حرمت مئات العائلات في الساحل السوري من الدعم الحكومي المخصص لها، بعضها لا تنطبق عليه القوانين المعلنة، وسط شكايات عديدة من عدم استجابة المراكز المخصصة للاعتراضات، وصعوبة تنفيذ المعاملات.
أمام مركز تكامل المواصلات في اللاذقية يتجمع منذ إعلان القرار قبل قرابة الشهر يوميا مئات المراجعين بعضهم قدم منذ ساعات الصباح الأولى لإتمام معاملته. داخل المركز لا يتوفر أكثر من أربعة موظفين بالكاد يأخذون شكاوى بعض المعترضين فيما يضطر العدد الأكبر لتكرار زيارته في اليوم التالي مع انقضاء الدوام قرابة الساعة الثالثة.
يتجاذب الكثير من المعترضين الأحاديث حول أسباب سحب الدعم عنهم، بعضهم يحمل سجلا تجاريا من سنوات طويلة ولم يتم إغلاقه، آخرون مقيمون في اللاذقية وتم تسجيلهم خارج البلاد، في حين أوقف الدعم عن بعض منهم لأخطاء تقنية.
أبو محمد (63) عاما وهو من سكان حي قنينص بمدينة اللاذقية قال لموقع "تلفزيون سوريا" إنه ينوي رفع دعوى بحق شركة تكامل كونها استبعدته وعائلته عن الدعم بغير حق.
وأوضح:" أنا موظف سابق، عائلتي لا تمتلك إلا آليه واحدة واستبعدوني بحجة امتلاكي آليتين راجعت المراكز التابعة لتكامل ولغاية هذه الساعة لم يعيدوا لي الدعم. راتبي التقاعدي لا يكفيني ثمن للخبز."
من جانبه قال أبو بسام (43) عاما لموقع "تلفزيون سوريا" إن عائلته المكونة من 5 أفراد حرمت من الدعم بسبب خطأ تقني أظهر وجوده خارج البلاد. وتابع" راجعت مركز الهجرة وأجابني الموظف بالكمبيوتر "مبين غادرت أنت أفهم منو!!".وأضاف:" هل من المعقول أن أدفع يوميا 4 آلاف ليرة ثمن خبز لأجل خطأ تقني لا ذنب لي فيه؟".
من جانبها نقلت "شبكة أخبار اللاذقية" شكوى لمواطن من ذوي الحاجات الخاصة جاء فيها: "أنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وعندي سيارة موديل 2009، استبعدت من الدعم لهذا السبب أنا متزوج وغير موظف وغير قادر على التنقل من دون السيارة.. راجعت المواصلات ومركز تكامل لتقديم اعتراض.. وكان ردهم لا يوجد اعتراض لغير الموظفين أو المتقاعدين".
وأضاف: "السيارة تحمل لوحة عجزة ونمرة معاق وهي أساسا معفية من الجمارك والرفاهية، سأحرم من الخبز والتموين والتنقل بسبب هكذا قرارات".
بدوره تحدث أبو راشد (46) عاما عن معاناته لإيقاف سجله التجاري السابق الذي مضى عليه أكثر من 15 عاما دون أي فائدة.
وأوضح في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا":" استأجرت متجراً لبيع المواد الغذائية فيما سبق ثم أغلقته ولكن لسوء الحظ بقي سجلي التجاري ولم أفكر بإغلاقه ولهذا السبب قطع عن عائلتي الدعم.. منذ أيام وأنا أسير بهذه المعاملة وأغلقت سجلي التجاري لكن حتى الآن بلا نتيجة".
معاناة السيدة عبير مختلفة عن ما سبق ذكره، توفي والدها ولديه سيارة ولم تستطع إتمام فراغها لبيعها بسبب وجود إخوتها خارج البلاد، قطع عنها الدعم بحسب قولها لوجود سيارة باسمها رغم عدم تمكنها من الاستفادة منها.
بينما وردت شكايات في اللاذقية لموقع "تلفزيون سوريا" عن حالات أخرى لعائلات تسكن بشكل مشترك في المنزل ذاته وأحدها لديه سيارة أو سجل تجاري ما أدى لانقطاع الدعم الحكومي عن جميع من في المنزل.
عائلات تعجز عن شراء الخبز:
من جانب آخر لفت الناشط الإعلامي أحمد اللاذقاني إلى وجود عائلات باتت عاجزة فعليا عن شراء الخبز.
وأوضح "اللاذقاني" أن عشرات العائلات في محافظة اللاذقية باتت عاجزة عن شراء الخبز بالسعر الجديد بعد أن رفعت حكومة النظام الدعم عن آلاف العائلات.
ولفت إلى أن عددا كبيرا من المعتمدين ولجان الأحياء بات لديهم فائض جراء عجز كثير من العائلات عن الحصول على مخصصاتهم بسعر 1300 ليرة للربطة الواحدة".
ونقل اللاذقاني عن صاحب أحد الأفران الخاصة في حي الصليبة، أن أكثر من مئة ربطة خبز لديه كسدت لعدم قدرة بعض الأسر تسديد ثمنها بعد استبعادهم من الدعم رغم اعتراضهم على هذا القرار عبر المنصة الإلكترونية التي أطلقتها حكومة النظام.
وكان عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة اللاذقية علي يوسف صرح لصحيفة "الوطن"، أنه بإمكان أي مواطن استبعد عنه الدعم أن يقوم بطلب اعتراض عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بهذا الأمر، مؤكداً أن كل مواطن له حق سيعود إليه وفق قوله.
وكانت وزارة الاتصالات التابعة لحكومة النظام السوري أعلنت في وقت سابق أن "عدد البطاقات المستبعدة من منظومة الدعم بلغت نحو 598 ألف بطاقة، وعدد الاعتراضات عبر منظومة الاعتراض بلغ نحو 370 ألف اعتراض".