أخلى عناصر فصيل "جند الشام"، الذي يشكل الشيشانيون قوامه، مواقعهم العسكرية في مناطق سيطرة المعارضة بريف محافظة اللاذقية، تحت ضغط من "هيئة تحرير الشام" التي تسيطر على مساحات واسعة في شمال غربي سوريا.
ونقل موقع "المونيتور"، الخميس، عن مصادر مطلعة، أن عناصر "جند الشام" تركوا أسلحتهم ومواقعهم العسكرية في جبال اللاذقية، وتوجهوا مع عائلاتهم للعيش في ريف جسر الشغور استجابة لمطالب "هيئة تحرير الشام".
وأوضح القيادي المقرب من "جند الشام"، أبو خالد المهاجر، أن الفصيل "لم يحلّ نفسه بالكامل، لكن لم يعد له وجود في الميدان"، مضيفاً أن الجماعة "ستصدر إعلاناً رسمياً خلال أيام قليلة، وسيبقى مقاتلوها كأفراد يحاربون النظام، ولن يتمكنوا من الذهاب إلى بلدانهم الأصلية لأنهم مطلوبون من قبل الأجهزة الأمنية هناك".
وأكد قيادي في "تحرير الشام" لـ "المونيتور"، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن "الهيئة تؤسس دولة، ولن تسمح لأي مجموعة بالعمل بشكل مستقل عنها".
وتعليقاً على الموضوع، قال الباحث بشؤون الجماعات الجهادية في مركز "جسور للدراسات"، عباس شريفة، أن الهيئة "تحاول إعادة رسم المشهد الجهادي مع مواطنين سوريين فقط، وهي تريد أن تُظهر للأطراف الخارجية، أنها تقاتل وتقضي على الجماعات الجهادية في إدلب، وأنها تلتزم بالاتفاقيات الدولية".
وأشار شريفة إلى أن "بعض عناصر الفصيل قد يتوجهون إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني، المدعوم من تركيا، لكنهم لن ينضموا إلى الهيئة لأسباب أيديولوجية".
من جانبه، أشار القيادي السابق أبو عبد الرحمن الشامي، إلى أن "بعض المجموعات السورية الصغيرة التابعة للفصيل قررت تسليم أسلحتها، لكنهم رفضت الانضمام إلى (تحرير الشام) وتنتظر كياناً أشمل يمثل القوة العسكرية المحلية بأكملها في إدلب".
وتوقع الشامي أن "جميع التشكيلات الصغيرة من المقاتلين غير السوريين والمتمردين المحليين، سيواجهون نفس مصير (جند الشام)".