ملخص:
- الأمم المتحدة حذرت من تأثير التغير المناخي على زيادة أعداد النازحين وتدهور ظروفهم المعيشية.
- التغيرات المناخية كالفيضانات والجفاف تسهم في خلق أزمات جديدة، خاصة في مناطق مثل السودان والصومال.
- 75 بالمئة من النازحين يعيشون في دول تتعرض بشدة لمخاطر المناخ، ما يزيد من سوء الوضع.
- من المتوقع زيادة الدول ذات المخاطر المناخية العالية من 3 إلى 65 دولة بحلول 2040.
- الأمم المتحدة تدعو للاستثمار في الحد من المخاطر وتوفير دعم أكبر للمجتمعات المتأثرة.
حذرت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء من أن التغير المناخي يسهم في تسجيل أعداد قياسية من الأشخاص الذين يُجبرون على مغادرة منازلهم على مستوى العالم، ويزيد من سوء الظروف المعيشية التي وصفت بأنها "جحيمية" في كثير من الأحيان.
ومع انطلاق محادثات دولية حول المناخ في باكو، سلّطت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الضوء على تأثير ارتفاع درجات الحرارة العالمية والظواهر الجوية المتطرفة على أعداد اللاجئين وظروفهم، داعيةً إلى استثمار أكبر وأفضل في الحد من المخاطر.
وفي تقرير جديد، أشارت المفوضية إلى أن الصدمات المناخية في أماكن مثل السودان والصومال وميانمار تتفاعل مع النزاعات، مما يدفع الأشخاص الذين هم بالفعل في خطر إلى أوضاع أشد قسوة.
وفي مقدمة التقرير، قال رئيس المفوضية فيليبو غراندي: "عبر عالمنا المتغير مناخياً، تسبب الجفاف والفيضانات وحرارة مهددة للحياة وظواهر جوية أخرى متطرفة في خلق حالات طوارئ بوتيرة مقلقة".
وأضاف: "الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من منازلهم هم في الخطوط الأمامية لهذه الأزمة"، مشيراً إلى أن 75 بالمئة من النازحين يعيشون في دول ذات تعرض عالٍ إلى شديد للمخاطر المرتبطة بالمناخ.
وقال غراندي: "مع تسارع وتيرة وشدة التغير المناخي، سيستمر هذا الرقم في الارتفاع".
أكثر من 120 مليون نازح قسري
وأظهرت أرقام المفوضية لشهر حزيران أن هناك رقماً قياسياً يبلغ 120 مليون شخص يعيشون في نزوح قسري بسبب الحرب والعنف والاضطهاد، معظمهم داخل حدود دولهم.
وأشار أندرو هاربر، المستشار الخاص للمفوضية للعمل المناخي، لوكالة فرانس برس إلى أن "عدد الأشخاص النازحين بسبب النزاعات قد تضاعف على مدار السنوات العشر الماضية".
في الوقت نفسه، أشارت المفوضية إلى بيانات حديثة من مركز مراقبة النزوح الداخلي توضح أن الكوارث المرتبطة بالطقس تسببت في نزوح نحو 220 مليون شخص داخل دولهم خلال العقد الماضي وحده، بمعدل يقارب 60,000 حالة نزوح يومياً.
وقال هاربر: "نرى المزيد والمزيد من الأشخاص يُجبرون على النزوح"، معبراً عن أسفه للنقص الكبير في التمويل اللازم لدعم من يفرون والمجتمعات التي تستضيفهم.
وأضاف: "نرى في كل مكان الوضع الجحيمي يصبح أكثر صعوبة".
مخاطر مناخية متزايدة تهدد مخيمات اللاجئين
وأشار إلى أن معظم المناطق التي تُقيم فيها مخيمات اللاجئين توجد في دول ذات دخل منخفض، غالباً "في الصحراء، وفي مناطق عرضة للفيضانات، وفي أماكن تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة للتعامل مع الآثار المتزايدة لتغير المناخ".
ومن المتوقع أن يزداد الوضع سوءاً. وبحلول عام 2040، يُتوقع أن يرتفع عدد الدول التي تواجه مخاطر شديدة مرتبطة بالمناخ من ثلاث إلى 65 دولة، وفقاً لتقديرات المفوضية، حيث تستضيف الغالبية العظمى من هذه الدول نازحين.
وبحلول عام 2050، يُتوقع أن تشهد معظم مخيمات اللاجئين ضعف عدد الأيام ذات الحرارة الخطرة مقارنة باليوم، حسبما حذر التقرير.
وأضاف هاربر أن ذلك قد لا يقتصر على الشعور بعدم الراحة أو التهديد الصحي للأشخاص الذين يعيشون هناك، بل يمكن أن يؤدي أيضاً إلى فشل المحاصيل ونفوق الماشية.
وقال: "نشهد تزايد فقدان الأراضي الصالحة للزراعة في أماكن معرضة للمناخات القاسية، مثل النيجر وبوركينا فاسو والسودان وأفغانستان، لكن في الوقت نفسه نشهد زيادة ضخمة في السكان".