صدر حكم بالسجن على عصابة غررت بفتاة عمرها 13 عاماً ثم اغتصبتها عبر التهديد بالقتل والاختطاف، وتتراوح أعمار المجرمين في هذه العصابة بين 15-21 وذلك خلال الفترة التي ارتكبوا فيها جريمتهم التي وقعت ما بين آب 2018 ونيسان 2019، وذلك بحسب ما ورد في جلسة استماع عقدت بنيوكاسل.
ذكرت الفتاة أنهم عذبوها وحولوا طفولتها إلى كابوس تعيشه كل يوم، وهذا ما دان الشقيقين عمر ومحمد بدر الدين وصديقهم حذيفة العبود بعدة جرائم اغتصاب، أما الفرد الرابع في العصابة، واسمه حمود الصعيمي، فقد أدين بالاعتداء الجنسي.
التهديد بالقتل والخطف
ذكرت القاضي أماندا ريبون بأن الفتاة كانت في أشد حالات ضعفها عندما التقت في نيوكاسل بهؤلاء الشبان الذين كانوا أكثر دهاء منها بكثير. وإثر ذلك تعرضت الفتاة لانتهاكات متكررة بالقرب من القلعة الواقعة بوسط مدينة نيوكاسل، وخلف مطعم يقدم وجبات البرغر، وذلك بعدما استمالها هؤلاء الشبان من خلال الكحول والسجائر، بحسب ما ورد في جلسة الاستماع التي عقدت في المحكمة.
بدا محمد بدر الدين الذي كان عمره آنذاك 17 عاماً عدوانياً وقاسياً معها، إذ هددها بإيذاء سيلحقه بها شقيقه عمر الذي كان عمره عشرين عاماً وقتئذ، وذلك في حال عدم ممارستها لأمور معينة معه بحسب ما ذكرته المدعية العامة آن ريتشاردسون.
كما اغتصب الشقيقان الفتاة في بيتها. ويذكر أن هذين الشقيقين وصلا إلى المملكة المتحدة كلاجئين بعد الحرب التي عصفت بسوريا، ولهذا هددا الفتاة بالقتل والخطف إلى دولة أخرى كما ذكرت ريتشاردسون.
وفي جلسة الاستماع ورد بأن عمر بدر الدين اغتصب الفتاة سبع مرات على الأقل، كان أولها بعد اغتصاب شقيقه لها.
وأضافت المدعية بأن العبود الذي كان عمره آنذاك 17 عاماً، وهو لاجئ سوري، ألح على الفتاة حتى تمارس معه الجنس وأخذ يقول لها إنها سمحت للشقيقين بدر الدين بفعل ذلك معها عندما تعرضت للاغتصاب من قبلهما بشكل مستمر ومنتظم.
حذيفة العبود
أما الصعيمي الذي كان في الخامسة عشرة من عمره وقتئذ والذي تعود أصوله للكويت، فقد سمعه أحد الشهود الذي تصادف مروره في تلك اللحظة وهو يقول إن دوره قد حان مع الفتاة عقب تعرضها للاغتصاب، فاعتدى جنسياً هو الآخر على تلك الفتاة التي كانت في الثانية عشرة من عمرها بحسب ما ورد في جلسة الاستماع، وهذا ما حدا بالقاضي ريبون للقول بأنه قلد سلوك الشقيقين بدر الدين بما أنه كان يقدر ويحترم كثيراً وبشكل أحمق سلوكهما المتبجح.
حمود الصعيمي
صدمة بعد تجربة مرعبة
في بيان صادر عن المحكمة، أعلنت الفتاة التي كان عمرها وقتئذ 13 عاماً، وأصبحت اليوم في التاسعة عشرة من عمرها بأن طفولتها تحولت إلى شيء لا يمكن أن يوصف إلا بكابوس صارت تعيشه كل يوم، وقالت إنها لم تعد تذهب إلى المدرسة وأدمنت على المخدرات وإيذاء نفسها حتى تتأقلم مع الصدمة التي تعرضت لها، وأضافت بأن أسرتها تدمرت بسبب ما حدث، وبأنها شعرت برعب شديد من الشبان الذين عذبوها وآذوها بطرق عديدة، وذكرت بأن هذه التجربة وأثرها خلفا رعباً شديداً لديها.
وفي خضم الدفاع عن محمد بدر الدين، ذكرت سو هيرست بأنه نشأ في منطقة حرب داخل سوريا، أما المحامي غلينن غاتلاند فقد دافع عن عمر بدر الدين بالقول إن تجاربه في سوريا ما تزال تراوده، فقد قتل شقيقه الأكبر في الحرب، وذكر بأنه يشعر بإحساس عميق بالذل والذنب بعد مثوله في السجن.
