أكّد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، سامويل وربيرغ، أن تواصل الإدارة الأميركية مع النظام السوري جاء من أجل إعادة الصحفي أوستن تايس المختطف لديه، لا من أجل التطبيع معه.
وقال، في تصريح لتلفزيون سوريا، إن الإدارة الأميركية منخرطة على نطاق واسع مع من سمّاهم "المسؤولين السوريين" لإعادة أوستن تايس إلى الولايات المتحدة.
وأضاف: "ليس لدى الإدارة الأميركية أولوية أهم من إعادة السيد تايس، ويتطلب ذلك أحياناً محادثات مباشرة مع أنظمة لا نتواصل معها عادة".
وأضاف: "التواصل لا يعني أبداً بأنه تطبيع مع نظام الأسد أو إشارة إلى إعادة العلاقات معه"، مضيفاً: "نعتقد أن بشار الأسد لديه القدرة على إطلاق سراح تايس".
وبيّن وربيرغ أن "التحدث مع أي شخص قد يكون ضرورياً لتحقيق هذا الهدف ولكنه لا يعني وجود تغير في سياسة الولايات المتحدة".
وكانت شبكة "سي إن إن" الأميركية قد كشفت، في وقت سابق اليوم، عن اتصال مباشر أجرته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظام الأسد "في محاولة لتأمين الإفراج عن تايس".
لا تقدم في ملف اختطاف أوستن تايس
وذكرت الشبكة، نقلاً عن مصدر قالت إنه "رفيع المستوى" في الإدارة الأميركية، أنه "كان هناك عدد من التفاعلات المباشرة - لم يحدث أي منها في دمشق - لكنها لم تسفر حتى الآن عن أي تقدم".
وذكر المصدر أنه "رغم عرض الولايات المتحدة عقد اجتماعات رفيعة المستوى مع نظام بشار الأسد لمناقشة قضية تايس، رفض المسؤولون السوريون رفضاً قاطعاً، سواء في المحادثات المباشرة أو غير المباشرة، من دون تقديم أي تفسير للرفض أو أي مطالب أو شروط مسبقة لإجراء مثل هذه المناقشات".
وبيّن أن النظام السوري لم يوافق على اجتماعات رفيعة المستوى لمناقشة قضية تايس، ولم يعترف باحتجازه، مؤكداً أن الإدارة الأميركية "ستواصل السعي بكل السبل لضمان الإفراج عن تايس".
بلينكن يدعو نظام الأسد للاعتراف باحتجازه أوستن تايس
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد دعا نظام الأسد، الأربعاء الماضي، للاعتراف باحتجازه الصحفي تايس، مشيراً إلى المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن روجر كارستنز مستمر في التواصل مع النظام السوري، وبالتنسيق مع البيت الأبيض، لإعادة تايس.
American journalist Austin Tice has spent a decade in captivity in Syria. I am committed to bringing home all U.S. hostages and wrongful detainees abroad and will continue to pursue the release of Austin and other U.S. hostages in Syria.
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) August 10, 2022
وتزامن تصريح بلينكن مع بيان صادر عن البيت الأبيض طالب فيه الرئيس الأميركي جو بايدن نظام الأسد بالإفراج عن تايس، وذلك في ذكرى مرور عقد على اختطافه.
وقال بايدن حينئذٍ: "خدم أوستن في سلاح مشاة البحرية الأميركية، إنه ابن وأخ وهو صحفي استقصائي سافر إلى سوريا ليظهر للعالم الكلفة الحقيقة للحرب. نحن نعلم على وجه اليقين أنه محتجز من قبل الحكومة السورية".
وأضاف: "لقد طلبنا مراراً وتكراراً العمل معنا حتى نتمكن من إعادة أوستن إلى الوطن"، داعياً النظام إلى الإفراج عنه وإعادته إلى الوطن.
من هو أوستن تايس؟
وكان تايس يعمل مصوراً صحفياً لحساب وكالة "فرانس برس" و"ماكالاتشي نيوز" و"واشنطن بوست" و"سي بي إس"، وغيرها من المؤسسات الإعلامية، عندما جرى اعتقاله عند حاجز لقوات النظام قرب دمشق في آب من عام 2012.
وفي أيلول من العام نفسه، ظهر تايس في تسجيل فيديو وهو معصوب العينين محتجزا لدى جماعة مسلحة غير معروفة، ومنذ ذلك الحين لم ترد أي معلومات رسمية عما إذا كان حياً أو ميتاً.
وفي العام 2018 أعلنت السلطات الأميركية عن مكافأة قدرها مليونا دولار لمن يقدم أي معلومات يمكن أن تقود إلى تحرير تايس.