تظاهر أهالي مخيم "أبايدن" المخصص لعائلات الضباط السوريين المنشقين في ولاية هاتاي جنوبي تركيا، احتجاجاً على طرد إدارة المخيّم ضابطا منشقّا برتبة عميد إلى خارج أسوار المخيم، وذلك على خلفية رفض سكان المخيّم تنفيذ قرار الإدارة بنقلهم إلى مخيّم "بَخشين" الواقع في نفس الولاية ويبعد نحو 9 كم عن مخيم أبايدن.
وندّد المحتجون الذين تظاهروا عقب صلاة المغرب أمام مبنى الإدارة، بطرد الأخيرة للعميد المنشقّ بسام علولو إلى خارج المخيّم وإلغاء قيده، وهو رئيس لجنة المخيم والمتحدث باسم سكانه، "بدون سبب أو ذنب ارتكبه" وفق ما أفاد به محتجون لمراسل تلفزيون سوريا.
كما أصدر الأهالي بياناً طلبوا فيه من السلطات التركية "تشكيل لجنة تقصي حقائق" حول سلوك الإدارة التركية في مخيم "الضباط الأحرار السوريين" والوقوف على حادثة إخراج العميد علولو من المخيم.
العميد علولو: اتهموني بالتحريض على رفض نقل المخيم
تواصل موقع تلفزيون سوريا مع العميد المنشق بسام علولو للوقوف على حيثيات ما حصل في مخيم الضباط السوريين المنشقين، فقال: "نقيم في المخيم منذ 10 سنوات، وخلال هذه السنوات لم تقصّر تركيا في تقديم كل أشكال الدعم سواء في المال أو الغذاء أو الدواء وغيره، وجميعنا ممتنّون لها ونوجّه لها كامل الشكر.
ويضيف العميد علولو: "ما يعرفه جميع سكان المخيّم أن مغادرته والانتقال منه يكون بشكل طوعي، إلا أن القرار الصادر أخيراً نصّ على نقل أهالي المخيّم (نحو 2500 شخص) إلى مخيّم (بَخشين)".
وأوضح أن القرار اصطدم برغبة الأهالي الذين رفضوا النقل، "ونظراً لثقة الناس تم اختياري كرئيس لجنة إلى جانب ضابط منشق آخر وقاضٍ، ومسؤوليتنا تنحصر فقط بنقل آراء ورغبات أبناء المخيم، بكل أمانة، إلى الإدارة وبالعكس" يقول العميد.
ويشير علولو إلى أن قرار النقل كان قد صدر منذ عهد الإدارة السابقة، إلا أن الإدارة الحالية أخذت تضيّق على الأهالي بشكل ملحوظ لتنفيذ القرار، موضحاً أن رفْض الأهالي مغادرة المخيم نابعٌ من اعتيادهم عليه خلال تلك السنوات "وصاروا يشكّلون فيه ما يشبه الأسرة الواحدة، بالإضافة إلى أن فريقاً منهم قد ترشّح لنيل الجنسية التركية ويخشى أن يؤثر النقل على ملفاتهم" بحسب العميد.
الإدارة الجديدة اتهمت علولو بأنه يحرّض الناس على رفض تنفيذ القرار وعدم مغادرة المخيّم، وهو اتهام فوجئ به العميد، بحسب حديثه للموقع، نافياً بشكل قطعي ما وِجّه له من اتهام.
وقال علولو: "نحن أساساً لسنا متمسكين بحياة المخيّم، ونرجو من الله أن يمنّ على السوريين بحياة تليق بهم". وأردف: "أبلغت مدير المخيّم (أمس الإثنين) أني بريء من هذا الادعاء، وأن لا سلطة لي على الناس لإجبارهم على رفض ترك المخيم، وكل ما أملكه هو محبتهم واحترامهم لي وثقتهم بي".
عند ذلك طلب مدير المخيّم من العميد المنشق أن يسجّل مقطعاً صوتياً –بحضور عناصر للشرطة- يطلب فيه من الأهالي مغادرة المخيم والتوجّه إلى مخيم (بخشين)، إلا أن العميد رفض ما طُلب منه وأبلغ المدير أنه مستعد لمغادرة المخيم والتوجّه إلى مدينة أنطاكيا، حيث تسلّمت الإدارة بطاقته الخاصة وطلبت منه مغادرة المخيم.
ويختم العميد حديثه بالقول: "أبدينا كامل استعدادنا لمساعدة الإدارة على نقل المخيم في حال كان السبب سياسياً أو أمنياً أو اقتصادياً يستدعي عملية النقل، فنحن نغار على مصلحة الإخوة الأتراك ونقدّر وقوفهم بجانبنا، ونحن قاتلنا جنباً إلى جنب وضحينا سوية وقدّمنا الكثير من الشهداء في سبيل قضيتنا وقضيتهم".