أفادت شبكات إخبارية محلية، اليوم الأحد، بأن ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني افتتحت معسكراً في مدينة البوكمال شرق دير الزور، تزامناً مع بدئها أعمال التنقيب عن الآثار في المنطقة.
وقالت شبكة "فرات بوست" إن قيادة "الحرس الثوري" افتتحت معسكراً للمنتسبين الجدد مِن أبناء منطقة البوكمال، الذين سمحت لهم الميليشيات بالعودة مع عائلاتهم بعد سنوات مِن نزوحهم منها.
وأضافت الشبكة أن عشرات العائلات مِن أبناء مدينة البوكمال وريفها التي كانت نازحة في مناطق سيطرة نظام الأسد و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وعادت إلى منازلها، انتسب عدد كبير مِن أبنائها للميليشيات الإيرانية.
وحسب الشبكة فإنه مع سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية على ريف دير الزور الشرقي، استولت تلك الميليشيات على مئات المنازل في المنطقة وحولتها الى ثكنات عسكرية، مستغلة خلو المدن والقرى مِن أهلها الذين نزحوا بسبب القصف والمعارك.
ورغم سماح الميليشيات للأهالي بالعودة إلى منازلهم، إلّا أنها اشترطت عليهم عدم إعادة المنازل التي سبق وحوّلتها إلى ثكنات ومقار عسكرية أو كانت ضمن أحياء تخضع بشكل شبه كامل لـ سيطرتها وتسكنها عائلات عناصرها، ومنها أحياء "الجمعيات والصناعة والهجانة والكتف" في مدينة البوكمال، وحي "التمو" في مدينة الميادين.
ومِن الشروط التي فرضتها الميليشيات الإيرانية أيضاً، وجوب الخدمة الإلزامية للشباب العائدين، والذين فضل أغلبهم عدم الالتحاق بقوات نظام الأسد، والتطوع بدلاً مِن ذلك في صفوف الميليشيات براتب ضعيف لا يتجاوز الـ50 ألف ليرة سوريّة.
وأشارت "فرات بوست" إلى أن عودة هؤلاء تمت عبر أصحاب المصالحات، حيث عادت عشرات العائلات التي كانت نازحة في محافظات دمشق وطرطوس وحلب، وآخر دفعة وصلت يوم الـ 23 مِن شهر حزيران الجاري، وأن أكثر مِن 50 شاباً انضمّوا لـ صفوف "الحرس الثوري"، وتم وضعتهم في معسكر مغلق ببلدة السيال بريف البوكمال.
"الحرس الثوري" ينقّب عن الآثار في البوكمال
مِن جهةٍ أخرى، أفادت شبكة "دير الزور 24" أن قيادة ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني أرسلت مجموعة مِن عناصرها المحليين والأجانب بمهمة تنقيب عن الآثار في ريف البوكمال.
وأوضحت الشبكة أن المدعو "الحاج سليمان" - القيادي في "الحرس الثوري" - أرسل مجموعة مؤلّفة مِن 20 عنصراً بقيادة المدعو "الحاج كرّار" إلى موقع "الصالحية" الأثري، مؤكّدةً أنها باشرت أعمال التنقيب عن الآثار هناك.
وتنتشر بعض الميليشيات الإيرانية والعراقية والأفغانية وغيرها (التي تدعمها إيران لـ مساندة نظام الأسد) في ريف دير الزور الشرقي، خاصة مدينة البوكمال (الحدودية مع العراق)، حيث تتخذ مِن منازل المدنيين مقارّ لها وسكناً لـ عناصرها وعائلاتهم.
اقرأ أيضاً.. معبر البوكمال بوابة إيران إلى سوريا.. ماذا يوجد بداخله؟ (صور)
وتسعى الميليشيات التي تدعمها إيران - حسب ناشطين - إلى فرض سيطرتها على كامل مدينة البوكمال ومحيطها بهدف الهيمنة على المنطقة الشرقية، كما تعمل على طرد قوات نظام الأسد والميليشيات المحلية التابعة لها مِن خلال اتهامهم بالفساد والسرقات وتعاون بعضهم مع تنظيم "الدولة".