تنتشر بين الرياضيين المقتدرين مادياً، أصناف مختلفة من المكملات الغذائية والمنشطات التي يعمل على الترويج لها إما النادي الرياضي نفسه، أو المدربون الذين باتوا أشبه بمندوبي المبيعات يروجون لتلك المواد على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، وبين اللاعبين.
يعتمد المدربون الرياضيون، وخاصةً في رياضة كمال الأجسام، على وارداتهم من 3 مصادر أساسية، الأول والأهم هو التدريب الخاص (البرايفت)، والثاني هو بيع المكملات والمنشطات، والثالث هو راتبهم الشهري من النادي الذي يدربون فيه، وهو المورد الأضعف.
مصادر دخل المدربين
أكد عدد من المدربين للموقع، أن راتب الكوتش من إدارة النادي لا يتجاوز الـ500 ألف ليرة فقط شهرياً، مقابل أن يسمح للأخير بالمتاجرة بالمكملات والمنشطات على حسابه، بينما تجبر النوادي المدربين على دفع حصة يتفق عليها من مردودهم الذي يحصلون عليه لقاء التدريب الخاص.
هناك إدارات نوادٍ بحسب المدربين الذين تحدثوا لموقع تلفزيون سوريا، تجبر المدرب على دفع أجرة شهرية للنادي وليس العكس، مقابل أن يحصل المدرب على الحق الكامل بجميع عائدات بيع المكملات والتدريب الخاص دون أي محاصصة من الإدارة.
في نوادي اللياقة والرقص الرياضي، غالباً ما تحاصص الإدارات المدربين على اشتراكات اللاعبين، كأن تحصل مدربة الآيروبك على 60- 70% من الاشتراك الشهري لكل متدربة تسجل في درسها، بينما تكتفي نواد أخرى بدفع راتب زهيد فقط للمدربة مقابل أن تحصل إدارة النادي على كل الاشتراكات.
عدم دفع النوادي للمدربين رواتب مجزية تعيلهم، تجبرهم على المتاجرة بالمنشطات ورفع أجرة التدريب الخاص الذي يبدأ من 300 ألف ليرة ويصل إلى 300 دولار شهرياً، حسب سمعة المدرب وسوية النادي.
ضعف الرواتب دفعهم للمتاجرة
يقول رائد (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) وهو مدرب في ناديين بدمشق صباحاً ومساءً، إن رواتب النوادي هزيلة جداً ولا تتعدى النصف مليون ليرة في الشهر حتى لو كان المدرب بطلا ويحمل الكثير من الشهادات، وهذه الرواتب هي التي تدفع المدربين لجعل الأندية "وكراً" للترويج للممنوعات، مضيفاً أن إدارات الأندية الرياضية تعلم بذلك ومنها من تحاصص المدربين ومنها من لا تتدخل بذلك.
يؤكد رائد أن بيع المنشطات والهرمونات والمكملات الغذائية، يحقق أرباحاً ضخمة إذا استطاع المدرب الترويج لها بشكل واسع، مشيراً إلى أنه هناك منافسة في النوادي بين المدربين وقد تحصل بعض المشاحنات بينهم لاصطياد الزبائن بين الحين والآخر، بالإضافة إلى حملات تشويه السمعة لضرب تجارة هذا المدرب أو ذاك، بأنه يبيع أصنافاً مغشوشة وخطرة.
لا يوجد مصدر مضمون لتلك المواد وجميعها مهربة عبر لبنان أو العراق. حاول الموقع التواصل مع أكثر من تاجر مكملات ومنشطات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكل منهم كان يصف بضاعته بالأصلية وغير المغشوشة، علماً أن المدربين والتجار يؤكدون أن أغلب البضائع المنتشرة حالياً في سوريا مقلدة وقد تسبب أضراراً للاعبين، وكشفها عملية صعبة جداً.
أرباح ضخمة
طلبنا أسعاراً لبعض المواد من أحد تجار الجملة عبر الإنترنت، تراوح سعر كيس البروتين 2.5 كيلو بين 60- 70 دولارا، أي حوالي 840 - مليون ليرة، وعلبة الكرياتين 300 غرام بـ300 ألف ليرة، لكن عندما ذكرنا أننا سنقوم بالترويج لهذه المواد في النوادي بدمشق، عرض علينا أسعاراً صادمة، كشفت كم الربح الذي يجنه المدربون عند بيع تلك المواد.
عرض التاجر بيع البروتين بـ40 دولاراً فقط، والكرياتين بـ200 ألف ليرة، وأرسل قائمة من المواد والمنشطات، قمنا بمقارنتها مع أسعارها التي يروج لها المدربون في النوادي، فتبين أن الأرباح تتراوح بين 100 ألف ليرة إلى نصف مليون ليرة في الصنف الواحد.
كورسات الهرمونات
تواصلنا مع أحد مدربي كمال الأجسام بدمشق، وطلبنا منه كورس هرمون لشخص مبتدئ في اللعبة، فكانت التكلفة نحو 100 دولار وفقاً للأسعار التي قدمها لمواد إيرانية المصدر، بينما ارتفع السعر لأكثر من 300 دولار للمواد ذات المنشأ الأوروبي.
وعند سؤال مدرب ثان في نادي آخر عن ذات الكورس، انخفضت التكلفة لذات المواد 50% مع بعض الاختلافات بخصوص الجرعات.
يتم بيع كورسات الهرمونات في الأندية الرياضة ضمن الحمامات، ويقوم المدرب بحقن اللاعب بنفسه. يأخذ المدرب دور الطبيب ويطلب بعض التحاليل ويقرؤها هو ويقوم بوصف ما يريد، ومنهم لا يطلبون أي من التحاليل ويكتفون بسؤال: هل تعاني من أمراض مزمنة؟
لا يوجد صناعة محلية للمكملات الغذائية المطلوبة للعبة كمال الأجسام وغيرها من ألعاب القوة البدنية، وفي المقابل، تمنع حكومة النظام السوري استيراد هذه المكملات ما يجعلها تنتشر تهريباً ضمن الأندية ودون أي إشراف على مصدرها وأمانها.
وأكد مصدر في الاتحاد الرياضي لموقع تلفزيون سوريا أن "الحكومة تدرس حالية للسماح باستيراد تلك المكملات بإشراف وزارة الصحة نتيجة الخطورة التي تحملها المكملات المهربة".