قالت مصادر محلية في مدينة طرطوس، إن سلطات نظام الأسد، اعتقلت أحد الصحفيين العاملين بصحيفة "الوحدة" التابعة للنظام، على خلفية تحقيق نشر في الصحيفة، تحدث فيه عن "شبهات فساد" في شركة الكهرباء بمحافظة طرطوس.
واعتقل الصحفي كنان وقاف، من قبل قسم "فرع مكافحة جرائم المعلوماتية" في طرطوس، وذلك بعد يوم واحد من نشر تحقيق في صحيفة الوحدة حول فساد وهدر للمال العام في مؤسسة الكهرباء التابعة للنظام، وعقود مشبوهة وقعتها الشركة مع إحدى الشركات الخاصة التي تورّد الطاقة الشمسية، وفق ما نقل موقع "سناك سوري" الموالي.
ويتحدث الصحافي كنان وقاف، في تحقيقه المنشور بعنوان "كهرباء طرطوس محطات كهروضوئية.. فساد موصوف واختراع اسمه الكهرباء"، عن الاستياء الشعبي من أزمة الكهرباء التي تعيشها محافظة طرطوس، و"الحجج الواهية" التي تتحدث عنها المؤسسة لتبرير الانقطاع، فضلاً عن محسوبية تمارس لصالح بعض المستثمرين، وهدر مالي ضخم في بيانات الصرف الصادرة عن المؤسسة، وعقود مشبوهة مع شركة لتوريد الطاقة الشمسية.
وبدلاً من الدفاع عن أحد صحافييها، بررت صحيفة "الوحدة" اعتقاله من قبل السلطات الأمنية في منشور عبر صفحتها على "فيسبوك"، بقولها إنه اعتقل لـ"قيادته سيارة غير نظامية ومهربة، بالإضافة إلى تهربه من خدمة العلم".
إلا أن ناشطين ومواقع محلية كذّبوا الصحيفة، حيث نشروا دفتر "خدمة العلم" الخاص بالصحافي المعتقل، وتبيّن أنه معفي من الخدمة الإلزامية بسبب مقتل شقيقه الوحيد، ما أجبر صحيفة "الوحدة" على التراجع.
وأعادت الصحيفة نشر تبرير جديد، بأن ما حصل كان التباساً من قبل قائد شرطة محافظة طرطوس الذي زودها بالمعلومة، نتيجة تشابه بين كنية الصحافي المعتقل وبين معتقل آخر يدعى خليل وقاف، وهو ما أثار الاستغراب كون أن الاسمين يختلفان كلياً.
وأقرت الصحيفة، في منشور آخر اليوم، أن اعتقال الصحافي جاء على خلفية نشر التحقيق الخاص بكهرباء محافظة طرطوس، بعد رفع دعوى من قبل أحد الأشخاص الواردة أسماؤهم بالتحقيق.
وجاء اعتقال الصحافي من قبل أمن النظام، بعد يومين من حديث رأس النظام، بشار الأسد، أمام حكومته الجديدة، عن ضرورة تشجيع الإعلام لمتابعة قضايا الفساد من خلال التحقيقات.
ووفقاً لمنظمة "مراسلون بلا حدود، حافظت سوريا على مركزها في المراتب الأخيرة، للسنة الخامسة على التوالي، على قائمة التصنيف العالمي لـ حرية الصحافة عام 2020، حيث احتلت المرتبة 174، قبل الأخيرة، في مؤشر حرية الصحافة حول العالم.
اقرأ أيضاً: 45 صحيفة لـ 4 ملايين سوري... كيف كان حال الصحافة بعد الاستقلال؟