وذكر المحامي روبين باتون الذي أتى للدفاع عن العبود بأن موكله يعاني مرضاً نفسياً بعد العلاج الذي خضع له إثر إصابته بسرطان الأطفال الذي عاود الظهور لديه، كما أنه لم يكن زعيم العصابة.
في حين ذكر جو هيدوورث في دفاعه عن الصعيمي بأن أسرته سافرت من الكويت إلى المملكة المتحدة في عام 2016، وأضاف بأنه: "غير ناضج وسهل الانقياد".
"نساء خلقن ليستمتع المرء بهن"
أعلنت القاضي ريبون بأن الشقيقين بدر الدين ترأسا العصابة وبأنهما من حدد وبسرعة الفتاة التي يمكن التلاعب بها وإغواؤها، وأضافت بأنهم عاملوها كدمية تسليهم، واستغلوها لأغراض جنسية، وقالت موجهة حديثها للشقيقين: "حتى عندما توسلت إليكما حتى تعاملاها بلطف، وأخبرتكما وكانت صادقة في ذلك بأنها أصبحت تؤذي نفسها ولم تعد قادرة على التأقلم، كنتما تسخران منها".
هذا وذكرت القاضي بأن المتهمين الآخرين لم يكونا سوى تابعين للشقيقين، وقد تعلما منهما بأن بنات بريطانيا خلقن حتى يستمتع المرء بهن ويلهو معهن، وأضافت بأنها تعرف بأن الفتاة أخبرتهم بأن عمرها 15 عاماً بينما كان عمرها في الحقيقة 13 عاماً، بيد أن الحقيقة هي أن أياً منهم لم يكن يهمه عمرها بتاتاً.
حاولت تلك الفتاة أن تتعلم لغة الشبان وبدأت بقراءة القرآن في محاولة منها لمصادقتهم، ولكنهم قاموا بانتهاكها واغتصابها وإيذائها رداً على ذلك بحسب ما ذكرته القاضي.
ولذلك حكم على ثلاثة من هؤلاء الشبان بالتوقيع على سجل مرتكبي الجرائم الجنسية مدى الحياة، وعلى الصيعمي بالسجن لمدة عشر سنوات، وأتت الأحكام على النحو الآتي:
- عمر بدر الدين، 26 عاماً، حكم عليه بالسجن لمدة 18 عاماً لارتكابه جرم الاغتصاب خمس مرات.
- محمد بدر الدين، 23 عاماً، حكم عليه بالسجن لمدة 13 عاماً لارتكابه جرم الاغتصاب ست مرات والاعتداء عبر الإيلاج لمرة واحدة.
- حذيفة العبود، 23 عاماً، حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف وذلك لارتكابه جرم الاغتصاب مرتين والاعتداء الذي تسبب بإيذاء جسدي فعلي.
- حمود الصعيمي، 21 عاماً، حكم عليه بالحبس لمدة سنتين مع وقف التنفيذ وبالسجن لمدة سنتين مع 180 ساعة عمل غير مأجور وذلك لارتكابه جرم الاعتداء الجنسي ثلاث مرات، وجرم الاعتداء عبر الإيلاج لمرة واحدة.
كما حكم على الشقيقين بدر الدين بالسجن لمدة سنة واحدة بسبب إثارة حالة فوضى عنيفة بعد رميهما لقوارير وتهجمهما على رجال الشرطة عندما اشتبكت مجموعة من حركة "حياة السود مهمة" مع ثلة من حركة "وطنيون على الجبهة الشمالية الشرقية" وذلك بوسط مدينة نيوكاسل بتاريخ 13 من حزيران 2020.
كما صدر حكم يقضي بمنع كل متهم من التواصل مع ضحاياهم أو الإشارة إليهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يذكر أن قصة أسرة بدر الدين السورية اللاجئة انتشرت خلال عامي 2015 و2016 بعدما استقرت في المملكة المتحدة، إذ خلال تلك الفترة حوكم ابنهم عمر بتهمة الاعتداء الجنسي لكن لم تصدر بحقه أي إدانة، وبعد مرور عامين على ذلك، أي خلال الفترة ما بين 2018-2019، ارتكب عمر وشقيقه محمد عدداً من جرائم الاغتصاب، وصدر الحكم بإدانتهما وحبسهما في الأول من آذار عام 2024.
المصدر: BBC News