أكد عدد من شهود العيان لموقع تلفزيون سوريا أن عناصر حاجز دير بلوط - أطمة شمالي إدلب أطلقوا الرصاص على فاطمة عبد الرحمن الحميد (28 عاماً) بشكل مباشر ظهر اليوم الخميس، بعد أن سبت الذات الإلهية.
وهذا يدحض الرواية المتداولة منذ وقوع الحادثة بأن فاطمة أُصيبت برصاص عشوائي أطلقه عناصر الحاجز على مجموعة من المدنيين أثناء تهريبهم بضعة ليترات من مادة المازوت، مستفيدين من فرق السعر بين المنطقتين.
وقال أكثر من 10 شهود عيان لموقع تلفزيون سوريا إن عنصراً من الحاجز أطلق النار مباشرة على رأس النازحة فاطمة الحميد بعد أن سبّت الذات الإلهية في ملاسنة وقعت بينهم بعد أن ألقى عناصر الحاجز القبض عليها وهي تنقل غالوناً من المحروقات بين مناطق سيطرة الجيش الوطني ومناطق سيطرة الهيئة.
وأكد عدد من شهود العيان أن فاطمة فارقت الحياة، دون إعلان رسمي من الجهات الطبية أو فرق الإسعاف حتى الآن.
وعقب الحادثة هاجم النازحون حاجز هيئة تحرير الشام، ووصلت تعزيزات من الأمن العام إلى المنطقة، وشنت حملة اعتقالات طالت ما لا يقل عن 20 شخصاً.
وأكد شهود عيان أن القوة التي داهمت مخيم سفوهن في تجمع مخيمات أطمة اعتدت بالضرب على عدد من النازحين بينهم رجل مسن.
واستعادت هيئة تحرير الشام سيطرتها على الساتر الفاصل بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة الجيش الوطني.
واتجهت قوة من هيئة تحرير الشام إلى خيمة أهل فاطمة وسجلوا لقاء مصوراً مع والدها، لم يتمكن موقع تلفزيون سوريا من معرفة فحواه.
كيف بدأت الحادثة؟
أوقف عناصر هيئة تحرير الشام، صباح اليوم، عدداً من الأطفال والمدنيين الذين يعملون بنقل المحروقات ضمن غالونات، من مناطق سيطرة الجيش الوطني إلى مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، لبيعها بسعر أعلى بليرتين للتر الواحد، ما يحقق مربحاً قدره 15 - 20 ليرة تركية في الغالون الواحد.
وتناقل ناشطون رواية بأن عناصر الهيئة أطلقوا النار بشكل عشوائي على هؤلاء المدنيين وأصيبت فاطمة في رأسها، إلا أن رواية شهود العيان تدحض هذه الرواية.
ودفعت الحادثة بعشرات الشبان، من قاطني المخيم، إلى مهاجمة نقاط "الهيئة" في المعبر وتلك المحيطة به، إذ أحرقوا الحاجز الذي كان مسؤولاً عن إطلاق النار، كما أحرقوا الدراجات النارية في المكان.
وتخللت المواجهات، بحسب المصدر، إطلاق نار من قبل عناصر "الهيئة" على المدنيين المهاجمين، ما أسفر عن إصابة مراهق بقدمه، نقل على إثرها إلى المشفى.
وأظهر مقطع مصور تداوله ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي كثافة إطلاق النيران من قبل عناصر "الهيئة" على الشبان.
وتنتشر في المنطقة قوتان لهيئة تحرير الشام، الأولى قوة أمن الحدود والثانية القوة الاقتصادية والتي تتبع لمقر المعصرة 106 وهي قوة الدعم الأمني لشركة وتد للمحروقات.
وأكد شهود العيان أنه عندما قتلت فاطمة وهجم المدنيون بالحجارة على الحاجز، أمر قائد قوة أمن الحدود التابعة للأمن العام عناصره بالانسحاب وشدد عليهم بعدم إطلاق النار مهما حدث ولا حتى في الهواء. لكن مسؤول القوة الاقتصادية التابعة لوتد واسمه أبو معاذ أصر على عدم الانسحاب من المنطقة وأمر عناصره بإطلاق النار.
تهريب "لسد الرمق"
وأشار المصدر إلى أن اتجاه النازحين نحو تهريب المازوت من عفرين إلى إدلب، بكميات قليلة جداً، وعبر أوعية بلاستيكية، يأتي بهدف سد رمق الجوع لا أكثر.
وأضاف أنه عادة ما يعمل عناصر "الهيئة" على تخويف النساء والأطفال عند مرورهم بالقرب من حواجزهم، في حين يتعرض الشبان، في حال إلقاء القبض عليهم، إلى الضرب.
ويعتمد النازحون على فرق السعر بين المنطقتين، إذ إن الفرق بين سعر شراء ليتر المازوت من دير بلوط وبيعه في أطمة قرابة ليرة ونصف، وفي أحسن الأحوال ليرتين تركيتين.