضة لمن يدفع أكثر.. فراس معلا يقود موجة ارتفاع الأسعار في نوادي دمشق

2024.08.17 | 06:41 دمشق

تستمر النوادي الرياضية الخاصة بلعبة كمال الأجسام والقوة البدنية في دمشق في رفع أسعار اشتراكاتها بشكل تدريجي، دون أي سقف واضح أو حد معين، ودون أي رقابة من أي جهة كانت، خاصةً أن رئيس الاتحاد الرياضي في سوريا يمتلك سلسلة من النوادي التي تُعتبر أسعار الاشتراكات فيها من أغلى الاشتراكات.
تواصل النوادي الرياضية الخاصة بلعبة كمال الأجسام والقوة البدنية في دمشق رفع أسعار اشتراكاتها
دمشق ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

تواصل النوادي الرياضية الخاصة بلعبة كمال الأجسام والقوة البدنية في دمشق رفع أسعار اشتراكاتها بشكل تدريجي، دون أي سقف واضح أو حد معين، ودون أي رقابة من أي جهة كانت، خاصةً أن رئيس الاتحاد الرياضي في سوريا يمتلك سلسلة من النوادي التي تُعتبر أسعار الاشتراكات فيها من أغلى الاشتراكات.

ليس هذا فحسب، بل يؤكد مدربون ولاعبون بكمال الأجسام لموقع تلفزيون سوريا أن نادي "برو جيم معلا" التابع لرئيس الاتحاد الرياضي العام في سوريا، فراس معلا، يعتبر صاحب الضوء الأخضر في رفع أسعار الاشتراكات في دمشق. فعندما يرفع رئيس الاتحاد الرياضي الاشتراكات في نواديه، تقوم باقي النوادي برفع اشتراكاتها وكأنها إشارة منه بالسماح بذلك للجميع، وأنه لا مساءلة في ذلك.

رفع غير مبرر للأسعار

مؤخراً، رفع معلا أسعار الاشتراكات لديه بنحو 50 ألف ليرة دون أي مبرر يُذكر، فلم تزد الضرائب عليه ولا تكاليف التشغيل من كهرباء وغيرها، ليصل الاشتراك إلى 350 ألف ليرة - 400 ألف ليرة بعد تثبيته لفترة عند 300 ألف ليرة - 350 ألف ليرة (تختلف الاشتراكات في بعض نواديه).

ما إن رفع معلا أسعار الاشتراكات حتى رفعت نوادٍ أخرى في دمشق أسعارها، فوصلت في الأندية الفخمة حول المالكي والمزة إلى ما بين 400 - 500 ألف ليرة بعدما كانت تتراوح بين 350 - 450 ألف ليرة.

لا تقدم نوادي معلا أي خيارات للمشتركين من ناحية التسجيل لثلاثة أيام في الأسبوع؛ فالاشتراك واحد، بينما تصل تكلفة الدخول لجلسة واحدة فقط إلى 100 ألف ليرة.

وبحسب موظفين لديه، فإن سبب ذلك هو منع الأشخاص من الدخول بنظام الجلسات التي تناسب أوقات فراغهم، كأن ينزل اللاعب إلى النادي 6 أو 7 أيام في الشهر ويدفع مبلغاً عن كل يوم يدخله ليكون السعر أقل من الاشتراك الشهري.

بدأت معظم نوادي دمشق تطبيق ذات النموذج اقتداءً بنوادي رئيس الاتحاد الرياضي العام، فرفعت أسعار الجلسات الفردية وحتى أسعار الاشتراكات المتقطعة لأيام محددة (3 أيام في الأسبوع) لمنع المشتركين منها ودفعهم نحو الاشتراك الشهري، سواء استطاعوا اللعب طيلة الشهر أم لم يستطيعوا.

ينتقد لاعبون في دمشق موجة رفع أسعار الاشتراكات التي جعلت لعبة كمال الأجسام والقوة البدنية محصورة بشريحة معينة من "أسياد المال" الذين ينظرون إلى الرياضة على أنها موضة وليست رياضة. يؤكد لاعبون أن نوادي معلا المختلطة باتت أشبه بتجمع لأشخاص، سواء ذكوراً أم إناثاً، يرغبون في استعراض ملابسهم وسياراتهم وأعمالهم وأشكالهم.

أندية لذوي النفوذ

بينما يصفون المدربين هناك بأنهم منشغلون بمطاردة النساء أو يحاولون اصطياد أصحاب المال والبذخ والمسؤولين ليعتاشوا عليهم بمرتبات شهرية أو للحصول على دعم وتوصية. حيث يرغب أصحاب البذخ والمال والمسؤولين هناك بالظهور بمظهر المترفين، ويحيط بهم المدربون في النوادي المختلطة، حتى وصف أحد المشتركين تلك الفئة من النوادي التي تشبه نوادي معلا، وهي كثيرة، بأنها باتت أشبه "بالنوادي الليلية"، والسيد فيها هو من يرمي نقوداً أكثر.

ويشير لاعبون هناك إلى أن بعض المشتركين من ذوي النفوذ والمال يدفعون للمدربين أسعار المكملات الغذائية والاشتراك الشهري بالتدريب الخاص بالدولار وبشكل علني (تتراوح أجرة التدريب الشهري بين مدربي نوادي معلا بين 100 - 300 دولار تبعاً لاسم المدرب).

تمنع تلك النوادي بشكل غير مباشر أن يقوم المدربون بتدريب اللاعبين أو حتى وضع برامج لهم مجاناً، فكل شيء مأجور حتى لو كان اللاعب قد دخل اللعبة لأول يوم في حياته، قد لا يُفرز له النادي أي مدرب وقد يلعب دون أي توجيه ويتعرض للإصابات في حال لم يدفع للمدربين أجرة تدريب خاصة أو ثمن البرنامج.

رغم ذلك، لا تزال هناك نوادٍ رياضية شعبية منتشرة ضمن الأحياء الدمشقية، لكنها غالباً ما تكون صغيرة أو غير مرخصة، أو لا تحوي آلات مستوردة كتلك التي يستوردها معلا من أوروبا وأميركا، واللعب فيها محصور بآلات محلية الصنع.

يتراوح الاشتراك في النوادي الشعبية حتى اليوم بين 50 - 150 ألف ليرة، وهي تجذب شريحة واسعة من الشباب نتيجة ارتفاع أسعار النوادي المعروفة وذات الصيت العريض، مثل نادي بطل العالم كمال بوظان الذي وصل إلى 275 ألف ليرة، وهو يعتبر النادي الأقل سعراً تقريباً بين النوادي الشهيرة لكن اشتراكه لا يناسب الكثير من اللاعبين.