قامت السلطات الإيرانية بتركيب كاميرات مراقبة في الشوارع والأماكن العامة لرصد ومعاقبة النساء غير المحجبات، في محاولة أخرى لكبح جماح أعداد متزايدة من النساء اللاتي يتحدين قواعد اللباس الإلزامي في الجمهورية الإسلامية، بعد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد منتصف أيلول الماضي.
ووفق بيان للشرطة الإيرانية، نقلته وكالة أنباء "ميزان" التابعة للسلطة القضائية فإن النساء اللاتي يتم التعرف إليهن، سيتلقين رسائل تحذيرية بشأن العواقب بهدف "منع مقاومة قانون الحجاب"، مضيفاً أن "هذه المقاومة تلوث الصورة الروحية للبلاد وتنشر انعدام الأمن".
ودعا البيان أصحاب الشركات إلى "المراقبة الجادة لمراعاة الأعراف المجتمعية من خلال عمليات التفتيش الدؤوبة التي يقومون بها"، واصفاً الحجاب بأنه "أحد الأسس الحضارية للأمة الإيرانية، وأحد المبادئ العملية للجمهورية الإسلامية".
وحث بيان الشرطة الإيرانية المواطنين على "مواجهة النساء غير المحجبات"، مؤكداً أنه "لن يكون هناك تراجع في هذا الشأن".
قانون الحجاب في إيران
وبموجب القانون الإيراني، الذي فُرض بعد الثورة الإسلامية في العام 1979، تُلزم النساء بتغطية شعورهن، وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة لإخفاء شخصياتهن، وتواجه المخالفات توبيخاً عاماً أو غرامات أو اعتقالا.
ومنذ وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، واندلاع الاحتجاجات في إيران، منتصف أيلول الماضي، تخلى عدد متزايد من النساء الإيرانيات عن الحجاب، فيما قامت السلطات وقوات الأمن بحملة قمع عنيفة للاحتجاجات.
وعلى الرغم من ذلك، ومع المخاطرة بالاعتقال لتحدي قواعد اللباس الإلزامية، لا تزال بعض النساء الإيرانيات يظهرن على نطاق واسع في مراكز التسوق والمطاعم والمتاجر والشوارع في جميع أنحاء البلاد بلا حجاب.
كما انتشرت مقاطع فيديو، على مواقع التواصل الاجتماعي، لنساء غير محجبات يقاومن شرطة الآداب، في حين شجع القمع الحكومي المتشددين على مهاجمة النساء، وأظهرت مقاطع فيديو رجالاً يعتدون على نساء غير محجبات في المتاجر والأماكن العامة.