استعداداً لمواجهة متعددة السيناريوهات ولإغلاق الأجواء أمام التهديدات المختلفة أطلق الجيش الإسرائيلي قبل عامين "منطاداً" للمراقبة، يعد من أهم وسائل الدفاع الجوي للتصدي للمسيرات وصواريخ كروز، وأقرب أهدافه مطار دمشق الدولي.
وصفت وزارة الدفاع الإسرائيلية "المنطاد" بأنه الأضخم في العالم، ومهمته الكشف والتحذير من التهديدات المتقدمة، يحلق فوق بحيرة طبريا في الجولان السوري المحتل، في المثلث الحدودي مع سوريا ولبنان.
مع ازدياد حدة التهديدات المتبادلة في الأيام الأخيرة بين إسرائيل وإيران، كشف تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أهم وسائل الدفاع الجوي الجديدة التي تفتخر بها إسرائيل لحماية أجوائها من التهديدات المختلفة.
منطاد ضخم للمراقبة، يعرف باسم منطاد "تل شمايم"، الذي أعلنت وزارة الدفاع الأسرائيلية إطلاقه في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، بعد سنوات من تطويره وإنتاجه بخبرات أميركية.
الموقع والمواصفات
يستطيع المتجولون في الجولان السوري المحتل ومنطقة الجليل الأعلى رؤية بالون عملاق أبيض اللون يحلق على ارتفاع منخفض.
قاعدته الجوية تدعى "تل شمايم"، وسط غابة على بعد 50 كيلومتراً جنوب بحيرة طبريا.
يضاف المنطاد إلى منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدمة، مثل "القبة الحديدية" و"الباتريوت"، وجميعها بدعم وتطوير أميركي.
كما أنه ليس المنطاد الوحيد في إسرائيل، التي تمتلك منطاداً آخر قديم يحمي مفاعل "ديمونة" النووي في صحراء النقب جنوباً.
وفقاً لسلاح الجو الإسرائيلي، فإن هذا منطاد هو الأكبر من نوعه في العالم، يبلغ طوله 117 مترا ويزن عدة أطنان.
يحتوي على عشرات الكاميرات الخاصة وأجهزة الكمبيوتر الصغيرة والرادارات الكبيرة وأجهزة الاستشعار.
تقول "يديعوت أحرونوت"، لم يكن نقل المنطاد وتضخيمه (نفخه) أمراً بسيطاً، بل واحدة من أكثر العمليات اللوجستية تعقيداً التي عرفها سلاح الجو الإسرائيلي خلال العقد الماضي.
وصل المنطاد مفككاً في حاويات إلى قاعدته العسكرية "تل شمايم"، والتي تعني ترجمتها بالعربية "تل السماء"، وهي لا تزال قيد الإنشاء لاستكمال الإجراءات التشغيلية المعقدة والطويلة، بحسب الصحيفة.
تم تجميعه وتضخيمه من قبل فرق أميركية أتت إلى إسرائيل بشكل خاص لأجل هذا الغرض.
تضيف الصحيفة، موقعه في الجولان لم يكن مصادفة، لأن الهدف هو الكشف على مسافة مئات الكيلومترات باتجاه الشرق في "عمق أراضي العدو"، كما يمكنه التحليق بارتفاع أعلى وبالتالي المراقبة لمسافة أكبر.
في حين، لم يحدد التقرير بدقة المسافة التي يرصدها المنطاد، ولكنه يغطي معظم التحركات الجوية في سوريا، بحسب تقرير "يديعوت أحرونوت".
وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق، اللواء عميكام نوركين، إن المنطاد سيسهم في القدرة على "بناء صورة جوية دقيقة وشاملة أكثر".
مهامه
من مهام منطاد "تل شمايم" الكشف والتحذير من أي جسم غريب يخترق الأجواء الإسرائيلية، وتعزيز منظومة الدفاع الجوي، في ضوء تهديدات الطائرات المسيّرة الإيرانية المتزايدة، والتي تنطلق من الأراضي السورية واللبنانية.
كما صٌمم المنطاد للكشف عن صواريخ كروز السريعة التي من المحتمل يتم إطلاقها من العراق أو إيران وفق تقديرات سلاح الجو الإسرائيلي.
وتسعى إسرائيل لإبعاد الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الإيرانية عن الجنوب السوري، وتتهم تل أبيب طهران بمحاولة استنساخ تجربة "حزب الله" اللبناني في سوريا.
وتعد مسألة الإنذار المبكر إزاء التهديدات المحدقة، من الركائز الرئيسة لنظرية الأمن الإسرائيلية، التي وضعها أول رئيس وزراء ووزير دفاع لإسرائيل "دفيد بن غوريون" عام 1953، بحسب "هآرتس".
مطار دمشق في المرمى
من داخل غرفة التحكم السرية داخل مبنى يصعب التعرف إليه في أعماق جبل الجرمق، في الجليل الأعلى، تظهر مئات من النقاط الحمراء والزرقاء والوردية والبنفسجية تتحرك على عشرات الشاشات السوداء بأحجام مختلفة.
ترصد شاشات التحكم الطائرات المدنية وهي تهبط في مطاري دمشق وبيروت، وطائرات السوخوي الروسية وهي تقلع من "قاعدة حميميم" في الساحل السوري.
كما يرصد المنطاد الطائرات المسيرة التي تحوم في سماء الجولان، ولكنها لا تعبر الحدود، أو طائرات مسيرة مشبوهة تحلق في سماء وادي لبنان وتخشى تجاوز السياج، على حد تعبير "يديعوت أحرونوت".