قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الأربعاء، إنها ستتابع ملف "اغتيال" الصحفية شيرين أبو عاقلة، مع المحكمة الجنائية الدولية، في ظل قلق إسرائيلي من التداعيات السياسية لمقتل أبو عاقلة التي تحمل الجنسية الأميركية لا سيما مع احتمال زيارة بايدن للقدس الشرقية الشهر المقبل
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مستشار وزير الخارجية الفلسطيني، أحمد الديك، اليوم الأربعاء، قوله "سنتابع الجريمة مع المحكمة الجنائية الدولية، وعلى مستوى المحاكم الوطنية في الدول".
وطالب المسؤول الفلسطيني الجهات الصحفية والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بتوثيق الحادث "تمهيدا لرفعها للجنائية الدولية".
وقال الديك إن أبو عاقلة ليست فقط "ضحية همجية" للاحتلال وعقليته العنصرية، وإنما أيضا ضحية لتخاذل المجتمع الدولي وازدواجية المعايير الدولية".
وأضاف "أبو عاقلة ضحية لصمت المحكمة الجنائية الدولية التي قررت وجود شبهات بارتكاب إسرائيل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في فلسطين المحتلة، لكنها حتى الآن لم تقم بأي خطوة عملية للبدء في تحقيقاتها بهذه الجرائم".
ووصف المسؤول الفلسطيني مقتل أبو عاقلة بأنها "جريمة اغتيال" و "إعدام ميداني"، متوعداً بمحاسبة إسرائيل في المحافل الدولية.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت مقتل الصحفية الفلسطينية ومراسلة قناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، صباح اليوم الأربعاء، برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، في أثناء تغطيتها اقتحام مخيم جنين شمالي الضفة.
كما أُصيب زميلها الصحفي علي السمودي برصاصة في "الظهر"، ووُصف وضعه بالمستقر.
ونعت شبكة الجزيرة الإعلامية القطرية، وفاة مراسلتها شيرين أبو عاقلة، وذكرت في بيان لها "في جريمة قتل مفجعة تخرق القوانين والأعراف الدولية أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبدم بارد على اغتيال مراسلتنا شيرين أبو عاقلة".
وحمل بيان "الجزيرة" سلطات الاحتلال مقتل مراسلتها وسلامة زميلها، على السمودي، الذي يعمل منتجاً في القناة القطرية.
وأشار البيان إلى أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص على شيرين رغم أنها كانت ترتدي سترة الصحافة التي تميزهم عن غيرهم في أثناء التغطيات.
في المقابل، يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن الفلسطينيين هم من قتلوا شيرين أبو عاقلة، مدعياً أنهم "كانوا يظنونها جنديا إسرائيليا".
وفي وقت سابق اليوم، دعا بينيت ووزير خارجيته يائير لابيد، السلطة الفلسطينية لإجراء تحقيق مشترك وتشريح للجثة، مشيراً إلى أن الجانب الفلسطيني رفض ذلك، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
في حين نفت السلطة الفلسطينية، تلقيها طلبا من إسرائيل، بالتحقيق في مقتل أبو عاقلة.
وقال رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، الوزير حسين الشيخ، في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر"، "ننفي ما أعلنه رئيس حكومة الاحتلال (نفتالي بينيت) عن توجههم للسلطة الفلسطينية بإجراء تحقيق في اغتيالها (أبو عاقلة)".
وأضاف، "نؤكد أن السلطة الفلسطينية ستحوّل هذا الملف إلى محكمة الجنايات الدولية".
بحسب "يديعوت أحرونوت"، تخشى إسرائيل من عواقب وتداعيات سياسية عميقة من جراء مقتل أبو عاقلة التي تحمل الجنسية الأميركية.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يخطط لزيارة القدس الشرقية الشهر المقبل، بحسب التقارير الإسرائيلية، الأمر الذي ترفضه تل أبيب.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، الإثنين الماضي، إن بايدن يخطط لزيارة القدس الشرقية خلال زيارته المتوقعة إلى إسرائيل نهاية الشهر المقبل، الأمر الذي سينعكس سلبياً على العلاقات الأميركية الإسرائيلية.
صوت فلسطين
الصحفية شيرين نصري أبو عاقلة، من مواليد القدس عام 1971، حائزة على شهادتي بكالوريوس في الهندسة المعمارية والإعلام، من أبرز الصحفيات الفلسطينيات في الداخل الفلسطيني.
تعمل منذ 25 عاماً مراسلة لقناة الجزيرة القطرية في القدس.
ويُعرف عنها أنها صحفية ميدانية شجاعة وتتمتع بمصداقية عالية، وهي بالنسبة لكثير من العرب تمثل وجه فلسطين المحتلة.
تحمل أبو عاقلة الجنسية الأميركية، ودرست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس في جامعة اليرموك بالأردن.
عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة مونت كارلو ولاحقاً انتقلت إلى العمل في عام 1997 مع قناة الجزيرة الفضائية حتى وفاتها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في أيار 2022.