ألقى فرع الشرطة العسكرية في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، القبض على 25 شخصاً يتعاطون ويروجون المواد المخدرة في المنطقة، في حين حصل موقع "تلفزيون سوريا" على معلومات حصرية عن مصدر المخدرات وطرق إدخالها إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غربي سوريا.
اعتقالات وضبط حشيش وحبوب مخدرة
أفاد رئيس قسم التحقيق في فرع الشرطة العسكرية بمدينة عفرين، المقدم محمد الحمدو، بأنهم أطلقوا حملات أمنية خلال فترات متقطعة ضد تجار ومروجي المخدرات في مدينة عفرين وريفها، أسفرت حتى الآن عن اعتقال 25 شخصاً.
وأضاف المقدم في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، أنهم تمكنوا من ضبط كمية من الحبوب المخدرة والحشيش بحوزة هؤلاء الأشخاص، تقدّر بـ 2 كيلو غرام من مادة "أتش بوز" المخدرة، وما يقارب 75 كف حشيش، و2000 حبة مخدرة من نوع "كبتاغون".
ومن خلال المتابعة والتحري، وسماع اعترافات الأشخاص المقبوض عليهم، تبين أن التجار يستوردون الحبوب المخدرة من مناطق سيطرة النظام السوري و"حزب الله" اللبناني، عن طريق التهريب باتجاه مناطق سيطرة المعارضة السورية.
وأكد المقدم أن ضباطاً يعملون في صفوف النظام السوري والميليشيات الإيرانية وقوات "حزب الله" اللبناني، يشرفون بشكل مباشر على تجارة وتصدير الحبوب المخدرة، ويتركز نشاطهم بشكل رئيسي في بلدتي نبل والزهراء قرب مدينة حلب.
طرق تهريب المواد المخدرة
اطلع موقع "تلفزيون سوريا" على اعترافات ثلاثة أشخاص، وهم (ع. العزو) من ريف حماة الشمالي، و(ع. جعفر) من منطقة الشيخ حديد بريف عفرين، و(ض. العاص) من ريف دمشق، وجميعهم اعترفوا بترويج الحبوب المخدرة، وأنهم صلة وصل بين المورّد والمتعاطين لقاء مبالغ مالية.
واعترف "العاص" بأنه يتسلم المواد المخدرة من شخص يدعى "أبو حسين" في مدينة جرابلس شرقي حلب، ويسلّمها لشخص يدعى "محمد الشيخ" من أطمة بريف إدلب، وآخر يدعى "أبو شهاب" من مدينة دارة عزة غربي حلب.
وقال المقدم محمد الحمدو، إن المخدرات تدخل من مناطق سيطرة النظام السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) باتجاه مناطق الجيش الوطني السوري عبر خطوط التهريب القريبة من نقاط الرباط.
وأشار إلى أن التجار يعملون أيضاً على تهريب المواد المخدرة بوساطة الصهاريج المحمّلة بالنفط الخام والمحروقات، القادمة باتجاه مناطق سيطرة المعارضة، بإشراف شخصيات موجودة في نبل والزهراء، وأخرى ضمن مناطق نفوذ "قسد".
ووفقاً للمقدم، تعمل قوات الشرطة على ملاحقة التجار والمروجين ومداهمة أماكن سكنهم وتشديد الرقابة على خطوط التماس مع مناطق سيطرة النظام وقسد، ونصب الكمائن للآليات التي تثار حولها الشكوك بتهريب المخدرات.
ومن المقرر سماع الاعترافات كاملة من الأشخاص المقبوض عليهم وتسجيل إفاداتهم، ثم تحويلهم إلى القضاء العسكري لمحاسبتهم، وكذلك إتلاف المواد المخدرة، وفقاً لتصريح الشرطة العسكرية.
تهريب نحو تركيا
في السادس من شهر أيار/مايو الجاري، تمكن الجيش الوطني من إلقاء القبض على شخصين في أثناء تهريب مواد مخدرة من مناطق نفوذ "قسد" نحو مناطق الجيش الوطني في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي.
وقال الرائد يوسف أحمد شروف قائد فوج حرس الحدود في قطاع جرابلس، التابع لإدارة الشرطة العسكرية، إن إحدى الدوريات الأمنية في الجيش الوطني، ألقت القبض على (أ.ج) و(أ.أ)، في أثناء تسللهما عبر نهر الفرات باتجاه مدينة جرابلس قادمين من مناطق سيطرة "قسد".
وعُثر بحوزة الشخصين على 1.5 مليون حبة كبتاغون مخدرة، وأكد الرائد "شروف" في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، أن التحقيقات معهما، بيّنت أنهما يخططان للدخول إلى الأراضي التركية عبر طرق التهريب، بالتنسيق مع شخص يقطن في مدينة جرابلس يدعى (ع.هـ).
خطر كبير للمخدرات في الشمال السوري
وسبق أن سلّط موقع "تلفزيون سوريا" في ملفات سابقة الضوء على آفة انتشار المخدرات في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، وكشف عن مصادر المواد المخدرة وطرق تهريبها، والجهود الأمنية لمكافحتها وإلقاء القبض على مروجيها، كما استعرض أنواع المخدرات والنصائح الطبية للتخلص منها، وطرق العلاج.
وتستفيد عدة جهات من تفشي المخدرات في شمال غربي سوريا، في مقدمتها الميليشيات الإيرانية، وحزب الله اللبناني، والنظام السوري، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ومجموعات عسكرية في المنطقة، بعضها يعمل تحت غطاء فصائل في الجيش الوطني.
مصادر أمنية خاصة أكدت لموقع "تلفزيون سوريا"، أن الحبوب المخدرة تأتي من لبنان عن طريق حزب الله مروراً بمناطق النظام، ومنها إلى "المناطق المحررة"، بخطين أحدهما من مناطق إدلب والآخر في ريف حلب الشمالي، مشيرة إلى أن "بعض الشخصيات المنتفعة من الثورة والمحسوبة عليها زوراً هي من تقوم بتأمين المخدرات وحمايتها إضافة إلى شخصيات تعمل بالمخدرات ولها باع طويل بهذا المجال من قبل الثورة، مع وجود شبكات كبيرة أشبه بالمافيات".
ولم يعد استيراد المخدرات إلى المنطقة بغرض التعاطي والترويج فقط، بل تعدى ذلك إلى إعادة تصديرها إلى دول عدة عبر شبكة منتشرة في كل من سوريا وتركيا، حيث أكدت المصادر أن المسؤولين عن تجارة المخدرات في النظام و"حزب الله" والفرقة الرابعة، باتوا يرفضون تصدير المخدرات إلى المنطقة مقابل المال، ويشترطون أن تكون الأسلحة مقابل المخدرات.