"الإسلاميون والعلمانية: قراءة جديدة في ضوء نظرية بشارة في العلمنة" كتاب صدر حديثاً عن "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" لمؤلفه الباحث التونسي سهيل الحبيّب.
ويسعى الحبيب في كتابه الذي جاء في 244 صفحة من القطع الوسط، إلى تقديم فحص شامل لسردية العلمانية الغربية ومتخيلاتها وتطوّرها في خطابات الإسلاميين استناداً إلى نظرية المفكّر العربي عزمي بشارة في العلمنة، كما تجلت في كتابه "الدين والعلمانية في سياق تاريخي"، الصادر بجزأيه الأول والثاني عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بين عامي 2012 – 2014.
كما يرصد المؤلف تطوّر الرؤية عند عدد من الإسلاميين تجاه العلمانية، مثل جمال الدين الأفغاني، وحسن البنا، وسيد قطب، ويوسف القرضاوي، بالإضافة إلى راشد الغنوشي وعبد الوهاب المسيري الذين يقارب الحبيّب رؤاهم ومواقفهم تجاه العلمانية، هم وغيرهم، في ضوء نظرية المفكّر بشارة.
فصول الكتاب
وضمت صفحات الكتاب 4 فصول موزعة على قسمين. في القسم الأول من الكتاب الذي تناول "راهنية منجز بشارة إزاء سردية العلمانية باعتبارها عنوانًا للفساد المطلق والشامل" حمل الفصل الأول عنوان: "تطور سردية فساد العلمانية ومنطق الانفصال عن التاريخ الدنيوي وتقطيعه"، إذ سلّط الحبيب فيه الضوء على هذه السردية في ثلاث لحظات من تطورها، وتناول فيه مفهوم ربط العلمانية بما فوق التاريخ البشري الدنيوي وتقطيعه. وجاء الفصل الثاني تحت عنوان: "من منطق الانفصال عن التاريخ الدنيوي وتقطيعه إلى جدلية تاريخ العلمنة وتاريخ الدين"، وتحدث المؤلف في هذا السياق عن الدولة والأخلاق.
القسم الثاني ناقش فيه المؤلف فكرة "راهنية منجز بشارة إزاء سردية العلمانية باعتبارها خصوصية مسيحية غربية" عبر فصلين أيضاً، الأول حمل عنوان: "تطور سردية الخصوصية ونمط التدين الهوياتي" الذي سلط فيه الضوء على ثلاث لحظات في تطور هذه السردية، وناقش عبره نمط التدين السياسي الهوياتي. والثاني: "من منطق الخصوصية الهوياتية الثابتة إلى منطق الخصوصية التاريخية المتحركة"، وتحدث عبره عن مسألة التدين السياسي الهوياتي ضمن عالم العلمنة، مستعرضاً من خلاله صورة من صور العلمنة ومفارقاتها على الساحة العربية.